لم سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

الكاتب: مروى قويدر -
لم سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

لم سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم.

 

 

تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم:

 

اتّفق العلماء أنّ عدد آيات سورة الفاتحة سبع آياتٍ، لكنّهم اختلفوا في تحديد الآية السابعة، فمنهم من ذكر أنّ البسملة تُعدّ آيةً من آياتها، ومنهم من قال إنّ الآية: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، هي الآية السادسة، وقوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)، هي الآية السابعة، ولقد كثُرت أسماء سورة الفاتحة، وفي ذلك دلالةٌ على تعدّد فضائلها وأهمّيتها، وكان أوّل اسم لها هو الفاتحة، وقد سمّيت بذلك؛ لأنّها أوّل ما يُفتح به القرآن الكريم، وأوّل ما يستفتح به من يتلو القرآن الكريم، وورد هذا الاسم في حديثٍ صحيحٍ عن النبيّ -عليه السّلام- إذ قال: (لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ)، ومن أسماء سورة الفاتحة كذلك أمّ الكتاب، قال الإمام البخاريّ في تفسيره: (وسمّيت أمّ الكتاب؛ لأنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة)، وهي أمّ القرآن، والسبع المثاني، كما ورد في الحديث سابق الذكر: (والَّذي نفسي بيدِهِ ما أنزِلَتْ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها وإنَّها سبعٌ منَ المثاني والقرآنُ العظيمُ الَّذي أُعطيتُهُ)، وسمّيت بالسبع المثاني؛ لأنّها سبع آياتٍ تثنّى وتكرّر في كلّ ركعةٍ في الصلاة.

وتسمّى سورة الفاتحة بسورة الصلاة أيضاً، فقد جاء في سورة الفاتحة حديثٌ صحيحٌ روي في صحيح مسلم أنّ الله تعالى قال في الحديث القدسيّ: (قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ، ولعبدي ما سألَ)، فكان قسم العبد دعاءً وحمداً وثناءً على ربّه، وكان القسم الآخر قبولاً وإجابةً من الله سبحانه لعبده، وتُسمّى سورة الفاتحة أيضاً سورة الرقية، فقد ورد في الصحيحين أنّ رجلاً رُقي بسورة الفاتحة فشُفي من مرضه، وحينما علم النبيّ -عليه السّلام- بأمره رضي للصحابة فعلهم ولم ينكر عليهم.

 

مقاصد سورة الفاتحة:

 

شملت آيات سورة الفاتحة خمسة مقاصد رئيسة، وهذه المقاصد هي:

  • توضيح الدين بعقائده وأحكامه، وهو ما أخبر عنه النبيّ -عليه السّلام- أنّه محكمٌ، ووجب على المسلم العمل به.
  • أمورٌ متشابهةٌ؛ وهو ما كلّف الله تعالى عباده أن يؤمنوا بها؛ ففصّله لهم، دون أن يأمرهم بالبحث عنه.
  • وعدٌ من الله سبحانه تكفّل به لعباده ودلّهم على طريق تحصله.
  • وعيدٌ خوّف الله تعالى منه الناس، وحذّرهم الولوج فيه.
  • قصصٌ وأخبارٌ للأمم السابقة، وإشارةٌ إلى أصناف الناس وحالهم مع دين ربّهم.

 

موضوعات سورة الفاتحة:

 

ذكر العلماء أنّ الموضوعات الواردة في سورة الفاتحة متعدّدةٌ شاملةٌ، وفيما يأتي ذكرٌ لها:

  • التوحيد؛ وفي ذلك قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
  • التطرّق إلى ذكر اليوم الآخر؛ وفي ذلك إشارةٌ إلى الحساب والميزان والبعث والحشر والنشر، قال الله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
  • الحديث عن عبادة الله سبحانه والاستعانة به وحده، وفتح الباب للحديث عن مفهومٍ شاملٍ للعبادة، من الإخلاص والصلاة والزكاة والحجّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلّ ذلك متضمّنُ في خلاصة قول الله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
  • لزوم الصراط المستقيم، ويدخل تحت لفظ الصراط المستقيم مفاهيم عظيمةٌ واسعةٌ؛ فالمقصود به؛ كلّ ما أنزله الله تعالى من شرائع وأوامر من يوم خلق آدم عليه السّلام، حتّى الختام بنبيّ الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ).
  • توضيح صراط المنعم عليهم؛ وهم أهل الفضل والفلاح من نبيين وصدّيقين وشهداء وصالحين.
  • تجنّب صراط أهل العصيان، وقد قسّمهم الله تعالى إلى صنفين، هما:
    • المغضوب عليهم؛ وهم من أدركوا الحقّ وفهموا طريقه، ثمّ تنكّروا له وعادوه وكادوا له المكائد، وهؤلاء هم اليهود.
    • الضالين؛ وهم من ضلّوا الطريق وحاروا في مواجهة الأفكار البشريّة الدنيويّة، حتى ابتعدوا عن الصراط القويم، وكثيرون هم الضالون، وأوّلهم النصارى.
شارك المقالة:
83 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook