لآثار المنقولة في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
لآثار المنقولة في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

لآثار المنقولة في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
أ - الأواني الفخارية:
 
تزخر المواقع الإسلامية في منطقة الحدود الشمالية بعدد من الكسر الفخارية التي تعود إلى حقب مختلفة من العصر العباسي بوجه خاص، ومن أبرز نماذج الفخار الإسلامي التي عثر عليها في مواقع المنطقة ما يأتي:
 
1 - الخزف ذو البريق المعدني:
 
وجدت قطع فخارية تمثل هذا النموذج بنوعيه: القطع المتعددة الألوان، والقطع ذات اللون الواحد في موقع زبالة وموقع الشيحيات (الشقوق). وهذه النماذج من الخزف ذي البريق المعدني تصور أجزاء متباينة من الآنية الفخارية، منها ما يمثل جزء من قاعدة إناء كبير الحجم، بارزة للخارج عليها زخارف تمثل أوراقًا نباتية بلون أفتح من لون الإناء؛ وكسرة من قاعدة إناء كبير الحجم مزججة باللون التركوازي تحتوي على زخارف قوامها بقع كريمية اللون (شاحب). وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي موقع أم عمارة على كسر خزفية ذات بريق معدني ترجع إلى فترة العصر العباسي  
 
2 - الخزف المطلي بألوان متعددة:
 
عُثر على الفخار الخزفي المطلي بألوان متعددة في موقعي: القاع وزبالة، وما وجد يتمثل في أجزاء من حواف وقواعد وأبدان لزبادي وغضارات خزفية  . 
 
3 - فخار مطلي ذو زخارف بارزة وغائرة:
 
تنتشر في موقع زبالة كسر فخارية مطلية، تتميز باحتوائها على زخارف بارزة وغائرة؛ وتتكون العناصر الزخرفية البارزة من شرائط وضفائر وأقراص كبيرة ووردات، وعادة تضاف هذه الزخارف إلى الواجهات الخارجية لأسطح الأواني قبل مرحلة التزجيج  
 
4 - الفخار غير المزجج:
 
وبجانب الفخار المزجج، كشف في موقعي القاع والشيحيات عن مجموعات فخارية، وهي قطع عليها زخارف ذات عناصر نباتية، قالبية أو زخارف مضافة على هيئة ضفائر أو شرائط؛ وهو ما يظهر على مقبض إناء من موقع القاع؛ وقطعة أخرى من موقع الشيحيات تتكون من طينة ناعمة ترابية اللون، وهي جزء من مصب لإبريق أسطواني الشكل، جزء منه مضلع، وعلى بقية القطعة شريط مستدير به زخارف هندسية مكونة من أشكال (معيّنات) متجاورة بكل منها نقطة مستديرة. أما الزخارف فهي بارزة ومختومة  
 
5 - الفخار الأحمر المصقول:
 
يتسم هذا النوع من الفخار بميل لونه إلى الأحمر ورقته والاهتمام بصقل سطحه الداخلي والخارجي وظهور بعض الزخارف عليه. وقد عُثر على نماذج مختلفة من هذا الفخار الأحمر المصقول في موقع العشار (البطان)؛ وأتت هذه النماذج معبرة عن قطع من الآنية والأوعية الفخارية المستخدمة آنذاك، منها: جزء من فوهة إبريق عليها زخارف قوامها دوائر محزوزة، ويظهر عليها آثار موضع المقبض، وجانب من فوهة إناء مزينة من الخارج بزخرفة محزوزة تمثل شكلاً هندسيًا، وجزءًا من قاعدة إناء مسطح بارز القاعدة ومصقول من الداخل والخارج  
 
6 - الفخار العباسي الأخضر:
 
عُثر على كميات كبيرة من كسر الأواني الفخارية العباسية الخضراء في عدد من المواقع الأثرية في المنطقة الكائنة بين مدينة رفحاء وبلدة ليْنة. وتتسم هذه المجموعة الفخارية التي تتمثل في كسر لأجزاء من رقاب وأفواه وأبدان لأوانٍ وجرار، بتنوعها من الناحية التصنيعية والزخرفية  
 
ب - الأواني الزجاجية والحجرية:
 
مثّل الزجاج الإسلامي جانبًا مهمًا من جوانب اللُّقى الأثرية السطحية على الرغم من القلة في عدده؛ فقد كشف عن وجود كسر زجاجية بموقع القاع وهي أجزاء متعددة الألوان والصناعة، وتتمثل في قطع من قاعدة وشفة وقاع وأبدان لأوانٍ وقوارير ودوارق زجاجية، أما العجينة الزجاجية المستخدمة في التصنيع فتميل إلى الشفافية أو تكون معتمة، وألوانها تميل إلى الاخضرار  .  ووجد في موقعي الشيحيات (الشقوق) وزبالة كسر زجاجية عدة لفوهات، ورقاب، وقواعد، وأبدان تميل ألوانها إلى الأخضر الشفاف، والأزرق الكوبالتي، كما توجد كسر لأوانٍ من الزجاج الشفاف الأبيض  
 
وبالإضافة إلى الفخار، والخزف، والزجاج الإسلامي، فقد عُثر في موقع زبالة على قطع من الحجر الصابوني (حجر التالك / التالكوم) لأوانٍ مثل: قدور الطبخ، وأطباق التقديم، ومسارج الإنارة، وهي تميل إلى اللونين: الرمادي والأسود وعلى بعضها عناصر زخرفية 
 
وعُثر على كثير من كسر الزجاج والحجر الصابوني المنتشرة في المساحات الفراغية لمباني موقع أم العمارة العباسي، ومواقع أخرى واقعة بين مدينة رفحاء وبلدة ليْنة  
 
ج - الكتابات والنقوش الإسلامية الصخرية:
 
تفتقر المنطقة إلى وجود الكتابات والنقوش الصخرية الإسلامية على الرغم من تعدد المواقع الإسلامية في ربوعها واشتمالها على آثار مادية ظاهرة فوق سطح الأرض. ولربما كان السبب الرئيس وراء قلة الكتابات والنقوش الصخرية الإسلامية هو ما تتسم به طبوغرافية المنطقة من سهول وفيافٍ ومراعٍ يندر معها وجود جبال تصلح واجهات صخورها لتنفيذ الكتابات عليها. ولا تشير الأعمال والدراسات الميدانية الأثرية التي أجريت في أنحاء المنطقة إلى وجود كتابات إسلامية ما عدا العثور على نقشين كوفيين كشف عنهما في وادي الشاظي  الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة عرعر بمسافة تصل إلى نحو 35كم. وهذان النقشان وجدا منفَّذين على صفحة صخرة صغيرة في الوادي إزاء بعض النقوش الصفوية القديمة والوسوم القبلية، وهناك نقش كوفي آخر كُشف عنه بالقرب من مدينة القريات  
 
والمسوحات والحفريات الأثرية المستقبلية بالمنطقة سوف تكشف عن المزيد من الكتابات والنقوش الصخرية الإسلامية، وهناك أيضًا، الكتابات الشاهدية، فقد ورد أن الحسن بن عيسى بن ماسرجس، أبا علي النيسابوري مولى عبد الله بن المبارك توفي في الثعلبية سنة 240هـ / 854م بعد عودته من أداء فريضة الحج سنة 239هـ / 853م، ونصب على قبره لوح كتب عليه ما يأتي: " بسم الله الرحمن الرحيم، ومَنْ يخرج من بيته مهاجرًا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت، فقد وقع أجره على الله، هذا قبر الحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى عبد الله بن المبارك، توفي في صفر سنة أربعين ومئتين "  
 
شارك المقالة:
150 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook