تعتبر الأمانة من مكارم الأخلاق ومن أهمّ الصفات التي دعا الإسلام للتحلي بها، لعظم مكانتها في الإسلام، وأهميتها بين أبناء المجتمع ككل، وفي المجتمع الإسلامي على وجه التحديد. وقد تمثَّلت الأمانة بأبهى صورها في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يُلقَّب بالصادق الأمين حتى قبل البعثة، وبعد البعثة ورغم الإيذاء الشديد الذي كان يتعرض له من أهل قريش إلا أنه كان يُحافظ على أماناتهم التي كانوا يأتمنونه عليها، وبقي أهل مكة رغم تكذيبهم له وإنكارهم لما جاء به من الحق يتركون حاجاتهم النفيسة وأموالهم لديه، في تصريحٍ ضمنيٍ منهم أنهم لن يجدوا أكثر أمانةً منه عليه أفضل الصلاة والسلام.
للأمانة أهميةٌ كبيرةٌ في الدِّينُ الإسلاميّ، لما لها من علاقةٍ وثيقةٍ بجميع الفرائض والأحكام والأخلاق والآداب التي جاء بها الإسلام، كما أنها تُشير إلى تحلي المسلم بأهم خُلُقٍ يحتاج إليه البشر جميعاً في المعاملات الماليّة، والشخصيّة فيما بينهم، مما يزيد الثقة بين الناس، ويدعو للأمان والألفة والتماسك بين أفراد المجتمع ككل، وقد ظهر ذلك من خلال تعريف الأمانة سالف الذكر، ويمكن إبراز أهمية الأمانة كخُلُقٍ إسلامي من خلال النقاط الآتية: