ورد أنّ سبب نزول سورة الحشر أنّه متعلّقٌ ببني النضير، حيث إنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لمّا ذهب إلى المدينة المنورة تعاهد معه بنو النضير على ألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبل الرسول -عليه السلام- بذلك، وعندما انتصر المسلمين في غزوة بدر على المشركين أيّدوه بني النضير وصدّقوه برسالته، إلّا أنّ هزيمة المسملين في غزوة أحد كانت سبباً في نقض بني النضير لعهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام، وعادوه، فما كان من النبي -عليه السلام- إلّا محاصرتهم ومصالحتهم على الجلاء من المدينة المنورة.
سورة الحشر أو سورة بني النضير سورةٌ مدنيةٌ من المفصّل، تتألف من أربعةٍ وعشرين آيةً، ترتيبها التاسع والخمسين، كان نزولها بعد نزول سورة البينة، وتقع في الجزء الثامن والعشرين من المصحف الشريف، في الحزب الخامس والخمسين منه، بدأت بالتسبيح والثناء على الله تعالى، واسم: "الحشر" أحد أسماء يوم القيامة، وسميتن بذلك؛ لأنّ الله -تعالى- يجمع الناس ويحشرهم يوم القيامة لمحاسبتهم على أعمالهم التي قدّموها في حياتهم الدنيا، كما حشر اليهود خارج المدينة المنورة.
تضمّنت سورة الحشر العديد من الدروس والعِبر والتأملات المهمّة، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:
موسوعة موضوع