للصلاة في الإسلام أهميةٌ كبيرةٌ، فهي عمود الإسلام الذي يقوم عليه، وأعظم شرائعه، وهي قرينة الشهادتين اللتين ينطق بهما المسلم لإعلان إسلامه، وقد فرضها الله -تعالى- ليلة الإسراء والمعراج، وخاطب بها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بلا واسطةٍ، فلم يرسل ملَكاً يخبره بفرضها، وهي الفريضة التي قرنها الله -عزّ وجلّ- بالصبر، والزكاة، والجهاد، والنسك في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، منها قوله: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،
الأصل في المريض أن يصلّي صلاة الفريضة قائماً إن استطاع ذلك، حتى وإن كان منحنياً، أو متكئاً على جدارٍ، أو على عصا، أو ما شابه ذلك ممّا يحتاجه في الاعتماد عليه، فإن لم يستطع القيام بأي حالٍ كان جاز له حينها أن يصلّي جالساً، والأفضل أن يجلس متربعاً في موضع الركوع، فإذا تعسّرت الصلاة عليه وهو جالس، جاز له أن يصلّي على جنبه، والأفضل أن يكون جنبه الأيمن، مع توجّهه إلى القبلة أثناء الصلاة، فإذا لم يتمكّن من تحريك نفسه والاتجاه نحو القبلة جاز له أن يصلّي كيفما كان متوجهاً، وصلاته صحيحة، ولا تجب عليه الإعادة، فإذا لم يتمكّن من الصلاة على جنبه، جاز له أن يصلّي مستلقياً، ويجعل رجليه في اتجاه القبلة، ويفضّل أن يرفع رأسه قليلاً ليوجهه نحو القبلة، فإن لم يستطع أن يجعل رجلاه إلى القبلة صحّت صلاته