ما أهمية الأحماض الدهنية

الكاتب: نور الياس -
ما أهمية الأحماض الدهنية

ما أهمية الأحماض الدهنية.

 

 

الأحماض الدهنية الأساسية

 

لكي يزيد الأمر تعقيداً، فإننا نجد بعض أنواع من الدهون متعددة اللا تشبع تقدم ما يسمى الأحماض الدهنية الأساسية أو الضرورية التي يحتاجها الجسم و لكنه لا يستطيع صنعها أو تحويلها من دهون أخرى موجودة، لذا يجب أن نحصل عليها من أغذيتنا و هي أساسية و ضرورية للوظائف المناعية السليمة و لتجلط الدم و للنبضات العصبية و لوظائف المخ و للهضم و لنقل الكوليسترول و لقوة الأغشية الخلوية و الأنواع المهمة فيها هي حمض اللينوليك الذي ينتمي إلى مجموعة الدهون أي الأحماض الدهنية من نوع الأوميجا 6 و حمض ألفا – لينولنيك – الذي ينتمي إلى مجموعة الأحماض الدهنية من نوع الأوميجا 3.

 

عائلة الأوميجا 6

 

حمض اللينوليك هو بمثابة الجد الأصلي لعائلة أوميجا 6. و يحوله الجسم إلى حمض جاما – لينولنيك GLA بشرط أن يكون لديك ما يكفي من فيتامين ب 6. و البيوتين، و الزنك، و المغنسيوم لتنشيط الإنزيم الذي يسبب هذا التحول و يعتبر زيت زهرة الربيع المسائية و زيت لسان الثور هما أغنى المصادر المعروفة بحمض GLA. و عن طريق إعطاء مكملات من هذين الزيتين مباشرة فستحتاج بهذا إلى كميات أقل من الزيت الكلي الذي تأكله لتحصل على مقدار مثالي من الأحماض الدهنية من نوع الأوميجا 6. و المقدار المثالي هو على الأرجح حوالي 150 مجم من الـ GLA يوميا ً، الذي يكافئ 1500 مجم من زيت زهرة الربيع المسائية أو 750 مجم من زيت لسان الثور عالي الفعالية.

ثم يتحول GLA يعدئذ إلى DGLA و منه إلى البروستاجلاندينات و هي مواد شبه هرمونية نشطة جداً في الجسم و النوع المحدد من المواد البروستاجلاندينية التي تنتج من هذه الأحماض الدهنية" الأوميجا 6" تسمى البروستاجلاندينات من السلسلة 1PGIS.

و تلك الـ PGIS تستخدم في تنظيم عمل خلايا T المثبطة( و هي مهمة و حاسمة للوظائف المناعية) كما أنها تقلل لزوجة الدم و بهذا تقلل احتمال حدوث أمراض القلب. و هي تجعل الدم سائلا و ترخي الأوعية الدموية و تخفض ضغط الدم و تساعد في الحفاظ على التوازن المائي بالجسم و تقلل الالتهاب و الألم و تحسن الوظائف العصبية و المناعية و تساعد الإنسولين في عمله و هو أمر مفيد لتوازن سكر الدم. و هذا مجرد قليل من كثير. ففي كل عام يكتشف المزيد و المزيد من وظائفها المنشطة للصحة و البروستاجلاندينات نفسها لا يمكن إعطاؤها في صورة مكملات فهي قصيرة العمر جدا ً. لذا فإننا نعتمد على إعطاء كمية كافية من أحماض الأوميجا 6، و التي منها يمكن أن يقوم الجسم بإنتاج البروستاجلاندينات التي نحتاجها.

و كذلك فإن الجسم يمكنه أن يحول أحماض الأوميجا 6 إلى حمض الأراكيدونيك الذي يستمر في تحوله ليصير ما يسمى السلسلة 2 من البروستاجلاندينات PG2s التي تشمل تحت مجموعة تسمى اللوكوترينات( و تعرف بأنها تزيد الالتهاب و تجلط الدم). و رغم أن هذه المواد تكون أحياناً ضرورية، إلا أن زيادة نشاطها يمكن أن يكون ضارا ً. و علاوة على هذا فإن اللوكوترينات تشارك في حدوث الربو الشعبي و غيره من حالات الحساسية و تشتق الـ PG2S من اللحوم و منتجات الألبان. و إن كانت البذور تعطي كميات صغيرة منها.
و تأتي أحماض الأوميجا – 6 بالكامل من البذور و زيوتها. و أفضل مصادرها من زيوت البذور هي زيوت بذور القنب و اليقطين و زهرة الشمس و العصفر و السمسم و الذرة و الجوز و فول الصويا و جنين القمح. و يأتي حوالي نصف كمية الدهون في هذه الزيوت من عائلة الأوميجا – 6، و معظمها على شكل حمض اللينوليك. و القدر المثالي الذي يجب تناوله منها هو ملعقة كبيرة من الزيت يوميا ً، أو ملعقة كبيرة هرمية من البذور المطحونة يوميا ً. مسار دهون الأوميجا 6: حمض اللينوليك يتحول إلى GLA يتحول إلى DFLA يتحول إلى بروستاجلاندين من نوعي 1 و 2.

 

عائلة الأوميجا 3

 

تميل الأطعمة المعاصرة لأن تكون فقيرة في أحماض الأوميجا 3 و لا تميل بنفس الدرجة لأن يقل فيها الأوميجا 6، و يرجع هذا إلى أن جد عائلة الأوميجا 3، و هو حمض ألفا – لينولنيك و حفيدته حمض الإيكوسابنتانويك EPA و حمض الدوكوساهدكسانويك DHA هم أكثر عرضة للتلف عند الطهي أو تصنيع الأغذية و يمكنك إدراك هذا التعقيد المتزايد كلما انتقلنا في سلسلة الغذاء إلى أعلى فمثلاً، البلانكتون و هو الطعام الرئيسي للأسماك الصغيرة يكون غنياً بحمض ألفا – لينولينك و يستمر التحول من الجد إلى حفيدته مع التهاب الأسماك آكلة اللحوم مثل الماكريل و الرنجة لتلك الأسماك الصغيرة و الأسماك آكلة اللحوم بدورها تأكلها سباع البحر التي تتميز بأعلى تركيز من الـ EPA و DHA. و لهذا نجد الإسكيمو الذين يتغذون على سباع البحر يفيدون من هذه الوجبة الجهازة من من الـ EPA و DHA.

عائلة دهون الأوميجا 3: حمض اللينولينك يتحول إلى EPA و DHA و يتحول إلى بروستاجلاندين النوع 3.
و في جسم الإنسان تتحول تلك الليبيدات إلى السلسلة 3 من البروستاجلاندينات PG3s. و هذه تعتبر ضرورية للوظائف المناعية، و لتقليل الالتهاب، و تقليل لزوجة الدم، و تحسين وظائف المخ و البصر و القدرة على التعلم و التناسق و الحالة المزاجية بالإضافة إلى التحكم في مستويات الكوليسترول و الدهون في الدم و الأيض و الحفاظ على التوازن المائي.

و أفضل أنواعا لزيوت البذرية احتواء على أحماض الأوميجا – 3 هي زيوت بذور الكتان و القنب و اليقطين و بنفس الطريقة – إلى حد كبير – التي يمكن بها أن يؤدي تناول زيت زهرة الربيع المسائية إلى تخطي مرحلة التحول الأولى لحمض اللينوليك فإن تناول الأسماك آكلة اللحوم أو زيوتها يعمل على تخطي مرحلتي التحول الأوليين لحمض ألفا – لينولينيك لإنتاج الـ EPA و DHA. و لهذا نجد أن آكلي الأسماك مثل اليابانيين لديهم مستوى من أحماض الأوميجا 3 في دهون أجسامهم يصل إلى ثلاث مرات أعلى مما لدى الأمريكي المتوسط كما أن النباتيين الذي يأكلون المزيد من البذور و المكسرات لديهم مستوى من الأوميجا – 3 في دهون أجسامهم يصل إلى مرتين أعلى مما لدى الأمريكي المتوسط.

.

شارك المقالة:
116 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook