السؤال

 

السلام عليكم
رجل صلى صلاة الظهر في جماعة، وأثناء الصلاة حصل أن ذهب به التفكير والتخيلات لدرجة أنه عندما رجع إليه تركيزه في الصلاة لم يعلم كم صلى وهل كان متابعاً للإمام أم لا. فما الحكم في ذلك هل يعيد صلاته أم يسجد للسهو علماً بأنه قد سجد سجود السهو بعد أن سلم الإمام وقبل أن يسلم هو. أفتونا وجزاكم الله خيراً وسددكم.

 

 

الجواب

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد.

الواجب على المؤمن إذا شرع في الصلاة أن يجتهد في تحصيل الخشوع الذي مدح الله أهله بقوله سبحانه: ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ) ويكون ذلك بتفريغ قلبه من كل ما يشوِّش عليه فلا يصلي وهو حاقن أو حاقب أو بحضرة طعام يشتهيه, وبأن يتدبر ما يقرأ أو يسمع من قراءة إمامه، ويعلم يقينا أن الشيطان عدوه اللدود يجتهد في صرفه عن صلاته كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أذن المؤذن بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضى التأذين أقبل، فإذا ثوِّب بالصلاة أدبر فإذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا اذكر كذا ما لم يكن يذكر حتى يظل لا يدري كم صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين).

وصلاتك مجزأة إن شاء الله ولا يجب عليك أن تسجد للسهو لأنك مأموم، واعلم أن أجر الصلاة ينقص بمقدار تشاغل العبد فيها؛ لما رواه أبو داود في سننه عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها إلا ثلثها إلا ربعها حتى قال إلا عشرها ) وحصول الأجر الكامل لا يكون إلا بالإقبال عليها كما في الصحيحين من حديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه ) والله تعالى أعلم