اتّفق العلماء أنّ عدد آيات سورة الفاتحة سبع آياتٍ، لكنّهم اختلفوا في تحديد الآية السابعة، فمنهم من ذكر أنّ البسملة تُعدّ آيةً من آياتها، ومنهم من قال إنّ الآية: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، هي الآية السادسة، وقوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)، هي الآية السابعة، ولقد كثُرت أسماء سورة الفاتحة، وفي ذلك دلالةٌ على تعدّد فضائلها وأهمّيتها، وكان أوّل اسم لها هو الفاتحة، وقد سمّيت بذلك؛ لأنّها أوّل ما يُفتح به القرآن الكريم، وأوّل ما يستفتح به من يتلو القرآن الكريم، وورد هذا الاسم في حديثٍ صحيحٍ عن النبيّ -عليه السّلام- إذ قال: (لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحةِ الكتابِ)، ومن أسماء سورة الفاتحة كذلك أمّ الكتاب، قال الإمام البخاريّ في تفسيره: (وسمّيت أمّ الكتاب؛ لأنّه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة)، وهي أمّ القرآن، والسبع المثاني، كما ورد في الحديث سابق الذكر: (والَّذي نفسي بيدِهِ ما أنزِلَتْ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها وإنَّها سبعٌ منَ المثاني والقرآنُ العظيمُ الَّذي أُعطيتُهُ)، وسمّيت بالسبع المثاني؛ لأنّها سبع آياتٍ تثنّى وتكرّر في كلّ ركعةٍ في الصلاة.
وتسمّى سورة الفاتحة بسورة الصلاة أيضاً، فقد جاء في سورة الفاتحة حديثٌ صحيحٌ روي في صحيح مسلم أنّ الله تعالى قال في الحديث القدسيّ: (قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نصفينِ، ولعبدي ما سألَ)، فكان قسم العبد دعاءً وحمداً وثناءً على ربّه، وكان القسم الآخر قبولاً وإجابةً من الله سبحانه لعبده، وتُسمّى سورة الفاتحة أيضاً سورة الرقية، فقد ورد في الصحيحين أنّ رجلاً رُقي بسورة الفاتحة فشُفي من مرضه، وحينما علم النبيّ -عليه السّلام- بأمره رضي للصحابة فعلهم ولم ينكر عليهم.
شملت آيات سورة الفاتحة خمسة مقاصد رئيسة، وهذه المقاصد هي:
ذكر العلماء أنّ الموضوعات الواردة في سورة الفاتحة متعدّدةٌ شاملةٌ، وفيما يأتي ذكرٌ لها:
موسوعة موضوع