المحتوى

لماذا لم يعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد فتحها بل بقي ومات في المدينة؟

الكاتب: يزن النابلسي -

لماذا لم يعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد فتحها بل بقي ومات في المدينة؟

 

 إنه الوفاء من سيد الخلق بوعده لأهل المدينة بعد غزوة حنين  ورغم أن مكة أحب البلاد إليه إلا أن الوفاء أوفى .
بعد حنين قسم رسول الله غنائم حنين وكانت فوق كل وصف وذهب جلها لحديثي الإسلام من رجال قريش فحزن الأنصار لذلك وخافوا أن يكون ذلك إشارة أن يتركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
والحادثة يرويها بتمامها الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  فقال :
 ( لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت منهم القائلة  حتى قال قائلهم : لقد لقي والله رسول الله قومه ،
فدخل سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم  لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت .
قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء.
قال : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ 
قال : يا رسول الله ما أنا إلا من قومي 
قال : فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة 
قال : فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة.  
قال : فجاء رجال من المهاجرين فتركهم  فدخلوا وجاء آخرون فردهم .
فلما اجتمعوا له أتاه سعد فقال قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار 
فأتاهم رسول الله فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : يا معشر الأنصار  مقالة بلغتني عنكم ؟ 
وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ؟ 
ألم آتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأعداء فألف بين قلوبكم  ؟ 
قالوا  : بلى الله ورسوله أمن وأفضل 
ثم قال :  ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ 
قالوا :   بماذا نجيبك يا رسول الله لله ولرسوله المن والفضل .
قال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو  شئتم لقلتم  فلصدقتم ولصدقتم  : 
أتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا  
فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا  فآسيناك .
أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا  ووكلتكم إلى إسلامكم ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ 
فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءا  من الأنصار  ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار 
اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار 
وأبناء أبناء الأنصار .
قال : فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم وقالوا : رضينا برسول الله قسما وحظا 
ثم انصرف رسول الله وتفرقوا ) رواه أحمد  في مسنده.
 
شارك المقالة:
36 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook