ما أهمية الجهاز المناعي

الكاتب: نور الياس -
ما أهمية الجهاز المناعي

ما أهمية الجهاز المناعي.

 

 

كيف يعمل جهاز المناعة

 

إن المناعة تعني حرفيا ً: " أن تكون معفي من الإصابة بشيء ما". و جهازك المناعي شديد التعقيد، و يجب أن يتم ضبطه بدقة لكي يكون قادراً على القضاء على أي شيء يهدد جسدك بالخطر.
دور جهازك المناعي

 

المحافظة على التوازن

 

حينما تكون بصحة جيدة، يكون كل شيء في جسدك في حالة توازن، إذ يعمل كل شيء في تناغم مع الأشياء الأخرى مما يؤدي إلى الحصول على جسد صحيح ككل. و حينما تكون مريضاً يضيع هذا التوازن فيكافح جهازك المناعي بإخلاص حتى يستعيده فإذا ما نجح في مهمته فإن حالتك تتحسن مرة أخرى و إذا لم يفعل فقد تنتهز بعض العوامل أو التأثيرات الأخرى فرصة اضطراب ذلك الجهاز فتدخل في المعركة مما يسبب المزيد من اختلال التوازن و طالما بقي جهازك المناعي مسيطرا ً، فسيتم كسب المعركة و تتم استعادة النظام.

 

مكافحة حالات العدوى

 

تعيش البكتريا و الفيروسات وا لفطريات و الطفيليات( كالديدان) و تستوطن أجسامنا بحرية و لا توجد طريقة لتجنبها كلية في حياتنا الطبيعية لذا فإن الحل يكمن في أن نحافظ على بيئة أجسامنا في حالة توازن و إن دخول أحد أنواع البكتريا المسببة للمرض الجسم لا يعني تلقائياً أنه سيتغلب على الجسم و يقهره فإننا نعيش بصفة مستمرة – أو نتعايش – مع الفطر الذي يسبب القلاع على سبيل المثال أو الميكروبات التي تسبب الالتهاب الرئوي و لكن أغلبنا لديه جهاز مناعي متوازن يجعل تلك العوامل المرضية تحت السيطرة و مع ذلك فإن تناول الكثير من المضادات الحيوية التي تقتل البكتريا الصديقة ( النافعة) التي لدينا يتيح للفطريات المهيجة للأنسجة الفرصة للنمو و الانتشار في الأماكن التي كانت تسكنها البكتريا الصديقة بصورة طبيعية قبل أن تهلك مما يؤدي إلى حدوث القلاع و غيره من الأمراض الفطرية و بالمثل فإذا اضطر جهازنا المناعي إلى مقاتلة مرض خطير و كانت الوسائل الدفاعية للجسم ضعيفة فإن ميكروبات الالتهاب الرئوي يمكن أن تنتهز الفرصة و تهاجم مسببة الالتهاب الرئوي.

و كثير من الأمراض بما فيها نزلة البرد تعد من حالات العدوى، فيجب أن تعمل على عدم نشرها لا سيما للأطفال الصغار جدا ً، و للمرضى الآخرين و للمسنين و إن ذلك الصديق المصاب بمرض معدٍ الذي يذهب إلى المستشفى ليزور شخصاً أجريت له جراحة أو سيدة ولدت طفلاً لتوها إنما هو صديق ردئ فاحتفظ بميكروباتك الضارة لنفسك و لا تنشرها للآخرين!

 

هناك استثناءات

 

تستطيع أجسامنا تدمير كل الأشياء الغريبة التي تدخلها، فالطعام على سبيل المثال ضروري للحياة و إن كان يعتبر جسماً غريباً أو ليس من ذات الجسم لذا فإن الجهاز المناعي للقناة الهضمية متأقلم بحيث يمكننا أن نتناول مثل تلك المواد" الغريبة" و ندخلها فيه. فعلى سبيل المثال يمكننا عادة أن نأكل بيضة دون آثار سيئة و لكن إذا تم حقن خلاصتها في مجرى الدم مباشرة فسوف يقوم جهاز المناعة بمهاجمتها فورا ً. و كذلك، من أجل أن نتكاثر، يجب أن يدخل الحيوان المنوي" الغريب" جسم المرأة. لذا فإن ذلك الحيوان المنوي الغريب يجب أن يكون مزوداً في داخله بعوامل أو مواد موضعية مثبطة للمناعة لمنع الجهاز المناعي للمرأة من رفضه أو القضاء عليه و بالطبع فبالنسبة للمرأة الحامل يجب أن يتأقلم جهازها المناعي بأكمله و بدرجة عالية لكي يتيح لجسم الجنين الذي يختلف عن جسمها تماماً الفرصة لكي يعيش في داخلها لمدة تسعة أشهر.
و كثير من البكتريا تعتبر غير صديقة، و لكن ليست كلها، فإن بعضها ضروري لحياتنا و وجودنا اليومي الطبيعي و يؤدي وظائف مهمة لذا فمن المهم للغاية ألا يهاجمها جهازك المناعي فإذا تم تدمير البكتريا المعوية الصديقة بفعل المضادات الحيوية فإننا نكون فريسة لهجوم الفطريات و غيرها من الكائنات الضارة المسببة للأمراض.

إننا حقاً نحتاج إلى تلك البكتريا الصديقة التي تعيش في الأمعاء و على الجلد و في الأغشية المخاطية لدينا لكي نمنع استقرار الكائنات الغريبة الضارة في تلك الأماكن و نمعنها من تغيير تلك البيئة المعيشية لصالحها و ضد صالحنا!

 

المحافظة على السلام

 

علاوة على ما سبق، فعلى مستوى أكثر أهمية، يجب منع حدوث ما يمكن تسميته" الحرب الأهلية" داخل الجسم؛ بمعنى أن جهاز المناعة بالجسم يجب ألا يهاجم خلاياه( و هي مهمة شاقة مع العلم بوجود ملايين الملايين العديدة من تلك الخلايا من أنواع مختلفة متعددة).
و من المهم أيضاً ألا تقوم أسلحتنا المعدة لاستخدامها ضد الغزاة بتدبير وسائل دفاعنا الذاتية من غير قصد إذ يجب تخزين هذه الأسلحة بعناية و تحييدها في وقت السلم.

 

شارك المقالة:
83 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook