المحتوى

لماذا تكثر النكات حول تعدد الزوجات في وطننا العربي؟

الكاتب: يزن النابلسي -

لماذا تكثر النكات حول تعدد الزوجات في وطننا العربي؟

 

 
 تأتي مسألة تعدد الزوجات في عالمنا العربي بِصيَغِ التهديد وصيغ النكات والسخرية، وقد اشتملت على امتهان المرأة، إذن فهي مسألة ليست بدينية كما يروّج أصحابها والمؤيدين لها، فالدّين هنا لم يكن إلّأ مِعطفًا مقدّسا تحتمي تحته هذه الفئة من الناس من  المسائلة الأخلاقية من زوجاتهم والمجتمع حول هذه الخيانة.
 
 فكيف إذن نشأ الانفصال بين الدّين والاخلاق في هذه المسألة، والدّين هو أساس كلّ فضلية وكل عدل؟
 
 بنظري فالجواب هو بالتداخل الذي حصل ما بين العُرف والدّين حتّى ظنّ البعض أن هذا العرف هو الدّين، فبرؤية شمولية تستطيع أن ترى بوضوح أنّ مسألة التعدد نشط في مناطق جغرافية دون الأخرى، وبالاستعانة بالسياسة فسيكون هناك توظيفًا للنصوص الدينية بما يُكسب النظام الحاكم شرعيته لحفاظه على العرف القائم في المكان والذي يُعنى باستدامته.
 
 وبقراءة سيسيولوجية أعمق تستطيع أن تحللّ الفئات من المجتمع الّتي تؤمن بهذا الموضوع لتجد أنّ الرجل عندهم هو المركز فهو الآمر والنّاهي بصيغٍ مُطلقة، هو الذي لا رأي إلّا رأيه.. ولو تأملت بهذه الصفات لرأيت "فرعونيًا" أمامك وليس واليًا كما أراد الدّين للرجل أن يكون عليه، فالله أراد لعباده الاختلاف بالأعراق والأجناس ليكون هناك تعايش ويكون هناك عدل، وبالعدل تُفهم فكرة الولاية للرجل وليست "بالسلطة".
 
 أمّا من منظور "سينيمائي" فسترى أنّه تبعا لاختلاف الثقافة بالغرب فقد سلطت بأفلامها وروياتها مشاهد "الخيانة الزوجية" كبديل لتعدد الزوجات، وهو ما يعني إّما تقبّل المرأة هناك خيانة زوجها والرهان على توبته أو "الانفصال": والمشترك في القصة هو "تلك المرأة" الّتي ترضى أن تكون سببا لدمار "عائلة" وانهيار منظومة اجتماعية قد وُجدت وبُنيت، وأمّا الافتراق فهو بدوافع الخيانة عند الغرب الذي يظهر بنمط الاستهلاكية السائد هناك والتغيير، وهنا هو بالهروب، نحن بعالمنا العربي نهرب بشكلٍ لا عقلاني نحو ما يُدمرنا، فمشكلتنا هي بغياب ما يُمثلنا وما نستطيع أن نعتزمه كهُوية لنا ومرجِعًا.. والافتراق بالدوافع ليس مُطلقًا وإنّما هذه حاله بالغالب حسبما أرى. 
 
 
شارك المقالة:
135 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook