عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (فُرِضت صلاةُ السَّفرِ والحضَرِ ركعتينِ فلمَّا أقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمدينةِ زِيدَ في صلاةِ الحضَرِ ركعتانِ ركعتانِ وتُرِكت صلاةُ الفجرِ لطولِ القراءةِ) ففي الحديث السابق بيانٌ على أنّ الصلاة عندما فُرضت كانت ركعتين ركعتين، سواءً كانت في السفر أو في الإقامة، ومن ثمّ تمّ زيادة عدد الركعات في الصلوات الخمس في حالة الإقامة وعدم السفر، فأصبحت صلاة الظهر والعصر والعشاء أربع ركعاتٍ بدلاً من ركعتين، وبقيت صلاة الفجر ركعتين؛ من أجل إطالة قراءة القران فيها، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يُطيل القراءة في صلاة الفجر دون باقي الصلوات.
قال الكاساني في كتاب بدائع الصنائع عن عدد ركعات الصلوات الخمس، بأنّها تختلف إذا ما كان الشخص على سفرٍ أم لا، فإذا كان مُقيماً غير مسافرٍ؛ فإنّ عدد الركعات هي سبع عشرَة ركعةً، ركعتين للفجر، وأربعاً للظهر، وأربعاً للعصر، وثلاثةً للمغرب، وأربع ركعاتٍ للعشاء، وأنّ المسلمين عرفوا ذلكَ من الرسول -عليه الصلاة والسلام- حيثَ قال: (صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي)، ولم يرد في القرآن عدد ركعات الصلوات الخمس، حيث كانت كُلّ النصوص عن الصلاة مُجملةً وعامّةً، وزالت عنها هذه الصفة عندما بيّن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عددها، وفي كتاب الأوسط بيّن السنن والإجماع أورد ابن المنذر إجماع العلماء على عدد ركعات الصلاة كما بُيّنت آنفاً.
تنقسم السنن الرواتب إلى قسمين؛ وهما: السنن القبليّة، وهي التي تُصلّى قبل الصلاة المفروضة، والسنن البعديّة؛ وهي التي تُصلّى بعد الصلاة المفروضة، ولصلاة الفجر ركعتان سنّةً قبليّةً دون سنّة بعديّةٍ، أمّا صلاة الظهر فلها ركعتان أو أربع ركعاتٍ قبليّةً واثنتان بعديّةً، ولا توجد أيّ سنّةٍ راتبةٍ لصلاة العصر، ولصلاة المغرب ركعتان سنّةً بعديّةً، وأخيراً فإنّ لصلاة العشاء ركعتان سنّةً بعد الفرض.
موسوعة موضوع