تعتبر فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من أهم الفئات التي لا بدّ من الاهتمام بها وتقديم الرعاية لها في أي مجتمع حضري، إذ لا يجوز إهمال أفراد هذه الفئة وعزلهم عن المجتمع، بل لا بدّ من دمجهم في المجتمع مع الناس العاديين، ويُقصد بمفهوم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة هو حصول الفرد الذي ينتمي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة على كافة الخدمات التي يحصل عليها الفرد العادي، إذ لا يقتصر الدمج على المجال التربوي بل في المجال المهني، والاجتماعي، والطبي وغيرها، فلذلك من حق هذا الشخص أن تقدم له الخدمات ولا يتم عزله كأنّه ليس من جنس البشر.
الدمج هو أسلوب اجتماعي وأخلاقي يحقق المساواة والعدل لذوي الاحتياجات الخاصة مع الأفراد العاديين في المجتمع، حيث تنبذ حركة حقوق الإنسان أي عزل وتمييز نحو هذه الفئة بل تهدف إلى تحقيق التقبُّل الاجتماعي والقضاء على النظرة السلبية نحو هؤلاء الأفراد، لهذا لا بدّ من إتاحة الفرصة وتهيئة كافة المتطلبات والاحتياجات لإنجاح عملية دمجهم في المجتمع.
يهدف الدمج لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع إلى تحقيق تكامل ونظرة إيجابية بينهم وبين الأفراد العاديين، وتحقيق تفاعل اجتماعي في البيئات المختلفة، والذي يقلل التكلفة الاقتصادية في بناء المراكز الخاصة برعاية هذه الفئة، فمن خلال إشراكهم مع الأفراد العاديين تتولد لديهم دافعية وإقبال نحو التعلم والعمل، وتحقيق علاقات اجتماعية مع غيرهم.
من عناصر هذا الدمج هو الطفل من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والطلاب العاديون، والمعلمون، والمدربون، والإدارة المدرسية، والأسرة، والكوادر البرنامجية، ولكي ينجح هذا الدمج لا بد من مقوّمات تخدمه، ويتحقق ذلك بتوحيد المسار التعليمي، وتأهيل الطلبة العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة في دخول المسار التعليمي الموحّد، وتعزيز التواصل والاتصال بين كافة عناصر الدمج، وإعداد مناهج دراسيّة وطرق تدريس تناسب الطلب المدمجين، وتهيئة البيئة الدراسية من قاعة صفية ومعلمين مؤهلين لتدريس هؤلاء الطلاب المدمجين.
من مبررات هذا النوع من الدمج هي الناحية الأخلاقيّة في تحقيق التعامل الإنساني مع الشخص المعاق، والقضاء على عزلتهم، وعلى الخجل والقلق الذي يشعرون به، فيأتي الدمج لتطوير الإدراك الاجتماعي بوجود أشخاص ليس لهم أي ذنب في الحالة التي هم عليها، بل هم بشر من حقهم العيش في هذه الحياة أسوة مع الناس الآخرين.
ومن ناحية قانونية هو وجود القوانين والأنظمة التي تنص على حق ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم، والرعاية الصحية، والرعاية الاجتماعية أي تلقي كافة حقوقهم الإنسانية التي كفلها القانون.
هو اشتراك مؤسسة التربية الخاصة مع مدرسة التربية العامة في البناء المدرسي ضمن إدارة موحدة، لكن لكلّ مدرسة خططها وأساليب التدريب، والهيئة التعليمية الخاصة بها.
هو أبسط أنواع دمج هذه الفئة الخاصة مع فئة الطلاب العاديين من خلال التحاقهم بالأنشطة المدرسية التي تتمثل بالرحلات، والرياضة، والفن والموسيقى، والمعسكرات وغيرها من الأنشطة.
هو دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في فعاليات المجتمع وتسهيل كافة السبل بأن يكونوا أعضاءً فاعلين لهم حق العمل، وحرية التنقل، والتمتع بكافة خدمات المجتمع.