المحتوى

ما الدور الذي لعبه الأخوان غريم في تقدم الأدب والثقافة في ألمانيا؟

الكاتب: يزن النابلسي -

ما الدور الذي لعبه الأخوان غريم في تقدم الأدب والثقافة في ألمانيا؟

 

درس الأخوان غريم في جامعة ماربورغ في ألمانيا لتبدأ بذلك مسيرة حياتية معطاءة هادفة إلى دراسة التاريخ المبكر للغة الألمانية وآدابها والحكايا الشعبية الألمانية. ومع تقدم الحقبة الفكرية والفنية والأدبية المعروفة تحت تسمية "الحقبة الرومانسية" في القرن الثامن عشر في أوروبا، ساد اهتمام خاص في الأوساط الثقافية بالقصص الشعبية التقليدية التي اعتبرها الأخوان غريم نبعاً صافياً نستقي منه تاريخ الأدب الوطني للشعوب. ولذلك فقد نظم الخوان غريم منهجية لجمع القصص الشعبية وتوثيقها، وأصبحت منهجيتهما هذه أساساً للدراسات الفلكلورية في العصور اللاحقة. أصدر الأخوان النسخة الأولى من مجموعتهما القصصية في الفترة بين عامي 1812-1815، ومن ثم جرت مراجعات عديدة استمرت دون انقطاع حتى صدور النسخة السابعة والأخيرة في عام 1857، وبذلك نمت مجموعتهما التي كانت مقتصرة على 156 قصة لتصل إلى ما يزيد عن مئتي قصة كمرآة تعكس الثقافة الأوروبية السائدة في عصرهما. وبالإضافة إلى شغفهما بجمع وتنقيح الحكايا الشعبية، فقد أنتج الأخوان غريم قدراً كبيراً من الأبحاث الأكاديمية اللغوية والأدبية عالية الجودة. وفي عام 1838، بدأ الأخوان العمل على إعداد قاموس تاريخي ضخم للغة الألمانية. هذا وتتمتع العديد من الحكايا الشعبية التي كتبها الأخوان غريم بسمعة عطرة في جميع أنحاء المعمورة، وقد تُرجمت قصصهما إلى أكثر من مئة لغة عالمية، وكانت محور الحبكة القصصية للعديد من الأفلام، مثل فيلم بياض الثلج والأقزام السبعة. ومن أبرز الحكايا الشعبية التي جمعها الأخوان غريم: هانسل وغريتل، وقصة "الأمير الضفدع". وبالمحصلة نجد أن الأخوين غريم كانا عنواناً للنهضة الأدبية الألمانية وقد قدّما نتاجاً وافراً ترك بصمات مميزة على سجل الآداب العالمية.
 
شارك المقالة:
38 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook