على الرغم من أن أمراض القلب غالبًا ما تعتبر مشكلة بالنسبة للرجال، ألا إن عدد النساء المتوفيات بسبب أمراض القلب يفوق عدد الرجال كل عام. يتمثل أحد التحديات في اختلاف بعض أعراض أمراض القلب لدى النساء عن الأعراض التي يعاني منها الرجال. لحسن الحظ، يمكن للمرأة أن تتخذ خطوات لفهم أعراض أمراض القلب الفريدة بها وتبدأ في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
أكثر أعراض الأزمة القلبية شيوعًا لدى النساء هو نوع من الألم أو الضغط أو عدم الراحة في الصدر. ولكنه لا يكون ذلك شديدًا دائمًا أو حتى ضمن الأعراض الأكثر وضوحًا، خاصة لدى النساء. وأحيانًا، قد تصاب المرأة بنوبة قلبية دون الشعور بآلام في الصدر. النساء أكثر عرضة من الرجال لأعراض الأزمة القلبية التي لا علاقة لها بألم الصدر، مثل:
يمكن أن تكون هذه الأعراض طفيفة بدرجة أكبر من الألم الواضح الضاغط في الصدر والذي غالبًا ما يرتبط بالأزمات القلبية. قد تصف النساء ألم الصدر على أنه ضغط أو ضيق. هذا لأن النساء عرضة بشكل أكبر للإصابة بانسداد ليس فقط في الشرايين الرئيسية ولكن أيضًا في الشرايين الصغيرة التي تغذي القلب بالدم وهي حالة يطلق عليها مرض القلب بالأوعية الدموية الدقيقة أو مرض الأوعية الدقيقة التاجية.
قد تحدث الأعراض لدى النساء غالبًا أثناء الاسترخاء أو حتى أثناء النوم. الضغط النفسي قد يؤدي أيضًا إلى أعراض الأزمة القلبية لدى النساء.
معظم النساء يذهبن إلى غرف الطوارئ بعد تضرر القلب بالفعل لأن الأعراض ليست مشابهة للأعراض المرتبطة عادة بالأزمة القلبية، ولأن النساء قد يتهاون في الاهتمام بالأعراض. لذلك، ففي حالة المعاناة من هذه الأعراض أو الاشتباه في الإصابة بأزمة قلبية، يجب طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور. كما يجب عدم القيادة بنفسك إلى غرفة الطوارئ إلا إذا لم يكن لديك أي خيارات أخرى.
على الرغم من أن عوامل الخطر التقليدية لأمراض الشريان - مثل ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والسمنة - تؤثر على النساء والرجال، ألا إن عوامل أخرى قد يكون لها دور أكبر في الإصابة بأمراض القلب لدى النساء. على سبيل المثال:
لا، فالنساء الأقل من 65 عامًا، وخاصة اللاتي لديهن تاريخ مرضي عائلي من الإصابة بأمراض القلب، بحاجة إلى إيلاء اهتمام بالغ بعوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. يجب على النساء من جميع الأعمار أن يتخذن أمراض القلب على محمل الجد.
توجد عدة تغييرات في نمط الحياة يمكن تنفيذها للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب:
يلزم أيضًا تناول الأدوية الموصوفة على نحو ملائم، مثل أدوية ضغط الدم وأدوية منع تجلط الدم والأسبرين. كما يلزم المزيد من التحكم في الحالات المرضية الأخرى التي تمثل عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وداء السكري.
بشكل عام، يجب ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة، مثل المشي بخطى سريعة لمدة 30 إلى 60 دقيقة معظم أيام الأسبوع. إذا لم تتمكني من ممارسة التمرين بالكامل في جلسة واحدة، فمن الأفضل تقسيم النشاط البدني إلى عدة جلسات تتراوح كل منها بين 10 إلى 15 دقيقة. وستحظى بالفوائد الصحية للقلب ذاتها. حتى بعض الأبحاث أثبتت أن القليل من التمارين المكثفة للغاية، مثل الركض لفترة قصيرة في منتصف السير على الأقدام، قد يكون وسيلة فعالة لزيادة التمثيل الغذائي. وهذا قد يساعد في الحفاظ على وزنك، مما يساعد بدوره في الحفاظ على صحة القلب.
كما توجد تغييرات صغيرة أخرى يمكن تنفيذها لزيادة النشاط البدني على مدار اليوم. يمكنك صعود درج السلالم بدلاً من المصعد، والمشي أو ركوب الدراجة للتنقل أو ممارسة بعض تمارين البطن أو الضغط أثناء مشاهدة التلفزيون.
يختلف الوزن الصحي من شخص لآخر، لكن وجود مؤشر طبيعي لكتلة الجسم (BMI) هو أمر مفيد. هذا الحساب يساعدك على معرفة ما إذا كان لديك نسبة صحية أو غير صحية من الدهون في الجسم. مؤشر كتلة الجسم البالغ 25 أو أعلى يمكن أن يمثل زيادة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
يعتبر محيط الخصر أيضًا أداة مفيدة لقياس ما إذا كان الفرد بدينًا أم لا. وتعتبر النساء تعاني من فرط الوزن إذا كان مقياس خصرهن أكبر من 35 بوصة (89 سم).
فقدان الوزن ولو بمقدار بسيط يمكن أن يساعد في تخفيض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بداء السكري - وكلاهما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
علاج أمراض القلب لدى النساء والرجال متشابهة عمومًا. ويعتبر رأب الوعاء وتركيب دعامة من طرق العلاج الفعالة الشائع استخدامها لعلاج الأزمات القلبية للرجال والنساء. ومع ذلك، تقل إمكانية استفادة النساء اللواتي لم يصبن بألم الصدر المعتاد من هذا الخيارات التي تنقذ الحياة.
وإذا كانت أعراض القلب لدى المرأة ناجمة بصورة رئيسية من مرض الأوعية الدقيقة التاجية، فإن رأب الوعاء وتركيب دعامة قد لا يكون خيار العلاج الأكثر فعالية.
تشجع المبادئ التوجيهية الواردة من جمعية القلب الأمريكية (AHA) النساء على أن يكن أكثر مرعاة لتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لديهن. بالنسبة لبعض النساء، هذا يشمل تناول الأسبرين يوميًا. ولكن بالنسبة للنساء المعرضات لخطورة منخفضة للإصابة بأمراض القلب ممن تقل أعمارهم عن 65 عامًا، فلا ينصح بالاستخدام الروتيني للأسبرين يوميًا.
وتوصي المبادئ التوجيهية الواردة من جمعية القلب الأمريكية بتناول النساء في أي عمر لجرعة تتراوح بين 75 و325 ملليجرامًا من الأسبرين يوميًا في حالة إصابتهن بداء السكري أو في حالة الإصابة بالفعل بمرض في القلب. كما توصي جمعية القلب الأمريكية أيضًا بأنه يمكن النساء اللاتي تجاوزن أكثر من 65 عامًا الاستفادة من تناول الأسبرين يوميًا بجرعة مقدراها 81 ملليجرام إذا تم ضبط ضغط الدم وكان خطر النزيف الهضمي منخفضًا. ويمكن أيضًا إعطاء الأسبرين للنساء العرضة للخطر الأصغر سنا من 65 عامًا للوقاية من السكتة الدماغية.
ولكن، لا تتناولي الأسبرين للوقاية من أمراض القلب من تلقاء نفسك، بل يلزم استشارة الطبيب حول مخاطر وفوائد تناول الأسبرين وفقًا لعامل الخطورة الفردي.