تعدّ الغزوات الإسلامية التي شارك فيها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه، بوابة الفتح للأمة الإسلامية، بالإضافة إلى الدعوة إلى الله بالوسائل الأخرى، والناظر في التاريخ الإسلامي يجد أنّ معظم الغزوات التي شارك فيها المسلمون بقيادة النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو أحد قادة الجيوش الإسلامية من كبار الصحابة يدرك أنّ المسلمين إنّما أُلجئوا إليها إلجاءً، بعد أن استنفذوا جميع الوسائل للبعد عن القتال، تماماً كما حصل في معركة بدر، وأُحد، وغيرهما، ومع ذلك فإن الغلبة غالباً ما كانت تكون للمسلمين بفضل عقيدتهم الصلبة، وتأييد الله لهم، ومن بين الغزوات التي شارك فيها المسلمون غزوة ذات الرقاع؛ وهي تُمثّل استعادة المسلمين لحقوقهم، والانتقام للغدر الذي حصل بعد معركة الأحزاب، فما هي تفاصيل غزوة ذات الرقاع، وما سبب تسميتها بذلك، وما هي أهمّ مجرياتها؟
ورد في سبب تسمية غزوة ذات الرقاع بذلك عدّة أقوال، فبين قائلٍ أنّ السبب يعود إلى المنطقة التي جرت فيها المعركة، إلى قائلٍ بأنّ سبب ذلك يختلف تماماً عن اسم المكان، إنّما كان لأمرٍ آخر، وفيما يأتي بيان سبب تسمية غزوة ذات الرقاع بهذا الاسم مع بيان وقت حدوث تلك الغزوة من أقوال العلماء.
كما أُشير في مطلع الفقرة السابقة، فإنّه يوجد العديد من الأقوال في تسمية غزوة ذات الرقاع بذلك، ومن بين تلك الأقوال:
اختلفت أقوال العلماء في توقيت حدوث غزوة ذات الرقاع، فمنهم من قال أنّها وقعت في السنة الرابعة للهجرة، بعد غزوة الخندق، ومنهم من قال بعد غزوة خيبر، ومن بين من قال بذلك البخاري رحمه الله، ومنهم من قال أنّها وقعت في السنة الخامسة للهجرة، وقال آخرون أنّها وقعت في السنة الرابعة للهجرة، بعد إجلاء بني النضير من المدينة المنورة