قسّم العُلماء سور القُرآن إلى مكّية ومدنيّة، ولكلٍ منهما خصائص ومُميّزات تُميّزُها عن غيرها من السور، أمّا السور المكّية؛ فقد اهتمّت بتأسيس الإيمان في القلوب، وإبطال ما سواه من المُعتقدات الباطلة، كما وذكرت الأدلّة على ذلك، وقد اهتمّت بذكر القواعد العامة في عددٍ من التشريعات؛ كالعبادات، والمُعاملات، والأخلاق وغيرها، وقد فصّلت السور المكّية في ذكر الأنبياء -عليهم السلام- وقصصهم، وبيان دعوتهم، وموقف الناس منها، ويمتاز القُرآن المكّي يمتاز بِقِصَرِ سوره وآياته مع قوةِ بلاغته وإعجازه؛ فقد كان تحديّاً لأهل اللغة العربيّة ولفصاحتهم.
اختلفت أقوال العُلماء في بيانهم لِذكر أوّل ما أنزل الله -تعالى- من القُرآن، وجاءت هذه الأقوال كما يأتي
ذُكِرَ اختلاف العُلماء في بيانهم لأول ما نزل من القُرآن -سابقاً في المقال-، ويُمكن الجمع بين هذه الأقوال؛ فبدايات سورة العلق هي أوّل ما نزل من الآيات، ويا أيُّها المُدثّر هي أوّل ما نزل من أوامر الدعوة، وسورة الفاتحة هي أول ما نزل من السور بكاملها، فاختلافهم كان في هذه السور الثلاث، وقد ذهب معظم العُلماء ومنهم الحافظ السيوطي إلى أنّ سورة العلق لم تنزل كاملة على النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في غار حراء، وبقي الخلاف محصوراً بين سورتيّ الفاتحة والمُدّثر