لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي

الكاتب: رامي - 3 يوليو, 2020
لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي

لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي


لك الفوز من صوم زكي ومن فطر وصلتهما بالبر شهرا إلى شهر
فناطق صدق عنك بالصدق والنهى وشاهد عدل فيك بالعدل والبر
فهذا بما استقبلت من صائب الندى وهذا بما زودت من وافر الذخر
فكم شافع في ظلك الصوم بالتقى وكم واصل في أمنك الليل بالذكر
وكم ساجد لله منا وراكع يبيت على شفع ويغدو على وتر
ووجهك للهيجاء من دون وجهه وتسري إلى الأعداء عنه ولا يسري
وظلك ممدود عليه وتصطلي بجاحم نار الحرب أو جامد القر
خلعت عليه ثوب صون ونعمة وظاهرت عنه بين صن وصنبر
وكم قاطع بالنوم ليلا وصلته بغزوك ما بين الأصيل إلى الفجر
وأقدمت فيه الخيل حتى رددتها وآثارها ثغر لقاصية الثغر
كأن دجى ليل يمر على الضحى إذا سرن أو بحرا يمور على البر
فأنت جزاء صومنا وصلاتنا وفيك رأينا ما ابتغينا من الأجر
ومنك استمد الفطر مطعم فطرنا وفيك أرتنا قدرها ليلة القدر
وباسمك عزت في الخطاب منابر بأسعد عيد عاد بالسعد أو فطر
ولاح لنا فيه هلال كأنه بشير بفتح منك أشرق بالبشر
وأسفر عن زهر النجوم كأنما جبينك أبدى عن خلائقك الزهر
علا وتدانى للعيون كما علا محلك واستدنيت بعدا عن الكبر
وذكرنا عطفا بعطفك حانيا على الدين والإسلام في البدو والحضر
هلال مساء بات يضمن للضحى غداة المصلى مطلع الشمس والبدر
وملء عيون الناظرين كتائبا كتبت بها الآفاق سطرا إلى سطر
مخططة بالخيل والأسد والحلى ومعجمة بالبيض والبيض والسمر
وصادقة الإقدام تهتز للوغى وخانقة الأعلام تعتز بالنصر
فصليت وهي النور في مشرق العلا وأصليت وهي النار في مغرب الكفر
ولما استهلت بالسلام صلاتهم أهلت إلى تسليمهم سدة القصر
فكروا يعيدون السلام على الذي يعاود عنهم في العدى صادق الكر
يحيون بالإعظام مولى حنانه أخص بهم من رأفة الوالد البر
ووافوا سرير الملك يستلمونه كمستلم الحجاج للركن والحجر
مشاهد غارت في البلاد وأنجدت محققة الأنباء طيبة النشر
أنارت فما بالخلد عنهن من عمى ولا بزباب الرمل عنهن من وقر
فكيف بأبصار أضاءت لها المنى إليك وأسماع صغت فيك للجبر
ولا مثل مجلو النواظر بالعدى بياتا ومفتوق المسامع بالذعر
توقى فأبلى عذر ناج مخاطر فرد المنايا عنه مبلية العذر
وآنس يا منصور عندك نفسه فجلى لها تحت الدجى ناظري صقر
فأهوى إلى مثواك أمضى من الهوى وأسرى إلى مأواك أخفى من السر
فكم جزت من سيف لقتلي منتضى وجاوزت من ليث لضغمي مفتر
فيا خزي ذا من سبق خطو مخاطر ويا لهف ذا من فوت غرة مغتر
كأن خفوق القلب مد جوانحي بأجنحة ريشت من الروع والذعر
وتحت جناحي مقدمي وتعطفي ثمان وعالت بالبنين إلى الشطر
أخذت لهم إصر الحياة فأجلوا وقد أخذ الإشفاق مني لهم إصري



فحملتهم وزرا ولو خف منهم جناحي لكان الطود أيسر من وزري
فلله من أعداد أنجم يوسف تحملها منها أقل من العشر
إلى كل مأوى للجلاء هوى بنا إلى حيث لا مهوى عقاب ولا نسر
رحلت له عوجا كأن هويها بنا فيه أفلاك بأنجمها تجري
طوين بنا بعد السفار كأنها ليال وأيام طوين مدى العمر
وربتما استودعننا بطن حرة هوائية الأحشاء مائية الظهر
رحيبة مأوى الضيف مانعة القرى وغير ذميم أن تضيف ولا تقري
فكم لي بين اللوح واللوح طائرا وأوكارهم في طائر غير ذي وكر
وكم أسلموا للعسف والخسف من حمى وكم تركوا للغصب والنهب من وفر
وكم وجهوا وجها لبارقة الظبى وكم وطنوا نحرا لنافذة النحر
وكم أقدموا بين المنايا كما هوت فرائس أسد الغاب للناب والظفر
وكم بدلوا من وجه راع وحافظ وجوه المنايا السود والحدق الحمر
ومن رفرف الأستار دون حجالها ترقرق لمع الآل في المهمه القفر
ومن ساجع الأطيار فوق غصانها مراسلة الألحان في نغم الوتر
تنادي عزيف الجن في ظلم الدجى وهول التطام الموج في لجج البحر
وكم زفرة نمت عليهم بحسرة أنارت بنار السر في علم الجهر
ونادت عيون الشامتين إلى القرى بأفلاذ أكباد كصالية الجزر
وماذا جلا وجه الجلاء محاسنا تهاب العيون ما نثرن من الدر
وماذا تلظى الحر في حر أوجه تنسم فيه برد ظل على نهر
وماذا أجن الليل في موحش الفلا أوانس بالأتراب في يانع الزهر
وماذا ترامى الموج في غول لجة بلاهية بين الأرائك والخدر
فإن نبت الأوطان من بعد عنهم فلا محجري حجر عليهم ولا حجري
وإن ضاق رحب الأرض عن منتواهم فرحب لهم ما بين سحري إلى نحري
وإن تقس أكباد كرام عليهم فواكبدي ممن تذوب له صخري
وإن تبرم الأيسار في أزماتهم فأحبب بأيسار قمرت لهم يسري
ففازوا بنفسي غير جزء ذخرته لما شف من خطب وما مس من ضر
فعفو لهم جهدي وحلو لهم مري وصفو لهم طرفي ويسر لهم عسري
وإن أضرموا قلبي فجمري لهم ند وإن غيضوا شربي فروضي لهم مثر
ودائع نفسي عند نفسي حفظتها بما ضاع من حقي وما هان من قدري
قليل غناهم عن يدي وغناؤهم سوى أنهم من ضيم كسبي لهم عذري
وأني لهم في ماء وجهي تاجر أغنمهم غنمي وأربحهم خسري
وأسلم في وخز السفى ثمر المنى وأبذل في قذف الحصى جوهر الشكر
وإن نفقت عندي بضاعة قانع تقنعت منها في خزاية معتر
رجاء لضمر طال ما قد عهدته يرينى أناة السهل في المسلك الوعر
وخزيا لوجه هان في صون أوجه كريم بهم ربحي لئيم بهم تجري
بعدة أبراج السماء وما سرى مداها إلى صبح يضيء ولا فجر
وكيف وما فيها معرج منزل لشمس تجلي ليل هم ولا بدر
ولكن قلوب قسمت وجوانح منازل مقدورا لها نوب الدهر
وأنجم أنواء تنوء بها النوى وليس لها إلا دموعي من قطر
ولا مطلع إلا مهادي أو حجري ولا مغرب إلا ضلوعي أو صدري
إذا ازدحموا في ضنك شربي تمثلوا بأسباط موسى حول منفجر الصخر
ولو بعصا موسى أفجر شربهم ولكن بذل الفقر في عزة الوفر
فما جهدوا فلكا كما جهدوا يدي ولا أنقضوا رحلا كما أنقضوا ظهري
كأن لهم وترا علي وما انتحى لهم حادث إلا وفي نفسه وتري
ولولاهم لم أبد صفحة معدم ولم أسمع الأعداء دعوة مضطر
ولا جدت للدنيا بخلة واصل ولو برزت لي في غلائلها الخضر
ولا راقني ما في الخدود من الهوى ولا شاقني ما في العيون من السحر
ولم يلهني قرب الحبيب الذي دنا ولم يصبني طيف الخيال الذي يسري
وناديت في بيض النضار وصفرها لغيري فابيضي إذا شئت واصفري
وأعليت في ملك القناعة همتي وهدي الهدى حصني ونهي النهى قصري
إذا غزت اللذات قلبي هزمتها بجيشين من حسن التجمل والصبر
وإن غزت الآمال نفسي صرمتها بصارم يأس في يمين تقى حر
ولكنأبي ما في الفؤاد من الأسى وأعضل ما بين الضلوع من الجمر
وما لف عهد الله في ثوب غربتي من الآنسات الشعث والأفرخ الزعر
وما لاح يا منصور منك لزائر وأسفر من إشراق وجهك للسفر
وما أرصدت يمناك للضيف من قرى وما بسطت علياك للعلم من بر
وتقدير رب الخلق والأمر إذ قضى بخلقك فاستصفاك للخلق والأمر
فمكن سيف النصر في عاتق العلا وأثبت تاج الملك في مفرق الفخر
وكرم نفس الحلم عن وغر القلى وطهر جسم المجد من دنس الغدر
وحلاك في هذا الأنام شمائلا أدال بهن اليسر من دولة العسر
وسماك في الأعداء منذر بأسه بما اشتق فينا من وفائك بالنذر
فلما توافى فيك إبداع صنعه وقدر أن يعليك قدرا إلى قدر
رآك جديرا أن يباهي خلقه ويحيى بك الأملاك في غابر الدهر
بعبد حبا يمناك معجز ربه واصفاك منه طاعة المخلص الحر
فانطق غربي قلبه ولسانه بتخليد ما سيرت من طيب الذكر
يبليك عمرا بالغا بك غاية وعمر ثناء بعد منصرم العمر
ويكتب لي في آل يحيى وسائلا تتيه على القربى وتزهى على الصهر
ولاء لمن أعتقت من موبق الردى ورق لمن أطلقت من موثق الأسر
وما رد من حمدي إليك ومن شكري وردد من نظمي عليك ومن نثري
وإنك ما تنفك مني معرسا بعذراء من نفسي وغراء من فكري
نهل إليها كل عذراء غادة وتخجل منها كل فتانة بكر
وتشرق من مبدا سهيل إلى السهى وتعبق من مجرى البطين إلى الغفر
تلألؤ ما أسدت أياديك في يدي وتحبير ما أعلت مساعيك من حبري
وفخرك محمول بحمدي في الورى وذكرك موصول بذكري إلى الحشر





لك الفوز من صوم زكي ومن فطر ابن دراج القسطلي


شارك المقالة:
339 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook