ما تحتاج معرفته حول الأعراض القلبية

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ما تحتاج معرفته حول الأعراض القلبية.

ما تحتاج معرفته حول الأعراض القلبية.

الجهاز القلبي الوعائي هو محور وظائف أجهزة الجسم الأخرى. يتكون القلب من مضختين تعملان بالتعاقب: مضخة يمنى ذات ضغط منخفض تتلقى الدم الوريدي غير المؤكسج من أوردة الجسم بالأجوفين، فتضخّه إلى الرئتين، ومضخة يسرى ذات ضغط مرتفع تتلقى الدم المؤكسج من الرئتين بالشرايين الرئوية، فتضخّه إلى شرايين الجسم.

تطرأ على القلب أمراض عديدة تصيب صمّاماته أو شرايينه أو عضلته أو تأموره أو الأوعية الدموية المتصلة به. وقد يكون مرض القلب ضمن مرض جهازي عام (مناعي أو خمجي أو استقلابي أو غدّي).

لقد تطورت وسائل استقصاء أمراض القلب؛ ومنها: الصورة الشعاعية للقلب التي تعطي فكرة عن موضع القلب وحجمه وضخامته، وتخطيط كهربائية القلب الذي يبين ضخامة القلب واضطراب نظمه ويظهر احتشاء القلب ونقص التروية والتهاب التأمور واضطراب شوارد الدم. وهناك تخطيط صدى القلب (الإيكو)، وهو إما أحادي البُعد وإما ثنائي البُعد؛ ويفيد في دراسة حجم القلب وحركته ووظيفته الانقباضية وصماماته. ويضاف إلى ذلك تخطيط صدى القلب مع الدوبلر لقياس الجريانات الدموية داخل القلب، ويذكر أيضاً تخطيط صدى القلب عبر المريء الذي يفيد في دراسة الأبهر والتهاب الشغاف ودراسة الصمامات والكتل داخل القلب وخارجه ودراسة الفتحة بين الأذينتين. وهناك تخطيط القلب مع الجهد ويساعد على تشخيص نقص التروية في حالات الألم غير النموذجية. أما القثطرة القلبية فهي تعطي معلومات عن الضغوط في أجواف القلب، وتفيد في دراسة الشرايين الإكليلية وحالة الصمامات والعضلة القلبية.  أما ومضان القلب بعد إعطاء مادة مشعة وقياس كمية الإشعاع فوق القلب؛ فيدرس أجواف القلب وعضلته. وأخيراً يفيد تصوير الشرايين الرقمي المحوسب في دراسة الشرايين الإكليلية والمحيطية.

الاستجواب السريري

على الرغم مما يتوفر من وسائل عديدة متطورة في مجال استقصاء أمراض القلب يبقى الاستجواب السريري المفصل ومعه الفحص الفيزيائي الدقيق عماد التشخيص في أمراض القلب. يتضمن الاستجواب القصة القلبية الوعائية والأعراض القلبية، وهي: الألم الصدري والزلة التنفسية والوذمة والخفقان والغشي والسعال ونفث الدم والوهن والزُّراق والعرج المتقطع. ويتم فيه السؤال عن سوابق المريض كالحمى الرثوية وأمراض الدرق واضطراب النزف وغيرها. كما يُسأل عن السوابق العائلية كاحتشاء القلب وأمراض القلب الولادية، وعوامل الخطورة القلبية كالسكري والضغط والتدخين وارتفاع نسب شحوم البدن والبدانة وقلة الفعالية الفيزيائية.

1- ألم الصدر:

هو العرض الرئيسي في أمراض القلب، ولذا يُسأل عن صفة الألم وشدته وموضعه وانتشاره وزمن حدوثه والعوامل التي تزيد شدته والعوامل التي تخففها والأعراض الأخرى المرافقة له.

ألم قلبي:

نقص تروية قلبية واحتشاء قلب.

ألم وعائي:

تسلخ الأبهر.

ألم الجنب والتأمور:

التهاب التأمور - ذات الجنب - استرواح الصدر - ذات الرئة.

ألم جدار الصدر:

تشنج عضلي - داء المنطقة - انضغاط جذر عصبي صدري- كسر ضلع.

ألم هضمي:

تشنّج مريء - قلس معدي مريئي.

ألم منصفي:

التهاب منصف - لمفومات.

(الجدول1) أسباب الألم الصدري


يوصف ألم خناق الصدر (الذبحة) angina بأنه حس انزعاج في الصدر (حس ثقل أو تشنج أو حرق) يستمر بضع دقائق. ينتشر الألم إلى الطرفين العلويين - ولاسيما الأيسر- وإلى العنق والفك وما بين الكتفين. يحدث الألم عند الجهد، ويخف بالراحة أو وضع حبة نتروغليسرين تحت اللسان، وقد يعقب الانفعالَ أو تناولَ وجبة ثقيلة أو البرد.

أما ألم الصدر في احتشاء العضلة القلبية فهو أكثر شدة وانتشاراً، ويحدث بغض النظر عن الجهد والانفعال. وقد يحصل في أثناء الراحة والنوم، ولا يخف بوضع حبة نتروغليسرين تحت اللسان، ويرافقه تعرق بارد وغثيان أو قياء وهبوط ضغط أحياناً، ويستمر الألم فترة طويلة.

يتصف ألم تسلّخ الأبهر بأنه شديد ممزّق مستمر ينتشر إلى الظهر عند مريض لديه ارتفاع ضغط شرياني.

يتصف ألم التأمور بأنه يعقب خمجاً تنفسياً يزداد بالاستلقاء، ويخف بالجلوس والانحناء إلى الأمام.

أما ألم جدار الصدر فيكون موضَّعاً يزداد بالحركة والسعال والضغط على موضع الألم.

ويرافق ألم الصدر الوظيفي حالة القلق وفرط التهوية الانفعالي المنشأ.

2- الزلَّة التنفسية (ضيق النَّفَس) :dyspnea

هي الشعور بانزعاج في أثناء عملية التنفس. تحدث الزلة عند الأفراد الأسوياء بعد الجهد الشديد، وتعدُّ مرضية إذا حدثت بعد جهد خفيف أو في الراحة.

أمراض القلب:

احتشاء قلب - استرخاء قلب.

أمراض الرئة:

ذات رئة - ربو قصبي - انسداد قصبي.

أمراض الجنب:

ذات الجنب - الريح الصدرية.

جدار الصدر:

ألم عضلي - رضّ ضلعي.

حالات نفسية:

القلق - فرط التهوية.

أسباب وعائية:

صمة رئوية.

(الجدول2) أسباب الزلة التنفسية


تشير الزلَّة الجهدية إلى مرض عضوي كقصور القلب الأيسر، واحتشاء القلب، والداء الرئوي السادّ المزمن. وتشير الزلَّة في أثناء الراحة إلى أنها وظيفية؛ إذا تحسنت على الجهد خاصة. وترافق الزلة الاضطجاعية استرخاء القلب، وتقاس شدتها بعدد الوسادات التي ينام عليها المريض. وتدل الزلة الاشتدادية الليلية على إنذار بحدوث وذمة رئة حادة تالية لقصور قلب أيسر يرافقها تعرق غزير و أزيز (وزيز) wheezing.

تخف الزلَّة في المرض الرئوي المزمن بعد أن يتخلص المريض من مفرزاته القصبية. وتترافق الصمَّة الرئوية وألم صدر وخفقاناً ونفث دم. وإذا خفَّت الزلَّة بالقرفصاء فإنها تشير إلى داء رباعية فالو القلبي الولادي.

3- الوذَمة :edema

هي تجمع سوائل تحت الجلد في الطرفين السفليين خاصة، تزداد مساء في استرخاء القلب، وتكون ثنائية الجانب عادة. وإذا توضعت الوذمة في البطن والطرفين السفليين أشارت إلى تشمع كبد أو قصور قلب شديد.

1- وذمة انطباعية:

أ- ثنائية الجانب:

 

ب- وحيدة الجانب:

 

قصور قلب احتقاني - التهاب تأمور عاصر - تشمع كبد - كُلاء (نفروز) - سوء امتصاص.

التهاب وريد عميق - انضغاط وريدي بعقد لمفية أو كتل.

2- وذمة لا انطباعية:

قصور الدرق - وذمة لمفاوية.

(الجدول3): أسباب الوذمة في الطرفين السفليين

4- الخفقان :palpitation

هو الشعور المزعج بضربات القلب القوية أو السريعة. وتنجم عن تسرعات القلب واضطراب النظم وزيادة حجم الضربة القلبية المرافقة لقصور الصمامات وحالات زيادة نتاج القلب. يراوح النبض في التسرع الجيبي بين 100-140 نبضة/الدقيقة، ويحدثه الجهد والانفعال والحمى وهبوط الضغط. وإذا زاد النبض على 160 نبضة/الدقيقة أشار إلى تسرع قلب اشتدادي فوق بطيني.

5- الغشي :syncope

هو فقد الوعي الناجم غالباً عن نقص تروية في الدماغ. يحدث عادة في أثناء الوقوف إلا في نوبات متلازمة آدامز - ستوكس التي تحدث في أي وضعية كانت.

1- دورانية:

حصار أذيني بطيني مع بطء شديد في القلب - نوب (آدامز- ستوكس) - فرط حساسية الجيب السباتي - تسرعات القلب البطينية - الرجفان البطيني- احتشاء القلب الحاد.

2- وعائية:

هبوط الضغط الفجائي - غشي التبويل في وضعية الوقوف عند الذكور - بعد السعال.

3- دماغية:

نوب الصرع - نقص تروية دماغي.

4- نفسية:

الهستيريا - العُصاب الحاد.

(الجدول4) أسباب الغَشْي

يكون الغشي القلبي سريعاً دون أعراض مسبّقة، في حين تسبق النسمة (الأورة) aura النوبة الصرعية الاختلاجية. يشير الغشي البطيء إلى الوهط الوعائي أو فرط التهوية أو نقص سكر الدم. لا يرافق الغشي الهستيريائي أي تبدلات في الضغط أو النبض، ويرافقه خدر في اليدين والوجه مع زلة تنفسية وقلق حاد. أما الغشي بعد الجهد فيشير إلى تضيق أبهري أو اعتلال عضلة قلبية ضخامي ساد. وهناك الغشي في متلازمة الجيب السباتي الذي يحدث بعد حركة مفاجئة للعنق ووضع ربطة العنق.

6- السُّعال:

هو عرض مهم يرافق أمراض الرئة والقلب. وهو زفير انفجاري يخلّص القصبات من مفرزاتها. ينجم السعال عن أمراض رئوية قصبية التهابية أو تحسسية أو ورمية. أما في أمراض القلب فينجم السعال عن ارتفاع الضغط الوريدي الرئوي، أو وذمة خلالية أو سنخية رئوية، أو بعد احتشاء رئوي. يترافق السعال وقشعاً رئوياً مدمّى في وذمة الرئة الحادة، ويرافقه قشع أبيض في الخمج بالڤيروسات. وإذا رافقت السعال بحّةُ الصوت أشار ذلك إلى توسع أذينة يسرى أو توسّع شريان رئوي ضاغط على المصب الحنجري الراجع.

7- نَفْث الدم :hemoptysis

هو ظهور الدم مع السعال بسبب وذمة رئة حادة أو إصابة بالتدرن أو سرطان الرئة أو توسع القصبات أو الصمّة الرئوية.

8- الزُّراق :cyanosis

هو تغير لون الجلد والأغشية المخاطية، فتصبح ضاربة إلى اللون الأزرق أو الأرجواني الداكن. ويكون الزراق إمّا مركزيّاً بسبب تحويلة من الأيمن إلى الأيسر، كما في بعض أمراض القلب الولادية، أو بسبب خلل في وظيفة الرئة؛ وإما محيطياً بسبب تقبض وعائي جلدي نتيجة نقص نتاج القلب أو التعرض للهواء أو الماء البارد. وإذا توضَّع الزراق في طرف واحد أشار ذلك إلى انسداد وريدي أو شرياني. وإذا توضَّع في اليدين أوحى بحدوث ظاهرة رينو. يزداد الزراق المركزي في استرخاء القلب بالجهد، ويظهر عندما يصل الخضاب المرجع في الشعريات إلى 5-6غ/100مل.

9- العَرَج المتقطع :claudication

يشكو المريض ألماً في الساق أو الفخذ في طرف أو طرفين سفليين بعد مسير مسافة ما بحسب شدة الآفة. ويشير هذا إلى إصابة في الشرايين المحيطية. ويكون المريض مدخناً عادة. وقد تتشارك الحالة ونقص تروية قلبية أو دماغية.

عوامل الخطورة القلبية:

1- ارتفاع شحوم الدم: إن ارتفاع كوليسترول المصل هو أهم سبب لتصلب الشرايين، ولاسيما الكوليسترول الخفيض الكثافة (LDL) كما أن ارتفاع ثلاثي الغليسريد عامل خطورة مهم.

2- التدخين: عامل مهم في تصلب الشرايين القلبية الدماغية والمحيطية، ويرتبط بعدد اللفافات (السجائر) وسنوات التدخين.

3- ارتفاع الضغط الشرياني الانقباضي أو الانبساطي أو كليهما: إن ضبط الضغط ينقص من حدوث الآفات الوعائية وتطورها.

4- الداء السكري: يزيد سوء ضبط السكري من الإصابة بالداء الإكليلي القلبي.

5- قصة عائلية لإصابة قلبية: وهي تزيد من نسبة حدوثها مبكراً، ولاسيما في أقارب الدرجة الأولى.

6- العمر: تزداد نسبة الإصابات القلبية مع تقدم الإنسان في العمر.

7- الجنس: تدل الإحصاءات المتوافرة على أن نسبة إصابات الذكور بالأمراض القلبية الوعائية تفوق نسبة إصابات الإناث بها.

8- نقص النشاط الفيزيائي: تزيد ممارسة الحياة المتسمة بقلة الحركة والنشاط الفيزيائي - كالأعمال المكتبية - من زيادة التعرض للأمراض القلبية.

 

شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook