“اشهر شارع في أصغر عاصمة في أصغر بلد في العالم”،هكذا لقب شارع الحمرا في الستينات، وأخذ الشارع في التحول من أرضًا موحشة إلى منطقة جميلة مزهرة بفضل العقل اللبناني، ليصبح رمزًا لنجاح المغامرة اللبنانية.
ولكونه أصبح في مطلع السبعينات مكان لليساريين تسبب ذلك في شهرة واسعة لشارع الحمراء، فضلًا عن انه كان محبب ومقرب من الصحفيين والأدباء والشعراء في لبنان.
ليجعل “Cafe de Paris” و “HorseShoe”، من أشهر الأماكن في العاصمة، ولكن لا يستمر هذا الشارع على شهرته الواسعة وانطفأ وقل التهافت عليه نهاية الثمانينات، ولكنه أنطلق في ثوب جديد في عصرنا الحالي.
ولكن يظل أيضًا سر تسمية الشارع بـ “الحمرا” يشكل لغزًا حيث انتشرت أربع روايات حول أصل تسميته.
نسب البعض تسمية الشارع بهذا الاسم لمجموعة من الأشخاص كانوا يتوافدون على الشارع لبيع منتجاتهم الزراعية يسمون بـ “آل الحمرا” وفي يوم من الأيام دخل “آل الحمرا” في صراع ومنافسة تجارية مع عائلة تدعي بـ “بنو تلحوق” انتهى ذلك الصراع بترك “بنو تلحوق” منازلهم في شارع الحمرا ليستقر فيها “آل الحمرا” وتم تسمية المنطقة من ذلك الوقت بـ “الحمرا” نسبة لهم.
يقول البعض ان بالفعل تم تسمية ذلك الشارع بهذا الاسم نسبة للعائلة البقاعية ذاتها ولكن لم تذكر اي صراعات أو نزاعات كما ذكر في الرواية الأولى، كما ان عائلات عديدة من العائلات البيروتية مثل آل العيتاني وآل اللّبان وآل شاتيلا وغيرهم، تشعبوا من هذا العائلة.
سيطر امراء بني الحمرا على هذه المنطقة في القرن الخامس عشر، وتسرد الرواية ان أمير بني الحمرا وإمام المسجد محمد الحمرا وصلوا إلى المنطقة للدفاع عنها حتى موته ودفن وأقيم له مقام في المكان الذي يتواجد به الأن مقهى “City Cafe” حاليًا، ونسبة له تم تسمية الشارع بـ الحمرا، واندثر المقام مع مرور الأيام.
تعرف هذه المنطقة بطقسها الحار وارتفاع درجة حرارتها وكان لذلك نصيب في تسمية ذلك الشارع بهذا الاسم، تقول الرواية الأخيرة أن هذه المنطقة ألهبت أرجل سالكيها من شدة حرارتها في فصل الصيف، وسميت بشارع الحمرا.
تعددت الروايات حول هذه المنطقة وسبب تسميتها بذلك الاسم، ولكنها تبقى حتى الأن ملهمة بماضيها وحاضرها والمزج بينهم، ويبقى هذا الشارع القلب النابض لبيروت.