الحماس عاطفة جامحة تتولد لدى الإنسان فور استماعه إلى خطب تشجيعية، تحوي عبارات مُحفزة تفجر طاقاته الكامنة، فما يلبث أن يشتعل النشاط بداخله ، ويُصاب برغبة عارمة في فعل كثير من الأشياء في آن واحد؛ حتى يكاد لا يعرف من أين يبدأ، فيُصبح كالسيارة- التي ما لبثت أن زودت بالوقود لتسير بأٌقصى سرعتها- ثم سرعان ما تصطدم بحاجز الفتور، فتثبط همته بقدر ما علت، وتتراجع عزيمته فيعود للنقطة صفر!
كثيرًا ما تساءلت حول ظاهرة الفتور التي تلي تلك الشحنة الكبيرة من الحماس، فكيف نتأثر سريعًا بالكلمات التحفيزية، ونشعر وكأننا خارقون، ولدينا من القدرات ما يمكننا من فعل المعجزات، وكأننا انتهينا للتو من احتساء مشروب للطاقة، ثم سرعان ما ينسل من جسدنا مفعوله لنعود إلى ما كنا عليه.
يحدث ذلك عادة، حينما نستمع لشخصية بارزة في مجال التنمية البشرية؛ مثل الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله أو الدكتور طارق سويدان؛ إذ يملكان القدرة على إبهارك من خلال انتقاء ألفاظ تلمس أعماقك فتضئ الأماكن المعتمة بداخلك.
غالبًا ما تتضمن هذه الأحاديثقصص نجاحواقعية لأشخاص من ذوي القدرات المحدودة الذين تبوأوا مكانات مشرفة بفضل ما يتمتعون به من عزيمة وإصرار وإرادة؛ ما يشعرك بضآلة حجمك فتعلو همتك وتنتابك رغبة في بلوغ المكانة التي وصلوا إليها.
على صعيد اجتماعات العمل، يجلس الرؤساء والمرؤوسون على طاولة العمل، متحلين بروح العزيمة والإصرار، فيطلقون وعودًا باتخاذ خطوات جادة لتطوير أداء العمل، ثم ما يلبث أن ينتهي الاجتماع، ويذهب الجميع إلى أماكنهم لمواصلة أعمالهم، فينشغلون بها، ويفقد الاجتماع أهدافه.
في اعتقادي، يشترك كلٌ من المتحدث والمستمع في إحداث تلك الحالة من الفتور بعد فترة قصيرة من تلقي الشحنات الإيجابية، وإذا ما نظرنا إلى الجانب المُحفز، وجدنا أن حديثه في أحيانٍ كثيرة يفتقر إلى الخطط الموضوعية والآليات الواقعية القابلة للتنفيذ لتحقيق الأهداف المرجوة.
من ناحية أخرى، يقع على عاتق المُستمع الجزء الأكبر من المسؤولية، فإن المماطلة وعدم اتخاذ خطوات سريعة في عملية التنفيذ، يجلب الكسل والفتور، وربما الشعور بفقدان الثقة في قدرات الذات حال عدم الوصول للأهداف، فإذا كنت بالفعل تسعى لترجمة طاقتك المؤقتة إلى إنجازات واقعية، فاتبع الخطوات التالية:
"