قبل معرفة لماذا سمي أبو هريرة بهذا الاسم لا بدَّ من ذكر لمحة عن حياة أبي هريرة ومن هو أبو هريرة -رضي الله عنه-، فأبو هريرة أحد أشهر صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أكثر الصحابة روايةً للحديث الشريف رغمَ أنه لم يصحب رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- إلا سنة وتسعة أشهر وفي بعض الروايات ثلاث سنوات، ولكنَّ الله أعطاه ذاكرةً قوية وسعة حفظ فلزمَ رسول الله وأخذ عنه كل ما يقوله ويفعله فحفظَ بذلكَ إرثًا عظيمًا من السنة النبوية والتفَّ حوله بعد وفاة الرسول عدد كبير من الصحابة والتابعين بلغ عددهم 800 يطلبون الحديث منه وقد روى أكثر من 5000 حديث، أسلم في السنة السابعة للهجرة، وهو عبد الرحمن بن صخر الدوسي من قبيلة دوس
في الحديث حول لماذا سمي أبو هريرة بهذا الاسم سيشار إلى سبب تلك التسمية التي صحبت الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي وغلبت على اسمه، فاشتهر بهذا اللقب ومازال يشتهر به بعد مئات السنين، فقد كان اسم أشهر راوية حديث في الإسلام عبد شمس قبل دخوله في الإسلام، لكنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سماه عبد الرحمن بعد أن أسلم، وكان له قطة صغيرة أو هرة يعطف عليها ويحنو عليها، ولأنه كان يرعاها فقد كانت تلاحقه وتذهب معه إلى أي مكان يذهب إليه، فكنَّاه الصحابة أبا هريرة وهذا هو جواب لماذا سمي أبو هريرة بهذا الاسم وهريرة تصغير لكلمة هرة، وبهذا الاسم أيضًا صار يناديه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي الحديث الطويل الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: "ثمَّ مر أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- حين رآني وقال: أبا هريرة، قلت: لبيك يا رسول الله" والله تعالى أعلم
العربية
