المحتوى

لماذا يهمل الرجال النصف الأول في الآية وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ويهتمون بالقسم الثاني، فأنكحوا؟

الكاتب: يزن النابلسي -

لماذا يهمل الرجال النصف الأول في الآية وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ويهتمون بالقسم الثاني، فأنكحوا؟

 

برأيي هو ليس إهمال ، ولكن لكثرة ترداد النصف الثاني من الآية الكريمة وهو قوله تعالى : ( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء ... ) جعلهم يركزون عليها فقط ، ثم أنها تتحدث عن أمر محبب للرجال !!! وهو تعدد النساء ، ولا حرج في قراءة جزء من الآية حسب الموضوع الذي تتحدث عنه .
رغم أن بداية الآية تتحدث عن النكاح ، قال الله تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ مَثْنَى وَثُلَـثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ) سورة النساء(3).
- وسبب نزول هذه الآية كما جاء في أسباب النزول ـ للواحدي ـ عن عائشة في قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ}، الآية قالت: أنزلت هذه في الرجل يكون له اليتيمة وهو وليّها ولها مال وليس لها أحد يخاصم دونها، فلا ينكحها حبّاً لمالها ويضر بها ويسيء صحبتها، فقال الله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ} يقول: ما أحللت لك، ودع هذه. وقال سعيد بن جبير وقتادة والربيع والضحاك والسدّي: كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى ويترخصون في النساء ويتزوجون ما شاؤوا، فربما عدلوا وربما لم يعدلوا، فلما سألوا عن اليتامى فنزلت آية اليتامى {وَءَاتُواْ الْيَتَامَى أَمْوالَهُمْ} الآية، أنزل الله تعالى أيضاً {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} الآية، يقول: كما خفتم ألاّ تقسطوا في اليتامى، فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن، فلا تتزوجوا أكثر ما يمكنكم القيام بحقهن، لأن النساء كاليتامى في الضعف والعجز، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه .
 
شارك المقالة:
36 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook