يُعد الصدق من الأخلاق الفاضلة التي دعا إليه الإسلام ورغّب بها، وقد كان من دُعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- سؤال الله -تعالى- أن يرزقه الصدق في كُل احواله، قال -تعالى-: (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا)وذلك لأنّ فيه مشقّة، ولا عون للعبد عليه إلّا بتوفيقٍ من الله -تعالى-، ومما يؤكّد على فضله ومكانته أنّ الله -تعالى- أمر عباده بأن يكونوا من الصادقين؛ فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
يُعدّ الصدق في العقيدة والخُلق والقول والعمل من صفات المُتقين الذين بشرهم الله -تعالى- بالجزاء العظيم منه، وقد جاء ذكر هذا الجزاء بقوله -تعالى-: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّـهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَكما أنّ للصادق في الدُنيا طُمأنينة لقلبه، وبركةً له في الرزق، وهدايةً له إلى طريق الخير الذي يوصل إلى الجنّة، وقد وعد الله -تعالى- الصادقين بجنّات يوم القيامة، وليس جنّة واحدة في كثيرٍ من الآيات، قال -تعالى-: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).