لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي

الكاتب: رامي -
لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي

لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي


لك الفوز من صوم زكي ومن فطر وصلتهما بالبر شهرا إلى شهر
فناطق صدق عنك بالصدق والنهى وشاهد عدل فيك بالعدل والبر
فهذا بما استقبلت من صائب الندى وهذا بما زودت من وافر الذخر
فكم شافع في ظلك الصوم بالتقى وكم واصل في أمنك الليل بالذكر
وكم ساجد لله منا وراكع يبيت على شفع ويغدو على وتر
ووجهك للهيجاء من دون وجهه وتسري إلى الأعداء عنه ولا يسري
وظلك ممدود عليه وتصطلي بجاحم نار الحرب أو جامد القر
خلعت عليه ثوب صون ونعمة وظاهرت عنه بين صن وصنبر
وكم قاطع بالنوم ليلا وصلته بغزوك ما بين الأصيل إلى الفجر
وأقدمت فيه الخيل حتى رددتها وآثارها ثغر لقاصية الثغر
كأن دجى ليل يمر على الضحى إذا سرن أو بحرا يمور على البر
فأنت جزاء صومنا وصلاتنا وفيك رأينا ما ابتغينا من الأجر
ومنك استمد الفطر مطعم فطرنا وفيك أرتنا قدرها ليلة القدر
وباسمك عزت في الخطاب منابر بأسعد عيد عاد بالسعد أو فطر
ولاح لنا فيه هلال كأنه بشير بفتح منك أشرق بالبشر
وأسفر عن زهر النجوم كأنما جبينك أبدى عن خلائقك الزهر
علا وتدانى للعيون كما علا محلك واستدنيت بعدا عن الكبر
وذكرنا عطفا بعطفك حانيا على الدين والإسلام في البدو والحضر
هلال مساء بات يضمن للضحى غداة المصلى مطلع الشمس والبدر
وملء عيون الناظرين كتائبا كتبت بها الآفاق سطرا إلى سطر
مخططة بالخيل والأسد والحلى ومعجمة بالبيض والبيض والسمر
وصادقة الإقدام تهتز للوغى وخانقة الأعلام تعتز بالنصر
فصليت وهي النور في مشرق العلا وأصليت وهي النار في مغرب الكفر
ولما استهلت بالسلام صلاتهم أهلت إلى تسليمهم سدة القصر
فكروا يعيدون السلام على الذي يعاود عنهم في العدى صادق الكر
يحيون بالإعظام مولى حنانه أخص بهم من رأفة الوالد البر
ووافوا سرير الملك يستلمونه كمستلم الحجاج للركن والحجر
مشاهد غارت في البلاد وأنجدت محققة الأنباء طيبة النشر
أنارت فما بالخلد عنهن من عمى ولا بزباب الرمل عنهن من وقر
فكيف بأبصار أضاءت لها المنى إليك وأسماع صغت فيك للجبر
ولا مثل مجلو النواظر بالعدى بياتا ومفتوق المسامع بالذعر
توقى فأبلى عذر ناج مخاطر فرد المنايا عنه مبلية العذر
وآنس يا منصور عندك نفسه فجلى لها تحت الدجى ناظري صقر
فأهوى إلى مثواك أمضى من الهوى وأسرى إلى مأواك أخفى من السر
فكم جزت من سيف لقتلي منتضى وجاوزت من ليث لضغمي مفتر
فيا خزي ذا من سبق خطو مخاطر ويا لهف ذا من فوت غرة مغتر
كأن خفوق القلب مد جوانحي بأجنحة ريشت من الروع والذعر
وتحت جناحي مقدمي وتعطفي ثمان وعالت بالبنين إلى الشطر
أخذت لهم إصر الحياة فأجلوا وقد أخذ الإشفاق مني لهم إصري



فحملتهم وزرا ولو خف منهم جناحي لكان الطود أيسر من وزري
فلله من أعداد أنجم يوسف تحملها منها أقل من العشر
إلى كل مأوى للجلاء هوى بنا إلى حيث لا مهوى عقاب ولا نسر
رحلت له عوجا كأن هويها بنا فيه أفلاك بأنجمها تجري
طوين بنا بعد السفار كأنها ليال وأيام طوين مدى العمر
وربتما استودعننا بطن حرة هوائية الأحشاء مائية الظهر
رحيبة مأوى الضيف مانعة القرى وغير ذميم أن تضيف ولا تقري
فكم لي بين اللوح واللوح طائرا وأوكارهم في طائر غير ذي وكر
وكم أسلموا للعسف والخسف من حمى وكم تركوا للغصب والنهب من وفر
وكم وجهوا وجها لبارقة الظبى وكم وطنوا نحرا لنافذة النحر
وكم أقدموا بين المنايا كما هوت فرائس أسد الغاب للناب والظفر
وكم بدلوا من وجه راع وحافظ وجوه المنايا السود والحدق الحمر
ومن رفرف الأستار دون حجالها ترقرق لمع الآل في المهمه القفر
ومن ساجع الأطيار فوق غصانها مراسلة الألحان في نغم الوتر
تنادي عزيف الجن في ظلم الدجى وهول التطام الموج في لجج البحر
وكم زفرة نمت عليهم بحسرة أنارت بنار السر في علم الجهر
ونادت عيون الشامتين إلى القرى بأفلاذ أكباد كصالية الجزر
وماذا جلا وجه الجلاء محاسنا تهاب العيون ما نثرن من الدر
وماذا تلظى الحر في حر أوجه تنسم فيه برد ظل على نهر
وماذا أجن الليل في موحش الفلا أوانس بالأتراب في يانع الزهر
وماذا ترامى الموج في غول لجة بلاهية بين الأرائك والخدر
فإن نبت الأوطان من بعد عنهم فلا محجري حجر عليهم ولا حجري
وإن ضاق رحب الأرض عن منتواهم فرحب لهم ما بين سحري إلى نحري
وإن تقس أكباد كرام عليهم فواكبدي ممن تذوب له صخري
وإن تبرم الأيسار في أزماتهم فأحبب بأيسار قمرت لهم يسري
ففازوا بنفسي غير جزء ذخرته لما شف من خطب وما مس من ضر
فعفو لهم جهدي وحلو لهم مري وصفو لهم طرفي ويسر لهم عسري
وإن أضرموا قلبي فجمري لهم ند وإن غيضوا شربي فروضي لهم مثر
ودائع نفسي عند نفسي حفظتها بما ضاع من حقي وما هان من قدري
قليل غناهم عن يدي وغناؤهم سوى أنهم من ضيم كسبي لهم عذري
وأني لهم في ماء وجهي تاجر أغنمهم غنمي وأربحهم خسري
وأسلم في وخز السفى ثمر المنى وأبذل في قذف الحصى جوهر الشكر
وإن نفقت عندي بضاعة قانع تقنعت منها في خزاية معتر
رجاء لضمر طال ما قد عهدته يرينى أناة السهل في المسلك الوعر
وخزيا لوجه هان في صون أوجه كريم بهم ربحي لئيم بهم تجري
بعدة أبراج السماء وما سرى مداها إلى صبح يضيء ولا فجر
وكيف وما فيها معرج منزل لشمس تجلي ليل هم ولا بدر
ولكن قلوب قسمت وجوانح منازل مقدورا لها نوب الدهر
وأنجم أنواء تنوء بها النوى وليس لها إلا دموعي من قطر
ولا مطلع إلا مهادي أو حجري ولا مغرب إلا ضلوعي أو صدري
إذا ازدحموا في ضنك شربي تمثلوا بأسباط موسى حول منفجر الصخر
ولو بعصا موسى أفجر شربهم ولكن بذل الفقر في عزة الوفر
فما جهدوا فلكا كما جهدوا يدي ولا أنقضوا رحلا كما أنقضوا ظهري
كأن لهم وترا علي وما انتحى لهم حادث إلا وفي نفسه وتري
ولولاهم لم أبد صفحة معدم ولم أسمع الأعداء دعوة مضطر
ولا جدت للدنيا بخلة واصل ولو برزت لي في غلائلها الخضر
ولا راقني ما في الخدود من الهوى ولا شاقني ما في العيون من السحر
ولم يلهني قرب الحبيب الذي دنا ولم يصبني طيف الخيال الذي يسري
وناديت في بيض النضار وصفرها لغيري فابيضي إذا شئت واصفري
وأعليت في ملك القناعة همتي وهدي الهدى حصني ونهي النهى قصري
إذا غزت اللذات قلبي هزمتها بجيشين من حسن التجمل والصبر
وإن غزت الآمال نفسي صرمتها بصارم يأس في يمين تقى حر
ولكنأبي ما في الفؤاد من الأسى وأعضل ما بين الضلوع من الجمر
وما لف عهد الله في ثوب غربتي من الآنسات الشعث والأفرخ الزعر
وما لاح يا منصور منك لزائر وأسفر من إشراق وجهك للسفر
وما أرصدت يمناك للضيف من قرى وما بسطت علياك للعلم من بر
وتقدير رب الخلق والأمر إذ قضى بخلقك فاستصفاك للخلق والأمر
فمكن سيف النصر في عاتق العلا وأثبت تاج الملك في مفرق الفخر
وكرم نفس الحلم عن وغر القلى وطهر جسم المجد من دنس الغدر
وحلاك في هذا الأنام شمائلا أدال بهن اليسر من دولة العسر
وسماك في الأعداء منذر بأسه بما اشتق فينا من وفائك بالنذر
فلما توافى فيك إبداع صنعه وقدر أن يعليك قدرا إلى قدر
رآك جديرا أن يباهي خلقه ويحيى بك الأملاك في غابر الدهر
بعبد حبا يمناك معجز ربه واصفاك منه طاعة المخلص الحر
فانطق غربي قلبه ولسانه بتخليد ما سيرت من طيب الذكر
يبليك عمرا بالغا بك غاية وعمر ثناء بعد منصرم العمر
ويكتب لي في آل يحيى وسائلا تتيه على القربى وتزهى على الصهر
ولاء لمن أعتقت من موبق الردى ورق لمن أطلقت من موثق الأسر
وما رد من حمدي إليك ومن شكري وردد من نظمي عليك ومن نثري
وإنك ما تنفك مني معرسا بعذراء من نفسي وغراء من فكري
نهل إليها كل عذراء غادة وتخجل منها كل فتانة بكر
وتشرق من مبدا سهيل إلى السهى وتعبق من مجرى البطين إلى الغفر
تلألؤ ما أسدت أياديك في يدي وتحبير ما أعلت مساعيك من حبري
وفخرك محمول بحمدي في الورى وذكرك موصول بذكري إلى الحشر





لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي


شارك المقالة:
191 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook