قد يُعذرُ الإنسانُ إذا وقع في المخالفة لجهله، ويعفو الله تعالى عنه إذا لم يبلغه حكم الشرع.
أما مَنْ تَوَلَّى بَعْدَ أن استبانَ له الحُكْمُ، وأعرضَ بعد انقطاعِ العذرِ، فهذا خَرَجَ عن حُكمِ الشرعِ كما خرجت الرطبة عن قشرتها.
فاحذرْ اذا استبان لك حكم الشرع في مسألة أن تتعمد المخالفة، فَلَيسَ مَنْ خَالفَ ضَعْفًا كَمَنْ خَالَفَ قَصْدًا، وَلَيسَ مَنْ خَالفَ جَاهِلًا كَمَنْ خَالفَ عَامِدًا.
وَلَيسَ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْإِيمَانِ بعد ما لاحتْ له دلائلُ صدقِهِ، وتكشفت أمامه براهين صحته، فنقض عَهْدَ اللهِ من بَعْدَ مِيثَاقِهِ، وَنَكَثَ على عقبيِهِ من بعد ما تبين له الهدى، كمن لم تشرق عليه شمس الهداية، ولم ير للإيمان برهانًا.
والفرق بين الاثنين أن الأول مستحق للغضب، مستوجب للسخط، والثاني غارق في الضلال، تائه في الظلمات، وكلاهما شرٌّ، ولكن بعض الشرِّ أهون من بعض.
وهو ذاته الفرق بين اليهود والنصارى، هؤلاء مغضوب عليهم وأولئك ضلال.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.