بعضُ النَّاسِ حالَ كفرِهِ يفسدُ أعظمَ إفسادٍ، فيطعنُ فِي الإسلامِ، ويفتري على شَرِيعَتِهِ الكذبَ، وَيَرْمِي رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالأباطيل، تنفيرًا للناس عن دين الله، وصدًا عن سبيلِ اللَّهِ تَعَالَى، وله في ذلك باع كبير، ويدٌ طولى.
ومثل هذا لا يكفيه إذا تاب من كفره أن يجلس في بيته ويعتزل الناس، بل يجب عليه أن يسعى لطمس الضلال الذي نشره، ودحض الباطل الذي نصره، وإصلاح ما أفسده.
وكذا من كان عاصيًا من المسلمين، إذا تاب لله تعالى، وكان قبلها ينصر بدعة من البدع، أو يسعى في تزيين باطل، أو نشر رذيلة، لا يسعه إلا أن يصلح ما أفسده، وينصر الحق بقدر نصرته الباطل حال عصيانه.
ولما أسلم عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال لرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان.
[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 89
[2] رواه الحاكم- كِتَابُ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ، حديث رقم: 7616، وابن حبان- كِتَابُ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ، فَصْلٌ مِنَ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ، حديث رقم: 524، والطبراني في الأوسط- حديث رقم: 8747، بسند حسن
[3] رواه الطبراني في الكبير- حديث رقم: 331، وابن أبي شيبة- حديث رقم: 34325، بسند صحيح
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.