مؤسسات التعليم الفني بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.
يرى بعض الباحثين أن بداية التعليم الفني والمهني كانت في الحجاز، فقد أدت عدة عوامل دورًا مباشرًا في التأثير على مجريات الحركة التعليمية بشكل عام والتعليم الفني والمهني بشكل خاص. وفي عام 1328هـ / 1910م افتتحت مدرسة صناعية في مكة المكرمة وأوفد لها معلمون من إستانبول. ومن أهم المدارس الرسمية التي جمعت بين التعليم العام والتعليم الفني، خلال الفترة التي سبقت توحيد المملكة، المدرسة الرشدية التي أنشئت بين عامي 1301 و 1303هـ / 1884و1886م، وكانت تقوم بتدريس مواد المقاييس والأعداد المركبة والكسور والخط والرسم وأصول مسك الدفاتر والحساب والهندسة المسطحة والمجسمة والمثلثات إلى جانب العلوم الشرعية والعربية والاجتماعيات . أما المهن والصناعات والحرف في مكة المكرمة إبان تلك الفترة فكانت كثيرة جدًا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر "النجارة والحدادة والخياطة وصناعة الأحذية وصناعة الآجر، وتوجد محارق ومعامل له في حارة المسفلة
وقد مرت مسيرة التعليم الفني والتدريب المهني منذ توحيد المملكة وحتى إنشاء المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بأربع مراحل رئيسة هي كالآتي:
أ - إرساء القواعد 1369 - 1384هـ / 1950 - 1964م:
اقتضت هذه المرحلة ما يلي:
1 - توحيد الجهود المحلية ونمو الحركة الصناعية:
حشدت سائر الجهود المحلية لإقامة القاعدة الأساسية للتعليم الفني والمهني وإرسائها في المملكة، وذلك بإنشاء المدارس الصناعية، فتم خلالها إنشاء ثماني مدارس صناعية كانت تخضع لإشراف إدارة التعليم الصناعي بوزارة المعارف سابقًا. كما تم إنشاء خمس مدارس زراعية متوسطة مدة الدراسة فيها أربع سنوات، وكذلك أربع مدارس متوسطة تجارية استقرت مدة الدراسة فيها على أربع سنوات.
والواقع أن هذه المرحلة كانت مرحلة استطلاع واختبار للإمكانات الذاتية للنظام التعليمي، وقدرته على سد الاحتياجات للمملكة، ببناء المهارات البشرية اللازمة في مجال التعليم الفني والمهني، ولقد أثمرت هذه المرحلة في نمو الحركة الصناعية في المملكة وزاد عدد الطلاب في المدارس المتوسطة الصناعية فبلغ 2414 طالبًا.
واستقر رأي الوزارة على ضم كل من إدارة التعليم الصناعي وإدارة التعليم الفني تحت إدارة عامة واحدة أطلق عليها (الإدارة العامة للتعليم الفني)، وباشرت اختصاصها فعليًا في مستهل العام الدراسي 1385 - 1386هـ / 1965 - 1966م .
2 - مشروع السنوات الست لتطوير التعليم الصناعي:
قُدِّم هذا المشروع إلى وزارة المعارف عام 1383هـ / 1963م لتطوير التعليم الصناعي في المملكة بناءً على مقتضيات اجتماعية وتربوية، تضمنت إصلاحات جوهرية في التعليم الفني تبرز مكانته وتشجع الإقبال عليه
ب - توحيد الإشراف والتعاون مع الخبرات العالمية 1385 - 1389هـ / 1965 - 1969م:
اقترنت هذه المرحلة زمنيًا بالسنوات التي شهدت استعداد المملكة لتبني خطة التنمية الطموحة 1390 - 1395هـ / 1970 - 1975م التي بدأ تنفيذها مع أول خطة خمسية للتنمية بالمملكة، ومن أبرز ملامحها:
توحيد جهة الإشراف على التعليم الفني بشعبه المختلفة الصناعية والزراعية والتجارية تحت إدارة موحدة هي الإدارة العامة للتعليم الفني.
متابعة الخطة الجديدة للتعليم الصناعي في هذه المرحلة التي حفلت بعدد من المشروعات، للنهوض بالتعليم الفني.
ج - نمو التعليم الفني1390 - 1395هـ / 1970 - 1975م:
ترافقت هذه المرحلة مع الخطة الخمسية الأولى 1390 - 1395هـ / 1970 - 1975م التي تضاعفت فيها مسؤولية التعليم الفني والتدريب المهني، وذلك أن أهداف هذه الخطة ركزت على تطوير الموارد البشرية، لتتمكن عناصر المجتمع المختلفة من زيادة إسهاماتها الإنتاجية وتمكينها من المشاركة الكاملة في عملية التنمية.
كما دعت الخطة إلى توسع أفقي ورأسي في التعليم للمستويات كافة، وتنويع فرص التعلم كالتعليم الصناعي للبنين والتنويع فيه، والتركيز على المهارات المكتبية، والموضوعات التجارية، والتدريب الفني في الزراعة
د - التقويم وتوسيع البرامج 1396 - 1400هـ / 1976 - 1980م:
تزامنت هذه المرحلة مع الخطة الخمسية الثانية للتنمية التي جاءت تعميقًا للإصرار على سد احتياجات سوق العمل بالكفاءات الوطنية المدربة، وتوفير مقومات النجاح لتحقيق هذه الغاية، وقد بذلت جهود كبيرة في مجال التعليم الفني لمواجهة متطلبات هذه الخطة ومن هذه الجهود:
زيادة برنامج التعليم الصناعي الثانوي القائم من أربع مدارس تضم 2160 طالبًا عام 1394 - 1395هـ / 1974 - 1975م إلى 13 مدرسة تضم 7375 طالبًا حتى نهاية فترة الخطة. وزيادة عدد الخريجين من 1650 خريجًا في العام المذكور إلى 2970 خريجًا عام 1399 - 1400هـ / 1979 - 1980م، إذ بلغ عددهم خلال فترة الخطة 5537 خريجًا.
توسيع التخصصات الدراسية وإدخال برامج جديدة في بعض الموضوعات مثل الإلكترونيات وتكنولوجيا البتروكيماويات والهندسة المدنية والميكانيكا وخدمات الفنادق.
زيادة عدد طلاب المعهد الصناعي العالي من 105 طلاب عام 1394 - 1395هـ / 1974 - 1975م إلى 375 طالبًا عام 1399 - 1400هـ / 1979 - 1980م. وتخريج 285 طالبًا خلال فترة هذه الخطة.
توسيع برنامج التعليم التجاري الثانوي في خمس مدارس، فقد زاد عدد الطلاب الذين تضمهم من 715 طالبًا عام 1394 - 1395هـ / 1974 - 1975م إلى 3303 طلاب عام 1399 - 1400هـ / 1979 - 1980م، وتخريج 2574 طالبًا، إذ بلغ عدد الخريجين سنويًا في نهاية فترة هذه الخطة 915 خريجًا.
الاستمرار في تقديم برنامج الدراسات المسائية في مجال التعليم التجاري في 3 مدارس حتى عام 1398 - 1399هـ / 1978 - 1979م والعمل على افتتاح 3 مدارس أخرى.
افتتاح المعهد العالي التجاري بالرياض عام 1395 - 1396هـ / 1975 - 1976م، قبل فيه مبدئيًا 105 طلاب وكذلك افتتاح معهد آخر في جدة، وبذلك زاد عدد الطلاب إلى 741 طالبًا عام 1399 - 1400هـ / 1979 - 1980م، وتم تخريج 947 خريجًا خلال فترة هذه الخطة .
ويوضح (جدول 2) مؤسسات التعليم الفني التي تم افتتاحها بمنطقة مكة المكرمة على مدى مراحل تطور التعليم الفني والتدريب المهني بالمملكة العربية السعودية.
وقد جاء تشكيل مجلس القوى العاملة وإنشاء المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تجسيدًا لما توليه الدولة في جميع قطاعاتها من اهتمام بتنمية القوى البشرية، وحشد كل الطاقات بهدف إيجاد التوازن المطلوب بين المتاح من القوى العاملة وبين المطلوب منها في المستقبل، وأن تعمل جميع الأجهزة القائمة على التعليم والتدريب في أرجاء المملكة المختلفة بمزيد من التعاون والتنسيق. وكانت اللجنة الوزارية الموحدة للعمالة قدمت المشروع القاضي بإنشاء المؤسسة إلى مجلس الوزراء فصدر القرار رقم 118 في 28 / 6 / 1400هـ الموافق 1980م بالموافقة على نظام المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. وكان هذا القرار استجابة لتوصية اللجنة بعد أن عقدت عدة اجتماعات ناقشت خلالها موضوع القوى العاملة. وبعد دراسة مكثفة لموضوع التدريب وما يواجهه من مشكلات مالية وإدارية رأت اللجنة أهمية دمج جميع مراكز التدريب والمعاهد التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية مع المعاهد الفنية التابعة لوزارة المعارف في مؤسسة تتمتع باستقلال مالي وإداري يجعلها قادرة على أداء مهامها بيسر وسهولة.
وجاءت فكرة إنشاء الكليات التقنية لتعليم برامج التعليم الفني العالي، استجابة للحاجة الملحة لتوفير فنيين تقنيين على مستوى عالٍ من المهارات المتعددة لمواكبة النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة في المجالات شتى، ولتلبية متطلبات خطط التنمية. وقد توجت هذه الخطوة الرائدة بصدور الأمر السامي الكريم رقم 7 / 5 / 5267 بتاريخ 7 / 3 / 1403هـ الموافق 1982م المؤيد لقرار اللجنة العليا لسياسة التعليم رقم 309 / خ م، وتاريخ 20 / 10 / 1402هـ الموافق 1982م المتضمن ضرورة الاهتمام والتوسع في إنشاء الكليات التقنية، وقد اقتضى ذلك الاهتمام ببرامج التعليم الفني الثانوي بفروعه التالية:
التعليم الفني الثانوي الصناعي.
التعليم الفني الثانوي التجاري.
التعليم الفني الثانوي الزراعي.
التعليم الفني الثانوي للمراقبين الفنيين.
وإلى جانب هذه المستويات التعليمية والتدريبية المختلفة، فإن المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تقوم بتنفيذ برامج تدريبية مساندة بالتنسيق مع شركات القطاع الأهلي ومؤسساته ومراكز ومعاهد التدريب الفني الأهلي، وذلك وصولاً إلى التكامل الفني والمهني بهذه المجالات . وبالرجوع إلى أحدث الإحصاءات التي قامت مصلحة الإحصاءات العامة بها ، فقد أظهرت وحدات التعليم الفني التي ترعاها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بمنطقة مكة المكرمة فيما يلي:
توجد بمدينة مكة المكرمة ثانوية تجارية واحدة، يدرس فيها 544 طالبًا، ويوجد مركز تدريب مهني واحد في مدينة مكة المكرمة، يدرس فيه 571 طالبًا.
توجد بمحافظة جدة ثانوية تجارية واحدة، يدرس فيها 869 طالبًا، ومعهد ثانوي صناعي واحد، يدرس فيه 1962 طالبًا، ومركز واحد للتدريب المهني ، يتعلم فيه 1427 متدربًا.
توجد بمحافظة الطائف ثانوية تجارية واحدة، يدرس فيها 388 طالبًا، كما يوجد بها معهد واحد للمراقبين الفنيين، يدرس فيه 374 طالبًا، أما المعاهد الصناعية فلا يوجد بمحافظة الطائف إلا معهد واحد للذكور ويدرس فيه 819 طالبًا، كما يوجد مركز واحد للتدريب المهني ويدرس فيه 371 طالبًا. أما المعهد الثانوي المهني فلا يوجد في محافظة الطائف إلا واحد للإناث وتدرس فيه 179 طالبة وليس له مثيل للذكور بالإضافة إلى مركز واحد للتفصيل والخياطة للإناث، تستفيد منه 97 امرأة.
يوجد بمحافظة القنفذة في إطار التعليم الفني مركز واحد للتفصيل والخياطة للإناث، تستفيد منه 25 امرأة، ولم يتبين من الحصر الإحصائي سوى ذلك.
يوجد بمحافظة الليث مركزان للتدريب المهني أحدهما للذكور ويدرس فيه 120 طالبًا، والآخر للإناث ويدرس فيه 40 طالبة.