لماذا سمي شهر محرم بهذا الإسم

الكاتب: علا حسن -
لماذا سمي شهر محرم بهذا الإسم.

لماذا سمي شهر محرم بهذا الإسم.

 

شهر محرم

اتّفق المسلمون في السنة السادسة عشر للهجرة على أنَّ أول الأشهر الهجرية هو شهر الله المُحَرَّم، وكان ذلك في عهد أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقد أُدخِلَت عليه الألف واللاّم دون غيره من الشهور كما بيّن ذلك النَحَّاس ويتبيّن فضل شهر الله المحرم من إضافته إلى الله -تعالى- كقول: ناقة الله، وبيت الله؛ فهي إضافة تشريف وتفضيل، وقد ذكر الله -تعالى- الأشهر الحُرُم في كتابه العزيز في قوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم)ال الإمام القرطبي: إنّ اختصاص الأشهر الأربعة الحُرُّم بالنهي عن ظلم النفس فيها هو من باب التشريف لها؛ لأنّ الظلم مُحَرَّم في جميع الأشهر، وذهب إلى هذا القول أكثر أهل التأويل

سبب تسمية شهر محرم بهذا الإسم

سميت الأشهر الأربعة الحُرُم بهذا الاسم لأنَّه لا يجوز فيها الغزو والقتال، أمّا بالنسبة للاسم القديم لشهر المُحَرَّم فهو صفر الأوّل؛ لتميّزه عن صفر الثاني الذي عُرف به، وكان يُعرف صفر و المُحَرَّم معاً بالصفرين، أمّا عند قدماء العرب وبعض علماء اللغة فقد عُرِّف بلفظ الموجب، واسمه عند الجاهليين كان صفر الأوّل، أمّا اسم المُحَرَّم فقد أطلق عليه في الإسلام؛ لأنّه كان في البداية صفةً له لحرمته ثمَّ غلب عليه الاسم وأصبح علماً له] وقد سُميّ بذلك أيضاً لأنّه الحروب كانت تُحَرَّم فيه، ولأنّ الله -تعالى- عندما لعن إبليس، وأنزله إلى الأرض؛ حرَّم عليه الجنّة، وكان ذلك في هذا الشهر

فضل شهر محرم

يختلف فضل شهر المُحَرَّم نفسه، عن فضل الأعمال الصالحة فيه، وتوضيح ذلك فيما يأتي

  • فضل شهر الله المُحَرَّم: ذهب النووي إلى أنَّ شهر مُحَرَّم هو أفضل شهر للصوم بعد رمضان لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ)، وأفضل يوم فيه هو يوم عاشوراء؛ أي اليوم العاشر من مُحَرَّم، ثمَّ تاسوعاء؛ أي التاسع منه، ثم العشر الأوائل منه، وهذا ما ذكره المرداوي، وابن رجب، وهذا ما نقله أبي عثمان النهدي، مع أنّه لم يرد حديث صحيح في فضل صيام العشر الأوائل من مُحَرَّم في مجموعها؛ كما ورد في فضل العشر الأواخر من رمضان، أو العشر الأوائل من ذي الحِجَّة، وقد قال الحسن: إنَّ شهر الله المُحَرَّم كان يسمى بشهر الله الأصمّ من شدّة تحريمه، وقال ابن قاسم: إنّ أفضل التطوّع المطلق هو في شهر الله المُحَرَّم، وأما بالنسبة إلى أنَّ أكثر صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في شعبان بالرغم من فضل شهر الله المُحَرَّم؛ فقد فسَّر النووي ذلك بأنّه ربما يكون قد علم تفضيله بآخر حياته، أو ربما كان يعرض له أعذار تمنعه من صيامه كسفر أو مرض، ووجود يوم عاشوراء فيه يزيد من أفضليّته، وهو يوم له فضل عظيم ومنزلة عظيم]
  • فضل العمل الصالح في شهر الله المُحَرَّم: قال ابن عباس: إنَّ أجر العمل الصالح في الأشهر الحُرُم، ومنها مُحَرَّم أعظم من أجره فيما سواها كما أنَّ الوزر والذنب فيها أعظم؛ لأنَّ الله -تعالى- يعظّم ما يشاء وقد عظّم من الأشهر شهر رمضان، والأشهر الحُرُم، ومن أعظم الأعمال الصالحة التي رغَّب بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر هو الصيام، لا سيّما صيام يوم عاشوراء الذي يكفّر ذنوب سنة كاملة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ)، ويُستحب صيام تاسوعاء أيضاً لمخالفة أهل الكتاب في صيامهم عاشوراء منفرداً
شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook