كيفية مكافحة الإيدز

الكاتب: نور الياس -
كيفية مكافحة الإيدز

كيفية مكافحة الإيدز.

 

 

مكافحة الإيدز

 

لماذا يبقى بعض الأشخاص الذين أثبتت التحاليل إصباتهم بعدوى فيروس الإيدز( بمعنى أن حالتهم إيجابية لفيروس الإيدز – HIV – positive) في حالة لياقة و صحة ظاهرية لسنين عديدة بينما تستمر حالات أشخاص آخرين في التطور و التدهور حتى تصل إلى الإصابة الإكلينيكية بالإيدز بسرعة أكبر نسبيا ً؟ لا يوجد مخلوق واحد حتى يومنا هذا يعرف الإجابة بالتأكيد، و لكن بعد مرور عقد كامل من التركيز على العلاج بالعقاقير وحدها، فقد بدأ الأطباء يدركون أنهم ربما يتعين عليهم أن ينظروا إلى أبعد من ذلك للحصول على الإجابات المنشودة و قد بدأت الأبحاث مؤخراً في التركيز على المرضى أنفسهم و على حالة مناعتهم الطبعيية و مقاومتهم للأمراض. و يضع العلماء في اعتبارهم مجموعة من العوامل المساعدة أو المساهمة في هذا المرض اللعين مثل النظام الغذائي و أسلوب الحياة التي يمكن أن تكون عظيمة الأهمية في تحديد ما إذا كان شخص ما أصيب بعدوى فيروس الإيدزر ستتطور حالته إلى مرض الإيدز بكامل أضراره و بلواه.

و لقد بات واضحاً الآن أن الحالة الغذائية هي عامل مساعد مهم جدا ً. و سوء التغذية يؤثر على قابلية الإصابة بعدوى فيروس الإيدز و تقدم المرض أيضاً. و لقد وجدت دراسات كثيرة أن الأشخاص الذين هم إيجابيون لفيروس الإيدز HIV – positive تكون لديهم مستويات منخفضة من العناصر الغذائية الرئيسية. بينما أولئك الذيني عانون أعراض مرض الإيدز تكون لديهم مستويات أقل منهم و العناصر الغذائية أو المغذيات الرئيسية هي فيتامين ج، فيتامين أ و الكاروتينات، فيتامين هـ، فيتامين ب 2، ب 6، ب 12، الكولين، الزنك.
و من المحتمل أن حالات النقص الغذائي تعرض الشخص المصاب بها إلى أن يصير إيجابياً لفيروس الإيدز إذا تعرض لعدوى الفيروس. ثم تتطور حالته إلى مرض الإيدز ذاته( أي بصفته الإكلينيكية) كما تشير الأبحاث إلى أن أفعال الفيروس و أنشطته تؤدي إلى الاستمرار في استنزاف العناصر الغذائية و خفض مستوياتها. فمثلاً كثيراً ما يظهر نقص السلينيوم في مرضى الإيدز.

و أياً كان سبب تدهور الحالة الغذائية فإن الأبحاث توحي بشكل متزايد بأن تحسين تلك الحالة قد يكون له تأثير مفيد فيما يتعلق باستجابة المرض للعلاج، و يمكن أن يساعد مرضى الإيدز في المحافظة على نوعية جيدة لحياتهم. و لقد عرف أطباء في الولايات المتحدة أهمية التدخل الغذائي المكثف في حالات العدوى بفيروس الإيدز، حيث أجريت في الولايات المتحدة معظم الأبحاث المذكورة و لقد أوصى بشدة تقرير أصدرته هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية بإجراء فحص غذائي شامل للأشخاص الإيجابيين لفيروس الإيدز. و إعطائهم علاجاً غذائياً مبكرا ً، بالإضافة إلى إعطائهم المشورة و التوعية فيما يختص بالنظام الغذائي.

 

سوء الحالة الغذائية من عوامل الخطر

 

أجرى بحث جديد، بني على أساس معطيات مستقاة من " دراسة صحة الرجال بسان فرانسيسكو" و أوصى بأن إعطاء عدد من العناصر الغذائية قد يقلل احتمال تطور و تقدم حالة الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز إلى مرض الإيدز فلقد أجريت تلك الدراسة اتلي استمرت ست سنوات على 296 رجلاً كلهم إيجابيون لفيروس الإيدز. و أثناء تلك المدة تقدمت حالات 36 % منهم إلى مرض الإيدز بكامل شدته و مع ذلك فقد أظهر البحث أن خطر التطور إلى مرض الإيدز قد انخفض عند زيادة ما يستهلكونه من 11 عنصراً غذائياً صغيرا ً( و هي فيتامين أ، و الكروتين، و الرتينول، و فيتامينا ج و هـ، و حمض الفوليك، و الريبوفلافين، و الثيامين، و النياسين، و الحديد، و الزنك) و هذه العلاقة كانت جوهرية إحصائياً بالنسبة للحديد و فيتامين هـ و الريبوفلافين و قاربت المستوى الجوهري إحصائياً بالنسبة لفيتامين ج و الثيامين و النياسين و كانت زيادة تناول الأحد عشر عنصراً غذائياً كلها مصحوبة أيضاً بزيادة في عدد الخلايا المسماة خلايا T من نوع CD4 ( علماً بأن CD 4 هو النمط المتخصص من خلايا T الأكثر تأثراً بفيروس الإيدز HIV و يعتبر حالياً علامة مميزة لحالة فيروس الإيدزر بشكل جوهري بالنسبة لستة منها. و كان استخدام المستحضرات متعددة الفيتامينات يومياً مصحوباً بانخفاض في خطر ( أو قابلية) حدوث مرض الإيدز. و مع ذلك فنظراً للصعوبات التي تكتنف تقييم المعطيات أو البيانات فقد التزم الباحثون جانب الحذر في استنتاجاتهم قائلين فقط إنه " لا يمكن استبعاد الاحتمال القائل إن زيادة تناول العناصر الغذائية ربما تؤخر التطور إلى مرض الإيدز".

و قد وجدت دراسة أخرى مماثلة لـ 281 رجلاً من منطقة واشنطن أن أولئك الذين لديهم أقل مستويات من فيتامينات ج، ب 1، ب 3 ( النياسين) كانوا هم الأسرع إصابة بالإيدز كما كان تناولهم لفيتامين أ جوهرياً أيضاً من الناحية الإحصائية إذ كان الإقلال الشديد من تناول فيتامين أ( أقل من 9000 و. د يوميا ً) أو الإكثار الشديد منه ( أكثر من 20 ألف و. د يوميا ً). مصحوباً بزيادة في حدوث الأعراض و كذلك كان الإكثار الشديد من تناول الزنك ( أكثر من 10 – 15 مجم يوميا ً).

و يقول دكتور ريتشارد بيتش من كلية الطب بجامعة ميامي إن المرضى كثيراً ما يأتون للعلاج و هم يعانون حالة غذائية شاملة من الاستنزاف الشديد للعناصر الغذائية و يعتقد أن من المهم أن يبدأ التدخل الغذائي في وقت مبكر و يقول: " تظهر دراستنا أن الناس كثيراً ما يكون لديهم نقص في الزنك و السلينيوم و النحاس و فيتامين ب 6 و ب 12 حتى و إن لم تظهر عليهم أية أعراض للنقص أما في مرضى الإيدز فيكون هناك نقص في كل العناصر الغذائية المتخصصة تقريبا ً".

و في المؤتمر الدولي للإيدز الذي عقد في عام 1992 م قرر د. بيتش أن 20 إلى 40 % من المرضى الخالين من الأعراض المرضية الذين قام بدراستهم كانت لديهم مستويات منخفضة في بلازما الدم من الريبوفلافين و فيتامينات أ، ب 6، ج، هـ و الزنك و النحاس، و كان ربع عدد المرضى يعانون نقصاً في فيتامين ب 12، كما سجلوا أرقاماً منخفضة حينما تم اختبار قدراتهم الشخصية المتعلقة بسرعة معالجة المعلومات و القدرة البصرية / المكانية و لما تم تصحيح مستويات فيتامين ب 12، صار أداؤهم في تلك القدرات طبيعيا ً.
كما وجدت دراسات أخرى دليلاً على نقص فيتامين ب 12، إذ وجد باحثون من كلية الطب بجامعة روتشيستر أن 20 % من المرضى المحولين إلى قسم الأمراض العصبية لتقييم حالاتهم كان لديهم أيض غير طبيعي لفيتامين ب 12. و قد استنتجوا أن نقص فيتامين ب 12 قد يكون سبباً شائعاً و قابلاً للعلاج لحالات خلل الوظائف العصبية في المرضى المصابين بعدوى فيروس الإيدز و أوصوا بالتقييم الروتيني لمستويات فيتامين ب 12. في المرضى الذين يعانون أعراضاً عصبية مثل الوخز أو الخدر في الأصابع.
و يعتقد د. بيتش أن نقص أحد فيتامينات ب الأخرى؛ و هو البيريدوكسين ( أو فيتامين ب 6) يمكن أن يكون مرتبطاً بنقص في نشاط جهاز المناعة؛ و هو يفترض أن هذا النقص يكون مرتبطاً بشكل مباشر بحالات القلق و الاكتئاب التي تظهر غالباً في المرحلة المبكرة من عدوى فيروس الإيدز.

 

شارك المقالة:
108 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook