إنَّ الحديث عن معنى آية من كتاب الله يقتضي الإحاطة بمختلف جوانب تلك الآية، حيثُ تقع الآية في سورة الصافات وهي الآية رقم 8 من السورة، ذكرها الله تعالى في بداية السورة بعد أن أشار إلى الكواكب التي جعلها زينةً، زيَّن بها السماء وجعلها أيضًا من أجل حفظ السماء من كلِّ شيطانٍ مارد، فالكواكب والشهب التي في السماء تمنع الشياطين من الاقتراب من أبواب السماء، حيثُ يقول تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ* وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ* لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ* دُحُورًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ* إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ* فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا ۚ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ}، فإذا حاولت الشياطين الاستماع أو الوصول إلى مكان قريب كي تستمع وتنصت إلى ما يدور بين الملائكة، قذفتها الشهب الثواقب من كل جانب ودحرتها وأبعدتها دون أن تنال مبتغاها ومنعتها من الاستماع إلى الملأ الأعلى بحول الله وقدرته، وفي تفسير البغوي أنَّ الملأ الاعلى هم الكتبة من الملائكة في السماء،أو هم الملائكة لأنَّهم في السماء، وتفسير الآية أنَّ الشياطين كما سبق لا يستطيعون أن يستمعوا إلى أولئك الملأ من الملائكة، ويُقذفون بالشهب من آفاق السماء من كل جهة ومن كل الجوانب، والله تعالى أعلم.
العربية
