المحتوى

ما أضرار الهوس بالممثلين وتقليدهم بكل شيء؟

الكاتب: يزن النابلسي -

ما أضرار الهوس بالممثلين وتقليدهم بكل شيء؟

 

تقليد الممثلين والشخصيات المشهورة واتخاذهم نموذج من الأمور التي تطرق إليها ألبرت باندوورا في نظريته التي فسّر فيها التعلم الاجتماعي، حيث يعد تقليد الآخرين وسيلة من وسائل التعلم لدى الإنسان وخصوصاً الأطفال الذين لا يمتلكون الإدراك الكافي لتشكيل توجهات صحيحة عن السلوكات والأفراد من حولهم فيكتفون بالملاحظة والتقليد.
 
وكما أقول دوماً الاعتدال والتوسط مطلوب في كل شيء فتقليد فنان بإرتداء نفس القميص شيء واستنساخ حياته وتصرفاته ومظهره شيء آخر، والهوس كما وصفته يحمل في طياته خطر شديد خصوصاً إذا كنا نتحدث عن الأطفال ومن أهم هذه الأضرار:
 
1. اختلاط مفهوم الصواب والخطأ: هناك عدة معايير يتبعها الإنسان للحكم على السلوك فيما إذا كان خاطئاً أو صحيحاً كالدين والمعايير الاجتماعية والمعايير الأسرية وغيرها، لكن تبني قدوة وتقليدها في كل شيء يجعل المقلدين يتبنون نفس المعتقدات والأفكار التي يتحدث عنها هذا الشخص، لذلك ولو فرضنا أن هؤلاء الممثلين يظهرون للمتابعين حبهم لارتداء ثياب مكشوفة أو الحرية المطلقة في استكشاف العلاقات وغيرها من السلوكات غير المقبولة مجتمعياً أو دينياً، ستجد الطفل أو الشخص يطبقها ويتسلح بنفس المبررات التي أطلقها هذا الممثل أو الشخصية المعروفة مما يؤثر على البناء المعرفي.
 
2. فقدان الهوية الشخصية: نحن البشر نتميز باختلافنا، حتى التوأم المتطابق لن تجده متطابقاً بكل النواحي، فبعض السلوكات أو المعتقدات حتماً ستختلف وهي ما يمتح الفرد هذا الشعور بالهوية الشخصية والتفرد والتميز عن الآخرين، لك أن تتخيل كم أن الاستغناء عن معتقداتنا وأفكارنا وأسلوب حياتنا في سبيل تبني معتقدات وأفكار وأسلوب حياة شخص آخر سيؤثر في شخصية الفرد، والاستمرار في هذا الهوس والتقليد الأعمى شيئاً فشيئاً سيجعل الفرد ينسى شخصيته السابقة وكيف كان وبالتالي فقدانه للتميز.
 
3. الشعور بالنقص: بشكل عام يسعى الممثلين إلى الظهور بمظهر خالٍ من العيوب وحياة خالية من المشاكل لا تحتوي إلا على الرفاهية والتنقل والشهرة وما إلى ذلك، وهو أمر لا يمت للواقع بصلة، فهؤلاء الممثلين بشر مثلنا يمرضون ويتعرضون لزيادة في الوزن أو نقصان، وتظهر على وجوههم الحبوب، ويختلف مظهرهم خلف الثياب الفاخرة ومساحيق التجميل، لذلك من المستحيل أن تجد شخصاً يسعى لتقليدهم والظهور بمظهرهم إلا ويتمتع بالنقص وانعدام الثقة لأن الأمر أبعد ما يكون عن الواقع.
 
من المهم جداً اختيار القدوة الصحيحة في حياتنا وقد تتعدد القدوات بتعدد الأهداف، فأحاول الاستفادة من فلان في مجال المهنة والعمل، والتطلع إلى أستاذ أو بروفيسور في مجال العلم، وآخر في نطاق العلاقات الاجتماعية، لكن الأمر الوحيد المشترك هو أن الاستفادة من الآخرين ومحاولة تقليد بعض الأمور لا يعني بالضرورة أن أفقد نفسي وأجري خلف الآخرين، فالتوسط والاعتدال هو مربط الفرس.
 
شارك المقالة:
23 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook