تتمثّل الحكمة من رمي الجمرات بالاقتداء بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- واتّباع أوامره، وترغيم الشيطان وإغاظته، وتذكّر ما حصل مع إبراهيم -عليه السلام- لمّا أمره الله أن يقوم بذبح ابنه فوسوس له الشيطان واعترضه، فرماه إبراهيم بسبع حصياتٍ، وذكر ابن باز أنّ الحكمة من رمي الجمرات طاعة أوامر الله -تعالى-، فكلّ ما أمر به الله أو نهى عنه لا يكون إلّا لحكمةٍ، وإن لم يعرف المسلم الحكمة من ذلك فعليه اتّباع أمر الله -تعالى- وأمر رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-.
لرمي الجمرات كيفيةٌ محدّد’ٌ؛ إذ ترمى جمرة العقبة يوم العيد ويتم رمي الجمار الثلاث الأولى والوسطى وجمرة العقبة هي الأخيرة في اليوم الحادي عشر؛ وكلّ جمرة تُمى بسبع حصياتٍ، مع التكبير عند كل حصاةٍ، وفي اليوم الثاني عشر يُفعل مثل فعل اليوم الحادي عشر، مع التوجّه إلى الله -تعالى- بالدعاء مع استقبال القبلة والإطالة في الدعاء.
يبدأ وقت رمي جمرة العقبة بعد منتصف الليل، أمّا رمي الجمرات في أيام التشريق فيبدأ وقته بعد زوال الشمس كما بيّن جمهور أهل العلم، وإذا خاف الحاج من الزحام أو المشقّة أو كان مقيّداً بالسفر فلا إثم عليه في الرمي قبل الزوال عن اليوم التالي، والأفضل أن يرمي الحاجّ في اليوم الثاني والثالث بعد الزوال، وأمّا أن يرمي في منتصف الليل عن اليوم التالي فلم يرد في ذلك قولٌ معتمدٌ عن أهل الفقه.
الأصل أنّ على المسلم رمي الجمرات بنفسه إن كان قادراً على ذلك؛ لأنّه لمّا أحرم بالحج توجّب عليه أن يُكمله حتى لو كان متطوعاً، وذكر ابن عثيمين عدم جواز توكيل شخصٍ آخرٍ بالرمي؛ لأنّ الرميّ من أفعال الحج، وفي حال عجز الحاج عن الرمي لعذرٍ ما أو كِبَرِ سنٍ أو ضعفٍ أو في حال خافت المرأة على جنينها؛ جاز في ذلك التوكيل للضرورة.
موسوعة موضوع
العربية
