ما تحتاج معرفته حول الأورام البدئية والانتقالية الخبيثة

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ما تحتاج معرفته حول الأورام البدئية والانتقالية الخبيثة.

ما تحتاج معرفته حول الأورام البدئية والانتقالية الخبيثة.

     إن أورام القلب البدئية الخبيثة نادرة جداً، وتؤلف 25% من الأورام القلبية البدئية. وإن 80% من الأورام الخبيثة هي غَرَنية sarcomas نموها سريع، وتلاحظ انتقالات حين التشخيص في 80% من الحالات. وتشاهد عادة بين من تجاوزوا الأربعين من العمر.

إن الزلّة هي أكثر الأعراض وضوحاً، وقد يراجع المريض بأعراض قصور قلب ناجم عن امتداد الورم ضمن العضلة القلبية. ويشكو بعض المرضى اضطراب نظم أو آلاماً صدرية، كما أن الأعراض العامة من حرارة وتعب وفقد وزن كثيرة المشاهدة.

ويمكن في الصورة الشعاعية للصدر رؤية الكتلة بشكل ظل عقدة أو عدة عقد. أما التشخيص الأكيد فيتم بالاعتماد على الصدى القلبي. وحين الشك في الخباثة يجب إجراء التصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغنطيسي. أما القثطرة القلبية فتجرى للمرضى الذين لديهم كتل داخل الأجواف القلبية، وخاصة حين وجود ورم كبير في الأذينة اليمنى وعمر المريض أكثر من أربعين سنة.

يغلب أن تصل خباثات القلب البدئية إلى حجوم كبيرة قبل كشفها، وقد تنتشر مكانياً أو تسبب انتقالات بعيدة؛ مما يجعل اسئصالها غير متاح. ويمكن هنا اللجوء إلى المداواة الكيميائية أو الإشعاعية أو الاثنتين معاً. وعندما يكون الورم كبيراً ضمن أحد الأجواف القلبية يُستأصل ما يمكن استئصاله لتخفيف الأعراض ثم يلجأ إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

الإنذار سيئ، ومعظم المرضى يتوفون خلال السنة الأولى من اكتشاف الورم.

1- الغَرن الوعائي :angiosarcoma

هو أكثر الخباثات شيوعاً، ويصيب الرجال أكثر من النساء وبأعمار بين 20- 50 سنة. تنشأ 80% من حالات هذا الورم من الأذينة اليمنى وتصل إلى حجوم كبيرة، وتغزو الجوار كالصمام ثلاثي الشرف والشريان الإكليلي الأيمن والأوردة المجاورة والبطين الأيمن، وبالتالي قد تسبب انسداد الصمام ثلاثي الشرف وقصور بطين أيمن، أو انصباباً تأمورياً قد يكون مدمّى.

إن الانتقالات البعيدة إلى الرئة كثيرة الحدوث، ويلاحظ نفث دموي في 10% من الحالات.

يعتمد العلاج على الاستئصال الجراحي للورم مع بعض الأجزاء المصابة التي قد تكون الأذينةَ اليمنى أو الصمام ثلاثي الشرف أو جزءاً من الشريان الإكليلي الأيمن.

تكمن مشكلة هذا الورم في انتقالاته البعيدة للرئة والمخ التي تكون قد حدثت عند التشخيص وليس في الانتشار الموضعي. وهناك بعض الفائدة من العلاج الكيميائي والإشعاعي.

الإنذار سيئ إذ يتوفى 90% من المرضى في مدة تسعة أشهر من تشخيص المرض على الرغم من المعالجة الكيميائية والإشعاعية.

2- الغَرَن العضلي المخطط :rhabdomyosarcoma

يصيب الجنسين، ويمكن أن ينشأ من الأجواف القلبية كلها. وقد يغزو الصمام التاجي والرئوي مسبباً انسدادهما، ويمكن أن ينتشر إلى التأمور مؤدياً إلى حدوث انصباب تأموري.

تُرافق نصفَ الحالات تقريباً أعراضٌ عامة، إضافة إلى العلامات والأعراض القلبية كاضطرابات النظم والوصل والصِّمات الجهازية.

تجعل الانتقالات الموضعية والبعيدة الإنذار سيئاً، ويتوفى معظم المرضى في مدة اثني عشر شهراً بعد التشخيص. وتعتمد المعالجة على استئصال الورم مع المشاركة الدوائية والإشعاعية.

3- الورم المتوسطي :mesothelioma

تنشأ الأورام المتوسطية من التأمور، وتنتشر بشدة، وتؤدي إلى أعراض ناجمة عن انصباب تأموري أو اندحاس. وقد تنتشر إلى العقدة الأذينية البطينية؛ مما يفضي إلى اضطرابات في النقل وموت مفاجئ. ولا يوجد علاج ناجع للأورام المتوسطية، ويتوفى معظم المصابين في مدة ستة أشهر.

4- الغَرَن الليفي :fibrosarcoma

إن الأورام الليفية نادرة جداً، وهي متعددة في 65% من الحالات، ويمكن أن تنشأ من أي من الأجواف الأربعة بالتساوي. وهي تصيب عدة أجواف وتسبب اضطرابات نظم.

5- ورم المُنْسِجات الليفي :fibrous histiocytoma

ينشأ عادة من الأذينة اليسرى مقلّداً الورم المخاطي، كما ينشأ في حالات أقل من البطين الأيسر. ويراجع معظم المرضى الطبيب بسبب نكس ورم تمّ استئصاله سابقاً على أنه ورم مخاطي. لا يسبب هذا الورم عادة انتقالات بعيدة كالغرن الوعائي، بل يمتد إلى الجوار بالانتقال المباشر، ويجب محاولة استئصاله جراحياً إن أمكن.

الإنذار سيئ، ولا يزيد متوسط البقيا بعد التشخيص على اثني عشر شهراً.

6- الورم اللمفي :lymphoma

قد ينشأ هذا الورم بشكل بدئي من القلب والتأمور، أو قد يصيب القلب نتيجة الانتقال من ورم لمفي آخر. يشكو 50% من المصابين أعراضاً عامة مع علامات سريرية لإصابة قلبية.

تسبب هذه الأورام انسداد الأجواف القلبية مع أعراض وعلامات قصور قلب، وتؤدي أحياناً إلى انصباب تأمور.

يجب محاولة الاستئصال الجراحي لإزالة أعراض الانسداد، وأن يتبع ذلك علاج كيميائي وإشعاعي.

7- الغرن العظمي :osteosarcoma

ينشأ عادة من الأذينة اليسرى وتصل أورامه إلى حجوم كبيرة مسببة انسداد الصمامات الأذينية البطينية وأعراض وعلامات قصور قلب.

يستطب الاستئصال الجراحي إذا امتد الورم إلى الأجواف القلبية مسبباً الأعراض.

الأورام الثانوية أو الانتقالية

الخباثات الثانوية هي أكثر حدوثاً بنسبة 20- 40 مرة من الأورام القلبية البدئية. وتأتي أشيع الانتقالات إلى القلب من الرئة، ويلي ذلك سرطان الثدي وابيضاض الدم والأورام اللمفاوية ثم الأورام الوحمية. ومن المألوف أن تصيب الأورام الانتقالية للقلب التأمور والعضلة القلبية والشغاف.

هناك طرق متعددة لانتقال الورم إلى القلب، منها الطريق اللمفاوي للأورام المنتقلة من الرئة أو سرطان الثدي، والطريق الدموي للأورام المنتقلة من ابيضاض الدم أو الأورام الغرنية أو الأورام الوحمية. وقد يحدث الانتقال بالانتشار المباشر من بعض الخباثات كسرطان المريء وسرطان الثدي والأورام اللمفاوية. أما أورام خلف الصفاق- كسرطان الكلية والكبد- فهي تمتد عن طريق الأجوف السفلي إلى الأذينة اليمنى. ويندر أن تكون خباثات القلب الثانوية وحيدة، وتوجد بصفة عامة بشكل بؤر متعددة من الخلايا الورمية.

إن أكثر الأعراض حدوثاً هو انصباب التأمور وإمكان حصول الاندحاس. وإصابة العضلة القلبية أقل مصادفة، وهي عادة غير عرضية ولكنها قد تسبب اضطراب نظم واضطراب وصل حين إصابة الطريق الناقل. أما إصابة الشغاف بالورم فقد تسبب أعراضاً انسدادية للصمامات أو قَلَساً صمامياً.

تكون الصورة الشعاعية للصدر غير وصفية، ويؤكد التشخيصَ التصوير بالصدى، والعلاج الجراحي في هذه الحالة ملطّف. وفي انصباب التأمور الناجم عن الخباثة يجب إفراغ التأمور عن طريق فتحة صغيرة تحت عويكشة القص، ويمكن حقن بعض المواد ضمن التأمور كالتتراسيكلين أو البليومايسين.

ويجب استئصال التأمور في حالة التهاب التأمور العاصر. وقد تفيد المعالجة الإشعاعية في منع تجمع السائل من جديد ضمن التأمور. ويستطب العلاج الجراحي الملطّف في بعض الحالات حينما يسبب الورم انسداداً في مخرج الأجواف القلبية، كما يمكن إشراك العلاج الكيميائي أو الإشعاعي مع الجراحة. وحينما ينتقل الورم من خلال الأجوف السفلي إلى الأذينة اليمنى يستطب الاستئصال الجراحي، والنتائج في هذه الحالة الخاصة جيدة.

 
شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook