أسهم أبو الحسن ثابت بن قرة في دفع موكب العلوم في عصره (القرن التاسع الميلادي) إلى الأمام، وذلك من خلال إلمامه باللغات الأجنبية ونقله للمعارف إلى اللغة العربية عن طريق الترجمة، إضافة إلى إبداعه الخاص في ميادين الرياضيات وعلم الفلك والفيزياء. فقد نهض هذا العالم بأعباء ترجمة أعمال أرخميدس وأبولنيوس البرغاوي من اللغة اليونانية إلى العربية، كما كتب شرحاً تعليقياً على كتاب "العناصر" لإقليدس الذي أرسى دعائم الرياضيات الحديثة ووضع منهجية متكاملة ومحكمة لبرهان النظريات الهندسية، كما أنه نقل العلوم التي اختزنتها صفحات كتاب "المجسطي" في علم الفلك وكتاب "الجغرافية" للعالم والفيلسوف اليوناني بطليموس. ومن إنجازاته في مجال الرياضيات: تعميم نظرية فيثاغورس، ودراسته لمسلمة التوازي الهندسي، وتطويره لنظرية الأعداد. أما في مجال الفلك فقد اهتم بن قرة بوضع نماذج رياضياتية للملاحظات الفلكية وإجراء تقييم موضوعي شامل لها، وألف كتاباً يتطرق إلى السنة الشمسية وتقسيماتها طالعه عالم الفلك والرياضيات نيكولاس كوبرنيكوس الذي قام باقتباس بعض الحسابات الفلكية من ذلك الكتاب.