نلاحظ زيادة في ضربات القلب في بعض المواقف التي يرافقها الخوف أو الحماس أو القلق أو السعادة الشديدة أو التوتر وما إلى ذلك، وأحد تلك المواقف التي نشعر فيها بازدياد معدل النبض هي عندما نكون حول الشخص الذي نكن له مشاعر الحب والسبب هو إرسال الدماغ إشارة لإفراز سلسلة من الهرمونات والنواقل العصبية.

 

يستجيب جسدنا لهذه المواقف التي تعرضنا لنسبة كبيرة من التوتر أو الحماس والسعادة أو القلق أو الخوف عن طريق تفعيل نظام الكر والفر أو ما يسمى ب Fight or Flight وهو نظام يقوم فيه الدماغ باتخاذ القرار بأن الموقف يتطلب الهرب أو الموقف يتطلب الحضور الكامل جسدياً وذهنياً ويقوم بإفراز الأدرينالين أو السيرتونين حسب الموقف مما يؤدي إلى تغير في كيمياء الدماغ، كل ما ذكرته الآن يفسر ما يجري في الدماغ ولم أتطرق بعد للقلب وتسارعه لكنهما مرتبطان، فاختلاف الكيمياء يتطلب كميات أوكسجين أكثر من التي يتلقاها بالعادة، والأكسجين يصل الدماغ عن طريق ضخ القلق للدم القادم من الرئة والمشبع بالأوكسجين إلى باقي أنحاء الجسم.

 

كلما كان النبض أسرع هذا يعني أن وصول كميات الأوكسجين إلى أنحاء الجسم سيكون أكبر وهذا هو السبب الذي يجعل القلب يتسارع عند رؤية من نحب، فكمية الأوكسجين هذه مع النواقل العصبية المفرزة تسبب حالة من التيقظ والتنبه بشكل أكثر من المعتاد لذلك قد تلاحظ أموراً لن يلاحظها غيرك لدى الشخص الذي تحبه لأنه مصدر التنبه في الوقت الحالي .

 

هناك سؤال مهم وهو: هل هذا التسارع ضار أم نافع ؟

 

في الحقيقة ما دام هذا التسارع لحظي وطارئ ويزول بزوال المسبب فهو أمر طبيعي جداً لكن استمراره هو ما قد يدعو للقلق ويتطلب مراجعة طبيب، كما أن سبب التسارع يلعب دوراً مهماً، فتسارع نبضات القلب بسبب حالات مستمرة من الخوف والتوتر  والقلق لها مضارها على صحة الإنسان والتي قد تؤثر على معدل ضغط الدم والقلب والسكري وغيرها، أما التسارع في حالات السعادة والحب والفرح فهو لا يحمل هذا المعدل من الضرر كون الهرمونات والنواقل المفرزة مختلفة .