تحمل كلمة السفاح صفتين؛ الصفة الأول: صفة شرٍ تتعلق بالقتل وسفك الدماء، أمّا الصفة الثانية: صفة خيرٍ تدل على العطاء والسخاء والكرم، واختلف العلماء في دلالة الصفة إن كانت تدل على الكرم أم على سفك الدماء، فذهب البعض من العلماء إلى القول بأنّ المقصود من صفة السفح؛ حثي المال، وهو ما كان مشهوراً عن أبي العباس، وقيل بل المقصود سفح الدماء لا الأموال، وذهب البعض من العلماء إلى القول بأنّ القتل وسفك الدماء اشتُهر عن أبي مسلم الخرساني؛ والي خراسان، وقائد الجيش العباسي، وذهب آخرون إلى القول بأنّ المشهور عن أبي العباس الكرم والجود والسخاء، وذلك لما رُوي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- من قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (يَكونُ في آخِرِ أُمَّتي خَلِيفَةٌ يَحْثِي المَالَ حَثْياً، لا يَعُدُّهُ عَدَداً)
هو عبد الله بن محمد بن علي العباسي، وكنيته أبو العباس، وُلد سنة مئة وخمسة للهجرة، بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء في الشام، وبُويع له في الخلافة سنة مئة واثنين وثلاثين للهجرة، ومن صفاته الخَلقية أنّه كان كان أبيض الجسد، جميل الوجه، طويل القامة، مجعّد الشعر، حَسن اللحية والوجه،
توفي يوم الأحد، الثالث عشر من ذي الحجة، سنة مئة وستةٍ وثلاثين للهجرة، في منطقة الأنبار العتيقة، وكان عمره ثلاثة وثلاثين سنةً، ودُفن في قصر الإمارة، وكان قد مضى على خلافته أربع سنوات وتسعة أشهرٍ على أشهر الأقوال