وردت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الكثير من الأحاديث التي تذكر مضاعفة أجر الصلاة في بيت الله الحرام، ولا ريب أنّ من فضائل مكة المكرّمة وجود بيت الله الحرام فيها، وأنّها كلّها حرمٌ كما ذكر العلماء، إلّا أنّ العلماء ذكروا أنّ أجر الصلاة المضاعف مقصورٌ في البيت الحرام وحدوده عامةً، لا مكة كلّها، واستدلّوا على ذلك أنّ من نوى من المسلمين الاعتكاف في بيت الله الحرام فلا يُجزئه أن يعتكف في أي مسجدٍ آخر في مكة، إلّا أن يعتكف في بيت الله الحرام، إذ إنّ الأجر المضاعف للصلاة لا يناله إلّا ما ذُكر أنّه في حدود البيت الحرام، وكلّ ما خلا ذلك نال الأجر المقرون بالصلاة المعتادة في أي مكانٍ سوى البيت الحرام
أوضح العلماء استحباب الدفن في الأماكن ذات الفضل والتقديس، فعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يسأل الله الشهادة في المدينة المنورة؛ لفضلها، وموسى -عليه السلام- سأل الله أن يقرّبه من الأرض المقدّسة عند موته ليُدفن فيها، وقال الإمام النووي -رحمه الله- في ذلك: "يستحبّ طلب الموت في بلدٍ شريفٍ"، لذلك فمن الفضل الذي بناله المرء أن يُدفن في مكة، أو في سواها من البقاع التي نالت فضائل وخصال تقديسٍ ورفعةٍ