الثورة المصرية لم تفشل. تاريخ الثورات متشابه إلى حد ما. فالثورات الأوروبية عام 1848 أعقبها ثورات مضادة بعدها بأشهر. الثورة دائماً تحتاج لفكر يتناقلها جيل بعد جيل لتحقيق الحلم برفع الظلم عن الشعوب. ربما جيل اليوم لن يجني ثمار الثورات العربية، لكن بالمحصلة هي إنطلاقة لتحديث المجتمعات ونشر الوعي والثقافة لتعرف الشعوب حقوقها، ثم تبقى على مسير المطالبة بها وتحقيقها.
ما ينقص الثورات العربية ومنها المصرية، فكر يستوعب حالة المجتمعات العربية، ويقدم نموذجاً جديداً، العامل الديني فيه ركيزة. وهذا يحتاج إلى مفكرين ومتخصصين وعلماء. إستيراد النماذج من الخارج لتطبيقها في مجتمعاتنا العربية خطأ؛ فلكل مجتمع خصائصه وميزاته، وهنا تقع المسؤولية على عاتق علماء الإجتماع في صوغ نموذج جديد يُصلح لمنطقتنا، ويمكنهم الإستفادة من تجارب الشعوب الأخرى. درس النموذج الياباني مهم جداً على سبيل المثال، فالحداثة التي أدخلوها إلى أنظمتهم، راعوا فيها الأصول والعادات لمجتمعاتهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.