تكلَّم علماء الحديث في مدى صحة الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه: (لا تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا)، فذهب بعض علماء الحديث منهم الترمذي إلى تضعيف هذا الحديث، كما ضعف الشيخ الألباني سنده وصححه موقوفاً على الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، وعلى الرغم من ضعف الحديث إلا أنّ معناه صحيح، فالمسلم ينبغي له أن يوطِّن نفسه على الخير، فيحسن في القول والعمل والاعتقاد دون أن ينظر إلى الناس أأحسنوا، أم أساؤوا، كما يبنغي للمسلم أن يكون دائماً قدوة وأسوة للناس في عمله فيكون متبوعاً وليس تابعاً.
يطلق لفظ الإمع أو الإمعة في اللغة على الإنسان الذي يتبع الناس دون أن يكون له رأي، فيكون لسان مقاله لكل شخص يتبعه أنا معك، وقد زيدت التاء في كلمة إمعة لتكون دلالة على المبالغة في الاتباع، والإمعة هو إنسان متردد لا يثبت على شيء، وقد جاء لفظ الإمعة في الحديث النبوي الشريف حينما قال عليه الصلاة والسلام: (اغد عالما أو متعلما ولا تكونن أمّعة).
لا شك بأنّ الإنسان يكون إمعة بتوافر عدة أسباب تجعله كذلك، ومن بين تلك الأسباب ضعف الثقة في الله، والتربية الخاطئة للأبناء، فبدلاً من تربية الأجيال على الثقة بالله وأنه وحده من يضر وينفع، تربى الأجيال على التقليد والاتباع، ومن بين الأسباب التي تصنع الإمعة اتباع الأمم التي حذَّر منها النبي عليه الصلاة والسلام، وكذلك عدم وجود القدوة والأسوة الحسنة للناس، وقدوة المسلمين الأولى بلا شك هو رسول الله عليه الصلاة والسلام.
موسوعة موضوع