لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا

الكاتب: علا حسن -
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا.

لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا.

 

معنى آية: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، بالشرح التفصيلي

بعد الوقوف في لمحة مع سورة الأنبياء فإنّ هذه الفقرة تقف مع الآية الكريمة التي يقول فيها الله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}،فقد نقل المفسّرون في كتبهم في تفسيرهم لهذه الآية أنّ المُراد فيها هو نفي كلام المشركين وإثبات وحدانيّة الله تعالى في الألوهيّة، فالآية تُحاجج المشركين بأسلوب علميّ منطقيّ قائم على الدليل والبرهان، فيقول تعالى فيها: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ}، ويقصد بذلك السماوات والأرض، كونها المكان الظاهر من الأكوان، فيقول تعالى بحجّة عقليّة منطقيّة إنّه لو كان في هذه السماوات والأرض إله سوى الله -تعالى- {لَفَسَدَتَا}؛ أي لفسَدَ أمر هذه السماوات والأرض ومن فيها؛ إذ سيكون لكلّ واحد أوامره وأنظمته وضوابطه الخاصّة التي تتقاطع مع أوامر الآخر، وبالتالي سيقع الخلاف وستكون الحرب بينهم، وفي ذلك يقول تعالى في سورة المؤمنون: {مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ}،فهنا دليلٌ آخرٌ على أنّ الألوهيّة لا تنبغي لغير الله عزّ وجلّ، فالانتظام في الأكوان والطبيعة في الأشياء وغيرها من أمور هذا الكون الواسع تدلّ على أنّ الصانع واحد، والإله واحد، والمُدبّر واحد، وفي ذلك يقول تعالى أيضًا في سورة الإسراء: {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلَىٰ ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا* سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا} فتعالى الله عمّا يقول الكفرة المشركين، وسبحانه تسبيحًا يليق بعظمته عزّ وجلّ

شارك المقالة:
223 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook