ما أضرار حليب الصويا للنساء

الكاتب: كارول حلال -
ما أضرار حليب الصويا للنساء

ما أضرار حليب الصويا للنساء.

حليب الصويا

يُعدّ حليب الصويا (بالإنجليزيّة: Soy milk) من المشروبات نباتيّة المصدر؛ فهو يُصنع من حبوب فول الصويا، وليس مُشتقاً من منتجات الألبان، ويعود أصله إلى الدول الشرقيّة؛ حيث يُعدّ من المشروبات التقليديّة المُهمّة عندهم، بالإضافة إلى أنّه انتشر في الدول الغربيّة أيضاً؛ وذلك مع زيادة الوعي بما يُوفّره من فوائد صحيّة، ومن المعروف أنّ حليب الصويا يُستهلك عادةً كبديلٍ للحليب، كما أنّ هناك العديد من المنتجات المتوفرة منه والمدعمة بالفيتامينات والمعادن؛ مثل: فيتامين د، والكالسيوم
للاطّلاع على المزيد من فوائد حليب الصويا يمكنك قراءة مقال ماهي فوائد حليب الصويا.
 
 

أضرار حليب الصويا للنساء

درجة أمان حليب الصويا
يُعدّ تناول الأطعمة والمنتجات المُحتوية على بروتين الصويا عن طريق الفم غالباً آمناً، كما أنّه من المحتمل أمان استهلاك المكمّلات الغذائية التي تحتوي على مُستخلصات الصويا عند استخدامها مُدّةً تصل إلى ستة أشهر، ومع ذلك يُمكن أن تُسبّب الصويا آثاراً جانبيّةً في المعدة والأمعاء؛ مثل: الإمساك، والانتفاخ، والغثيان، كما قد تُسبّب التعب، بالإضافة إلى حدوث ردّ فعلٍ تحسّسيّ لدى البعض؛ ومن أعراضه: الطفح الجلدي، والحكة، والتأق أو صدمة الحساسية (بالإنجليزيّة: Anaphylaxis)، وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن تُؤثّر في وظيفة الغدة الدرقية عند البعض، حيث يظهر ذلك مع المُصابين بنقص اليود أصلاً، أمّا بالنسبة لاستهلاك المكمّلات الغذائية المُحتوية على مُستخلصات الصويا بجرعات عالية ولمدة طويلة فمن المحتمل عدم أمانه، كما يمكن أن يُؤدّي إلى نموٍّ غير طبيعيّ للأنسجة داخل الرحم، ولكن لا يحدث هذا التأثير عند تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من الصويا ذاتها
 
 
وبالنسبة للمرأة في مرحلتَي الحمل والرضاعة؛ فقد تبيّن أنّ تناولها لبروتين الصويا بالكميّات الموجودة عادةً في الغذاء غالباً آمن، أمّا الكميّات الدوائيّة منه فقد تضُرُّ بنموّ الجنين كما ذكرنا سابقاً لذلك فمن المحتمل عدم أمان استهلاكها، كما يُفضّل أن تتجنّب المُرضع تناول الصويا بالكميّات الكبيرة؛ إذ ليس هناك معلومات كافية حول مدى سلامتها، والاكتفاء بالكميّة الغذائيّة للبقاء في الجانب الآمن.[٣]
 
 
 

هل يضر شرب حليب الصويا وقت الدورة

من غير الواضح وجود أضرار من شرب حليب الصويا خلال الدورة الشهريّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ إحدى الدراسات التي بحثت تأثير حليب الصويا في مستويات هرمون الإستروجين في الدم، والتي نشرتها مجلة Journal of the National Cancer Institute وأُجريت على 60 امرأةً في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تُشير إلى أنّ حليب الصويا زاد من طول مُدّة الدورة الشهريّة يومَين تقريباً، وقد يعود ذلك بسبب انخفاض مستويات هرمون الإسترون (بالإنجليزية: Estrone)، وهو إستروجين ضعيف التأثير، وهرمون الإستراديول لديهنّ، وذلك بعد استهلاك مجموعة منهُنّ لـ 400 مليلترٍ من حليب الصويا يومياً خلال فترة ثلاث دوراتٍ شهريّة مُتتالية، علماً بأنّ هذه الكميّة تحتوي على 109 مليغرامات من الإيزوفلافون، ولكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد هذا التأثير،كما أنّ هناك عدداً قليلاً جداً من الدراسات التي بحثت عن تأثير استهلاك حليب الصويا أو الصويا ذاتها في الدورة الشهريّة بشكلٍ مُباشر؛ لذلك يبقى من المحتمل حدوث تغيرات في الدورة الشهريّة حتى عند تناول الصويا.
 
 
 

هل يزيد حليب الصويا من خطر الإصابة بسرطان الثدي

هناك اختلاف بين نتائج الدراسات حول هذه النقطة؛ إذ إنّ بعضها يُشير إلى وجود علاقةٍ بين استهلاك مُكمّلات الصويا أو الإيزوفلافون، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، وذلك لدى النساء اللواتي يمتلكْنَ تاريخاً شخصيّاً أوعائليّاً للإصابة بهذا السرطان، أو مشاكل في الغدة الدرقيّة،[٦] ويعود ذلك لما تحتويه الصويا من الإستروجينات النباتيّة، بما فيها مُركّبات الإيزوفلافون التي تُقسم إلى نوعين رئيسيين؛ هما: الجينيسيتن (بالإنجليزية: Genistein)، والديدزين ( بالإنجليزية: Daidzein)، والتي تعمل عمل الإستروجين الذي يُمثل أحد الهرمونات الجنسيّة الأنثوية والذي يرتبط ارتفاعه بالإصابة بأنواعٍ معينةٍ من سرطان الثدي
 
 
وتجدر الإشارة إلى وجود اختلافٍ بين نتائج الدراسات البشرية والدراسات الحيوانية؛ فعلى سبيل المثال أظهرت بعض الدراسات الأولية على القوارض أنّ استهلاكها لجرعاتٍ عالية من الإيزوفلافون المتوفر في الصويا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ معالجة الصويا في أجسام القوارض تختلف عن البشر، كما أنّ جرعات الإيزوفلافون بالنسبة لها تكون أعلى بكثير عن تلك التي يستهلكها البشر، وبالتالي لم تظهر مثل هذه النتيجة في الدراسات البشرية، إذ نفى بعضها وجود أيّ تأثيرٍ للصويا على سرطان الثدي، بل وذكرت بعض الدرسات أنّ الصويا تُقلّل من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ والذي يُحتمل أن يكون نتيجة إعاقة الإيزوفلافون للإستروجين الطبيعي في الدم.
 
 
كما أشارت إحدى الدراسات الأوليّة التي أجريت على الفئران ونشرتها مجلة Cancer Science عام 2013 إلى أنّ حليب الصويا المعزز بالبروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics)، يُقلّل من خطر تطوّر الأورام في الثدي، كما يُعيق البروبيوتيك من نموّ الورم
 
 
لقراءة المزيد عن فوائد وأضرار الصويا يمكنك الرجول لمقال فوائد وأضرار فول الصويا.
 
 

هل يوفر حليب الصويا فوائد للنساء

هناك بعض الخلاف حول فوائد حليب الصويا للنساء، إذ إنّ تأثير فول الصويا وطبيعة تفاعله داخل الجسم تُعدُّ مُعقّدةٌ وغير مفهومةٍ بشكلٍ كامل، فهو يحتوي على الإستروجينات النباتية (بالإنجليزية: Phytoestrogens)؛ وهي هرموناتٌ مُشتقّةٌ من النباتات، والتي تُسمّى بالإيزوفلافون (بالإنجليزية: Isoflavones)، كما تشبه هرمون الإستروجين في بُنية تركيبه، وترتبط بمستقبلاته الموجودة في الجسم، ولكنّ قوّة ارتباطها ضعيفة، وفي الحقيقة يظهر أنّ مُركّبات إيزوفلافون الصويا تُحفّز نشاط الإستروجين عند بعض النساء وتُثبّطه عند البعض الآخر؛ فهي تُحفّزه عندما ترتبط بمستقبلات الإستروجين التي لا تعمل عادةً، أمّا إن ارتبطت بالمستقبلات المُهمّة التي يحتاجها الجسم لأداء وظيفة الإستروجين، فإنّها تثبّطه وتكون عائقاً أمامه.
 
وبالرغم ممّا يعتقده البعض بأنّ الصويا تُخفّف من أعراض انقطاع الطمث، إلا أنّ نتائج الدراسات التي بحثت في ذلك مُتَضاربةٌ فيما بينها؛ لذا يبقى تأثير حليب الصويا في تحسين هذه الأعراض غير واضح بعد، وذلك بحسب ما أشارت له مراجعة نشرتها مجلة The Journal of Nutrition عام 2010
 
 
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الفوائد المحتملة لحليب الصويا للنساء، ولكنّ جميع نتائج الدراسات غير مؤكدة، ومال زالت بحاجة إلى مزيد من البحث، ومنها ما يأتي:
 
قد يساهم حليب الصويا في التقليل من الإجهاد التأكسدي والالتهابي لدى النساء المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي؛ إذ تبيّن في دراسة نشرتها مجلة Nutrition & Dietetics عام 2015 أُجريت على 25 امرأةً يُعانين من التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، ومتوسّط أعمارهنّ 45 عاماً، أنّ استهلاك حليب الصويا حسّن من بعض مؤشرات الالتهاب لديهنّ بما في ذلك؛ عامل نخر الورم ألفا، والبروتين المتفاعل-C عالي الحساسيّة، وذلك بعد شُربه من قِبَل مجموعة منهنّ مُدّة أربعة أسابيع، أمّا البقيّة فقد استهلكْنَ حليب البقر، وعلى الرغم من ذلك لم يُلاحَظ فرقٌ كبيرٌ بين المجموعتين في النتائج وما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد هذا التأثي
من الممكن أن يكون لحليب الصويا تأثير في التحسين من صحة العظام للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ولكن تُعدّ نتائج الدراسات مُتضاربة حول فوائد الصويا لصحّة العظام وإبطاء خسارتها في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وذلك حسب ما جاء في مراجعة نشرتها مجلة Circulation عام 2006، ولكن أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت هذه الدراسة في مجلة European Journal of Nutrition عام 2004 أنّ استهلاك كوبين من حليب الصويا؛ والذي يحتوي على 76 مليغراماً من الإيزوفلافون، مُدّة سنتين يومياً، يُقلّل من خسارة عظام العمود الفقري في منطقة الفقرات القطنيّة (بالإنجليزية: Lumbar spine) عند النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
من المعتقد أنّ حليب الصويا قد يُحسّن ضغط الدم للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث؛ حيث أشار تحليلٌ شمولي نشرته مجلة Food & Function عام 2017، إلى أنّ استهلاك ما لا يقلّ عن 25 غراماً من بروتين الصويا يومياً، أي ما يُعادل 100 مليغرامٍ من مُركّبات الإيزوفلافون، يُحسّن من ضغط الدم لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث؛ ومن المحتمل أن يكون هذا التأثير ناتجاً عن محتواه من هذه المركبات.
من المحتمل أن يكون لحيب الصويا دور في التقليل من الهبات الساخنة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، فعلى الرغم من عدم وجود دراسات على حليب الصويا ذاته وتأثيره في الهبات الساخنة، إلا أنّ هناك بعض الدراسات التي أشارت إلى تأثير الإستروجينات النباتية في الهبات الساخنة من حيث تقليل تكرار حدوثها لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، ودون حدوث آثار جانبيّة خطيرة، وذلك حسب ما ذكرته مراجعة منهجيّة وتحليل شمولي نشرته مجلة Climacteric عام 2015
قد يساهم حليب الصويا في التقليل من محيط الخصر؛ إذ تبيّن في دراسة نشرتها مجلة International Journal of Preventive Medicine عام 2012 أُجريت على النساء اللاتي يُعانين من فرط الوزن والسمنة، أنّ استهلاك حليب الصويا يمكن أن يُقلّل من محيط الخصر، وذلك بعد اتباعهنّ لنظامٍ غذائي يحتوي على كوبٍ من حليب الصويا أو حليب البقر مُدّة أربعة أسابيع.[١٧]
قد يكون لحليب الصويا أثرٌ في تحسين الأعراض المرافقة لمتلازمة تكيس المبايض؛ حيث نشرت مجلة The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism عام 2016 دراسة أُجريت على 70 امرأةً مُصابةً بمتلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome)؛ والتي تُسمّى اختصاراً PCOS، ممّن تتراوح أعمارُهُنّ ما بين 18-40 عاماً، حيث استهلكْن يومياً 50 مليغراماً من إيزوفلافون الصويا والتي تعادل شُرب 500 مليلترٍ من حليب الصويا مُدّة 12 أسبوعاً، وتبيّن بعد ذلك أنّ استهلاك الإيزوفلافون يُحسّن من المؤشرات المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض؛ مثل: مُقاومة الإنسولين، وحالة الهرمونات، ومستوى الدهون الثلاثيّة، بالإضافة إلى الإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative stress)
 
لقراءة المزيد عن فوائد وأضرار الصويا للمرأة يمكنك الرجول لمقال فوائد فول الصويا للمرأة.
 
 
 

فوائد حليب الصويا للحامل والمرضع

تُعدّ مُنتجات الألبان وبدائلها بما تحتويه على الكالسيوم أساسيّةً في غذاء الأم الحامل والمرضع، حيث يُساعد حليب الصويا المُدعّم بالكالسيوم على بناء العظام والأسنان للطفل، وخصوصاً بالنسبة للأم التي تعتمد نظاماً غذائياً نباتياً،وأيضاً اللواتي يُعانينَ من متلازمة عدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose Intolerance)؛ إذ يُعدّ حليب الصويا خياراً مُناسباً لهُنّ، وقد تبيّن في إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة J-Kesmas عام 2019، أنّ استهلاك حليب الصويا يزيد من مستويات الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Haemoglobin) لدى النساء الحوامل، وذلك بعد شرب 250 مليلتراً من الحليب مُدّة ثلاثة أشهر ومن الجدير بالذكر أنّ تناول كميّاتٍ كبيرةٍ من الصويا خلال فترة الحمل من المحتمل عدم أمانه، إذ إنّ هذه الجرعات العاليّة قد تضُرُّ بنموّ الجنين، كما تُنصَح المُرضع بتجنُّب استهلاكه بالكميّات الدوائيّة أيضاً؛ لعدم توفّر معلوماتٍ كافيةٍ عن درجة أمان استهلاكها له، وبالتالي من المهم الاكتفاء بالكميّة الغذائيّة منه فقط
 
 
شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook