تحدث النوبة القلبية، غالبا، عندما تمنع جلطة دموية (Blood clot) تدفق الدم في الشريان التاجي – الوعاء الدموي الذي يوصل الدم إلى جزء من عضلة القلب. عرقلة تدفق الدم إلى القلب قد تؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب، أو حتى إلى تدميرها الكلي.
في الماضي كانت النوبات القلبية تنتهي، في أحيان كثيرة، بالموت. أما اليوم، فغالبية الذين يصابون بنوبات قلبية يبقون أحياء على قيد الحياة، وذلك بفضل الوعي المتزايد لعلامات النوبات القلبية وأعراضها وبفضل تحسين العلاجات وتطويرها.
نمط الحياة العام، الطعام الذي نتناوله، وتيرة النشاط الجسماني الذي نمارسه والطريقة التي نواجه الضغوطات والتوترات بها - جميعها تلعب دوراً هاماً في التعافي من النوبة القلبية. وبالإضافة إلى ذلك، قد يساعد نمط الحياة الصحي في الوقاية ومنع الإصابة بنوبة قلبية أولى، أو بنوبات قلبية متتابعة، وذلك من خلال الحد من عوامل الخطر التي تساهم في تضييق الشرايين التاجية (Coronary arteries)، المسؤولة عن تزويد القلب بالدم.
أعراض النوبة القلبية الشائعة تشمل:
النوبات القلبية لدى النساء يمكن أن تكون مختلفة، أو قد تكون أعراض النوبة القلبية أخفّ من أعراض النوبة القلبية لدى الرجال. وبالإضافة إلى أعراض النوبة القلبية ألمذكورة أعلاه، فإن أعراض النوبة القلبية لدى النساء تشمل أيضا:
لا تظهر أعراض النوبة القلبية نفسها لدى جميع الأشخاص الذين يصابون بنوبة قلبية. وإن ظهرت أعراض النوبة القلبية نفسها، فلا تكون بدرجة الحدة نفسها لدى جميع من يتعرضون للنوبة القلبية. العديد جدا من النوبات القلبية ليست دراماتيكية كتلك التي تظهر على شاشة التلفزيون. لا بل، فإن بعض الأشخاص يصابون بنوبة قلبية دون أن تظهر لديهم أعراض النوبة القلبية على الإطلاق.
ومع ذلك، كلما ظهرت علامات وأعراض أكثر، ازداد احتمال حدوث نوبة قلبية.
والنوبة القلبية يمكن أن تحدث في أي وقت وفي أي مكان - في العمل، أثناء اللعب، وقت الراحة أو خلال الحركة. وهنالك نوبات قلبية تحدث بشكل فجائي، لكن كثيرين من الذين يصابون بنوبة قلبية تظهر لديهم علامات تحذيرية قبل حدوث النوبة بساعات، أيام أو أسابيع.
العلامة الأولى على نوبة قلبية وشيكة قد تكون ألما متكررا في الصدر (ذبحة صدرية - Angina pectoris)، يزداد قوة وحدّة عند بذل جهد جسدي بينما يخفّ عند الخلود إلى الراحة.
الذبحة الصدرية تحدث نتيجة تدفق مؤقت وغير كاف للدم إلى القلب، وهي الحالة المعروفة، أيضا، باسم "نقص التروية القلبية" (نقص تروية عضلة القلب - Myocardial ischemia).
المصطلح الطبي الذي يشير إلى النوبة القلبية هو "احتشاء عضل القلب" (myo :Myocardial infarction - تعني العضل، cardio - تعني القلب و infract - تعني موت الأنسجة، نتيجة لنقص الأكسجين). ومثل أي عضل آخر في الجسم، يحتاج (عضل) القلب إلى إمدادات ثابتة ومستمرة من الدم. بدون الدم، تتضرر خلايا القلب بصورة تؤدي إلى ألم أو ضغط. وإذا لم يتم تجديد إيصال الدم، فقد تموت خلايا القلب. وفي هذه الحالة يمكن أن يتكون نسيج ندبي، بدلا من نسيج القلب النشط. إن تدفق الدم بصورة غير منتظمة أو غير كافية إلى القلب، من شأنه أن يسبب اضطرابا في نَظم القلب، قد يكون مميتا.
اسباب النوبة القلبية هي انسداد في واحد أو أكثر من الشرايين التي تزود القلب بالدم الغني بالأكسجين. هذه الشرايين تسمى "الشرايين التاجية" (Coronary arteries)، وهي تحيط بالقلب مثل التاج. ومع مرور الوقت، تصبح الشرايين التاجية أضيَق، نتيجة لتراكم طبقة من الكولسترول على جدرانها الداخلية. تراكم هذه الطبقة – والتي يطلق عليها اسم شامل هو "اللويحات" (plaques) - في داخل الشرايين في مختلف أنحاء الجسم، يُعرف باسم "التصلـّب العصيدي" (Atherosclerosis).
في حال احتشاء عضل القلب، يمكن أن تتمزق اللويحة (plaque)، مما قد يؤدي إلى تجلط الدم في موقع التمزق. وإذا كانت الجلطة كبيرة نسبيا، فقد تسدّ مجرى الدم في الشريان. والحالة التي تكون فيها الشرايين التاجية مضيّقة نتيجة لتصلب الشرايين، تسمى بمرض التصلب الشرياني (أو: تصلب الشرايين - Arteriosclerosis). ويعتبر مرض تصلب الشرايين من اهم اسباب النوبة القلبية.
من اسباب النوبة القلبية الغير شائعة حصول تشنج (spasm) أو اختلاج (convulsion) في الشريان التاجي، ما يؤدي إلى وقف تدفق الدم إلى جزء من عضل القلب. والسموم، مثل الكوكائين، يمكن أن تسبب تشنجا قاتلا كهذا.
كما إن هنالك عوامل أخرى، تسمى عوامل خطر للشرايين التاجية، تزيد من مخاطر الإصابة بالنوبة القلبية. هذه العوامل تساهم في البناء غير المرغوب فيه للطبقات (تصلب الشرايين) التي تؤدي إلى تضيّق الشرايين في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الشرايين الموصلة إلى القلب.
عوامل الخطر للخُثار (Thrombosis) في الشريان التاجي تشمل:
مضاعفات النوبة القلبية تتعلق، عادة، بالأضرار التي لحقت بالقلب خلال النوبة القلبية. أضرار كهذه يمكن أن تؤدي إلى المشاكل التالية :
قد يكون فشل القلب مشكلة مؤقتة تتعافى تلقائيا، بعد أن يتعافى القلب - في غضون بضعة أيام أو أسابيع - من صدمته المترتبة عن النوبة. ولكن، قد يكون فشل القلب، أيضا، مرضا مزمنا ناجما عن ضرر كبير ودائم لحق بالقلب خلال النوبة القلبية.
في الوضع المثالي، ينبغي على الطبيب أن يبحث، أثناء الفحص الجسدي الروتيني، عن عوامل خطر قد تؤدي إلى الاصابة بنوبة قلبية.
إذا ما أصيب شخص بنوبة قلبية، أو إذا كان يشكّ في أنه يتعرض إلى نوبة قلبية، فينبغي أن تجرى الفحوصات والتشخيص كما في حالة طوارئ. يطلب الطاقم الطبي من المريض وصف الأعراض التي لاحظها، يتم قياس ضغط دمه، بالإضافة إلى النبض ودرجة الحرارة. ثم يتم ربطه إلى مِنْطـَر (Monitor) القلب ويُشرَع على الفور في إجراء الفحوصات، التي يتم بواسطتها تحديد ما إذا كان مصابا بنوبة قلبية، بالفعل.
يصغي الطاقم الطبي إلى دقات القلب وإلى حركة الهواء في الرئتين بواسطة سمّاعة الطبيب (Stethoscope)، يوجه أسئلة حول تاريخ المريض الطبي وحول تاريخ الأمراض القلبية في عائلته. الفحوصات الطبية التي يجريها الطاقم الطبي تساعد في تحديد ما إذا كانت علامات وأعراض، مثل الألم في الصدر أو غيره، تدل على حدوث نوبة قلبية، أو على مشاكل أخرى.
هذه الفحوصات تشمل ما يلي :
إذا كان الشخص قد تعرض في الماضي إلى نوبة قلبية، أو يتعرض لها حاليا، فسوف يتخذ الأطباء خطوات فورية لمعالجة الوضع. وقد يكون من الضروري إجراء الفحوص التالية:
في الأيام أو الأسابيع الأولى ما بعد النوبة القلبية، قد يطلب إجراء اختبارات جُهد. هذه الاختبارات تفحص كيف يستجيب القلب والأوعية الدموية لدى بذل مجهود جسماني.
عند حصول نوبة قلبية يجب اتخاذ الخطوات التالية، على الفور ودون أي تأخير:
وقد تسبب النوبة القلبية، في دقائقها الأولى، حالة من الرجفان البُطينيّ (Ventricular fibrillation) أي، ارتجاف (رَجَفان) القلب عبثا ودون جدوى. والرجفان البطيني الذي لا تتم معالجته فورا يؤدي إلى الموت المفاجئ. وقد يشكل استخدام مُزيلُ الرَّجَفان (Defibrillator) الخارجي الاوتوماتي (AED) الذي يعيد القلب إلى نَظمه (إيقاعه) الطبيعي، بواسطة الصدمة الكهربائية، علاجا مناسبا وناجعا في حالات الطوارئ، حتى قبل وصول المصاب بالنوبة القلبية إلى المستشفى.
أدوية:
في كل دقيقة تمر بعد حدوث النوبة القلبية، يزداد، أكثر فأكثر، عدد الأنسجة التي لا تحصل على الأكسجين اللازم بشكل طبيعي ومنتظم الأكسجين، مما يؤدي إلى تضررها أو تلفها التام وموتها. الطريقة الرئيسية لوقف الضرر في الأنسجة تكمن في الإصلاح السريع للدورة الدموية، بحيث يعاود الدم تدفقه ووصوله إلى مختلف الخلايا، الأنسجة والأعضاء في الجسم.
الأدوية لمعالجة النوبة القلبية تشمل:
عمليات جراحية وتدابير أخرى:
بالإضافة إلى المعالجة بالأدوية، قد تكون هنالك حاجة إلى أحد الإجراءين التاليين لمعالجة النوبة القلبية:
-طُعْمُ مَجازَةِ الشِّرْيانِ التَّاجِي - (Coronary artery bypass graft / surgery)
الغرض من العلاجات الطارئة للنوبات القلبية هو تجديد تدفق الدم وإنقاذ أنسجة القلب من التلف والدمار. أما الغرض من العلاجات ما بعد النوبة القلبية فهو تسريع وتعزيز تعافي القلب وشفائه ومنع حدوث نوبة قلبية أخرى.
ليس متأخرا، أبدا، اتخاذ إجراءات وتدابير تقي من النوبة القلبية وتمنع حدوثها. ويمكن القيام بذلك، أيضا، حتى بعد حدوث النوبة القلبية. ولقد أصبحت المعالجة الدوائية جزءا أساسيا وهاما جدا في تقليل أخطار الإصابة بنوبة قلبية، من جهة، وفي مساعدة ودعم القلب الذي أصيب لكي يعود إلى أداء أفضل، من جهة ثانية. كما تلعب العادات ونمط الحياة، أيضا، دورا مصيريا حاسما في الوقاية من النوبات القلبية، منع حدوثها، أو التعافي والشفاء منها.
الأدوية:
ينصح الأطباء، على وجه العموم، بالعلاجات الدوائية للأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية، أو للأشخاص المعرضين، بدرجة عالية، لخطر الإصابة بنوبة قلبية.
الأدوية التي تساعد على تحسين أداء القلب، أو التي تقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية، تشمل:
نمط الحياة:
لنمط الحياة تأثير حاسم على القلب. لذلك، فإن اتخاذ الخطوات التالية من شأنه أن يساعد ليس فقط في الوقاية من النوبات القلبية، إنما أيضا في التعافي والشفاء من نوبات قلبية حصلت: