اللّسان هو عضلة توجد داخل الحجرة الفمويّة، مغطىً بنسيج مخاطيّ رطب ورديّ اللّون، ذو حُليمات صغيرة تعطي اللّسان ملمسه المميز، وتوجد داخل هذه الحليمات براعم التذوق، وهي تجمّع لخلايا عصبيّة موصولة بالدّماغ، واللّسان عضوٌ مهمٌ وأساسي للقيام بالعديد من الوظائف، مثل: التّذوق، والبلع، والمضغ، والكلام.
تظهر التقرحات الفمويّة بشكلٍ عامٍ على شكلٍ دائريّ أو إهليجيّ على اللّسان أو الشّفة أو الخدّ، وتكون هذه التقرحات منتفخةً وذات لون أبيض أو أصفر أو أحمر أو رماديّ، ومن الطبيعيّ أن يظهر داخل الفم أكثر من تقرّح واحد، أو أن ينتشر التقرّح الواحد وينمو ويكبر.هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لظهور تقرّحات اللّسان، ومن أهم أسباب ظهور التقرّحات الفموية بشكل عامّ بما فيها اللّسان ما يأتي:
كما أنّ هناك بعض الأمراض التي يصاحبها وجود التقرحات مثل مرض السيلياك (بالإنجليزيّة: Celiac disease)، وهو اضطراب في الجهاز الهضميّ ناتج عن ردّ فعل مناعيّ في الأمعاء الدقيقة بسبب تناول الجلوتين، ومرض الإيدز، والسّل، والسّكري، وداء الأمعاء الالتهابيّ (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel disease). من أسباب التقرحات أيضاً وجود السّرطانات الفمويّة (بالإنجليزيّة: Oral cancer)، وفي هذه الحالة يظهر الورم على شكل قرحة يزداد حجمها تدريجيّاً، وهي كثيرة الحدوث عند المدخنين ومدمني الكحول، ومن هذه السّرطانات سرطان اللّسان، والذي يُقسَم إلى نوعين رئيسيين يصنّفان وفقاً لمكان وجودهما، فالنوع الأول يوجد في الجزء الأماميّ من الّلسان، وهو الجزء الذي يستطيع الإنسان أن يُخرجه للخارج، أما النوع الثاني من سرطان اللّسان فهو الذي يُصيب الجزء الخلفي منه، وهو الجزء الذي يربط اللّسان بالحنجرة، ويتمّ اكتشاف هذا النوع من السّرطان عادةً بعد أن يمتدّ إلى العقد اللمفاويّة (بالإنجليزيّة: Lymph nodes) في الرقبة.
هناك العديد من أنواع تقرحات اللّسان، نذكر أهمها فيما يأتي:
إنّ أعراض وعلامات التقرّحات تعتمد على السبب التي نتجت عنه، ومع ذلك فإن هنالك بعض العلامات والأعراض المشتركة، كأن يشعر المريض بتهيّج وألم عند تناول الأطعمة اللّاذعة أو السّاخنة، وقد يتصاحب ظهور التقرحات بوجود التهاب عند حوافها، ويصعب على المريض تنظيف أسنانه عند وجود مثل هذه التقرحات، وقد يفقد المريض شهيته للطّعام بسببها أيضاً.
لعلاج تقرّحات الأسنان هناك العديد من الطرق التي يمكن اتّباعها ومن أهمّها استخدام ما يأتي:
ومن الأمور التي قد يقوم بها المريض وتساعده على علاج التقرحات أن يشرب كميات جيدة من السوائل، لأن الجفاف يزيد من حدة المشكلة، كما أن على المريض الابتعاد عن الأطعمة اللاذعة والساخنة لفترة من الوقت حتى يُشفَى التقرح ويلتئم، ويستطيع المريض استخدام غسول الفمّ الدوائيّ أو المضمضة بماءٍ ملحيّ، وعلى المريض المحافظة على نظافة الحجرة الفمويّة. في حال كان السبّب وراء ظهور التقرّحات هو الالتهاب الفيروسيّ أو الفطريّ فقد يستخدم المريض المضادّات الفيروسيّة أو المضادّات الفطريّة. ومن الممكن استخدام عرق السوس، والذي يمتلك خصائص مضادّة للتقرّح والعدوى، وفي حال لم يتمّ السيطرة على الألم من الممكن أخذ المسكنات مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol).
للوقاية من تقرّحات اللّسان أو التقرّحات الفمويّة بشكل عام، فعلى المريض المحافظة على صحة وسلامة الفمّ، وذلك بغسل الأسنان بفرشاة أسنان ناعمة مرتين في اليوم، وكذلك استخدام خيط الأسنان الطبيّ، ولا بد من القيام بزياراتٍ دوريّة لطبيب الأسنان، ومحاولة خفض مستوى التّوتر والإجهاد، كما أن على المريض أن يقوم بالفحص الدوريّ للتأكد من عدم وجود أمراض أو مشاكل صحيّة.