ما الذي أبكى الرسول

الكاتب: علا حسن -
ما الذي أبكى الرسول.

ما الذي أبكى الرسول.

 

الرحمة ورقة القلب

تُعرّف الرحمة رة وصف نفسه بالرحمسمّى بها، كما في قوله عز وجل: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) وقد بيّن ابن عباس -رضي الله عنه- أن لغةً على أنها الرِقّة، والمغفرة، والتَّعَطُّفُ،[ومن الجدير بالذكر أن الرحمة من أعظم الصفات، إذ إن الله -تعالى- ذكرها في العديد من آيات القرآن الكريم، فتاالرحمن والرحيم اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر، أي أكثر رحمة، وتارة أخرى وُصف بهذه الصفة العظيمة خيرة عباده، وصفوة خلقه، وهم الأنبياء والرسل، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، حيث جعل الله تعالى هذه الرحمة في قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، مما جعله يلين للمؤمنين، ويعفو عنهم، ويرحمهم، ويتجاوز عن أخطائهم، مصداقاً لقوله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ

بكاء رسول الله يوم بدر

من المواقف التي أبكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عتاب الله -تعالى- له بسبب فداء الأسرى يوم بدر، حيث نزل قوله تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وعندما جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وجد النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يبكيان تحت الشجرة، فقال: (يا رسولَ اللهِ أخبِرْني مِن أيِّ شيءٍ تبكي أنتَ وصاحبُك، فإنْ وجَدْتُ بكاءً بكَيْتُ، وإنْ لم أجِدْ بكاءً تباكَيْتُ لبكائِكما)، فقال عليه الصلاة والسلام: (أبكي للَّذي عرَض عليَّ أصحابُك مِن أخذِهم الفداءَ)، وقد فسّر الإمام القرطبي -رحمه الله- الآية الكريمة التي نزلت يوم بدر، وبيّن أنها نزلت عتاباً للنبي -عليه الصلاة والسلام- ولأصحابه؛ لأنهم أسَروا المشركين يوم بدر

شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook