ضغط الدم هو القوة التي يشغلها سائل الدم على الأوعية الدموية، وهو مقياس لقوة تدفق الدم وقدرته على تغذية أنسجة الجسم المختلفة. بالإمكان أن يؤثر عدد من الوضعيات على ضغط الدم.
انخفاض ضغط الدم الانتصابي او انخفاض ضغط الدم الوضعي، هو حالة تحصل عند القيام من وضعية الاستلقاء أو الجلوس، حيث ينخفض ضغط الدم. من الممكن أن يكون هذا الانخفاض طفيفا ويؤدي لشعور بسيط بالدوار لبضع ثوان، أو من الممكن أن يكون أشد وطأة ويؤدي لحالة من الإغماء. هذا الأمر من الممكن أن يصيب أي شخص، إلا أنه منتشر بشكل ملحوظ لدى كبار السن.
عندما يكون انخفاض ضغط الدم طفيفا، لا حاجة لأي علاج خاص، وبالإمكان الاكتفاء بالمتابعة والمراقبة وبتغيير العادات المتبعة. أما في الحالات الشديدة، عندما تستمر حالة الدوار لفترة طويلة، وخصوصا عندما تكون مصحوبة بفقدان الوعي، فتكون هنالك حاجة لفحص جذري بحثا عن السبب الذي يؤدي لانخفاض ضغط الدم عند الوقوف.
تظهر علامات المرض بعد الانتقال من وضعية الجلوس إلى وضعية الوقوف بوقت قصير، وبحدّة أكبر عندما نقف من وضعية الاستلقاء. تستمر أعراض الضغط المنخفض لبضع ثوان أو حتى دقائق، وهي تشمل الأمور التالية:
بشكل عام، هذه الأعراض منتشرة كثيرا، ومن شأنها أن تظهر لدى أي شخص عند الوقوف بعد الإصابة بالجفاف، انخفاض مستويات السكر، انخفاض ضغط الدم، والمكوث طويلا في حمام ساخن. لكن، عندما تظهر هذه الأعراض بفترات متقاربة ولمدة طويلة في كل مرة، من الواجب إجراء فحص لمعرفة الأسباب، نظرا لأنها من الممكن أن تكون خطيرة.
عندما نقف، تتسبب الجاذبية بتجمع سائل الدم في القدمين. لهذا السبب تنخفض كمية الدم العائدة إلى القلب عبر الدورة الدموية، ولذلك فإن القلب أيضا يقوم بضخ كمية دم أقل إلى الجسم، مما يؤدي لانخفاض ضغط الدم. في الحالات الطبيعية، هنالك خلايا خاصة موجودة بالقرب من القلب والأوعية الدموية الموجودة في العنق، تقوم باستشعار انخفاض ضغط الدم وتتسبب بازدياد نبض القلب وانقباضه، وكذلك بانقباض الأوعية الدموية. بهذا الشكل، يرتفع الضغط فورا من جديد وتزداد كمية الدم المتدفقة في الدورة الدموية. هكذا يعوّض الجسم نفسه عن كمية الدم التي تجمعت في الرجلين.
عوامل الخطر للإصابة بانخفاض ضغط الدم عند الوقوف:
على الرغم من أن انخفاض ضغط الدم عند الوقوف لا يسبب أية مضاعفات أو تعقيدات في العادة، إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى السقوط في بعض الأحيان، الأمر الذي بامكانه ان يؤدي، لدى الكبار بالسن، الى كسور في العظام. كما أظهرت الأبحاث أن الانخفاض المتكرر في ضغط الدم قد يكون عامل خطورة يؤدي للإصابة بالنوبات الدماغية، أو قد يسبب تراجعا بالأداء الدماغي حتى لو لم تحصل النوبة.
يتمحور الفحص حول التأكد من وجود انخفاض بضغط الدم عند الوقوف وسبب هذا الوضع. تتضمن الفحوص التي يتم إجراؤها: قياس ضغط الدم خلال الجلوس وخلال الوقوف، فحص مستويات السكر والهيموجلوبين في الدم، فحص تخطيط القلب الإلكتروني (ECG) وتخطيط صدى القلب (Echocardiography) من أجل تشخيص اضطرابات نبض القلب أو الاضطرابات البنيوية في القلب، valsalva - وهو اختبار يفحص أداء المنظومة المسؤولة عن تنظيم ضغط الدم، كذلك بالإمكان الاستعانة بجهاز الـ"هولتير" الذي يراقب أداء القلب وضغط الدم على مدار 24 ساعة.
أولا، يجب معالجة السبب الرئيسي للمشكلة، بحيث إن كان السبب هو الجفاف، فلا بد من التشديد على شرب الكثير من الماء، أما إن كانت الأدوية هي السبب، فيجب القيام بملاءمة حجم جرعات الدواء للحالة، وما شابه.
عند الحديث عن انخفاض بسيط بضغط الدم عند الوقوف، من الممكن الاكتفاء ببعض الإرشادات الوقائية المذكورة أدناه.
أما عند هبوط ضغط الدم عند الوقوف بشكل شديد وحاد، ولا يختفي بعد شرب كميات كافية من الماء أو بعد الوقوف ببطء، فمن الممكن استخدام الجوارب المطاطة (الضاغطة) التي تمنع تراكم الدم في الرجلين عند الوقوف. أما إذا استمرت الحالة على ما هي عليه، فعندها تكون هنالك حاجة للعلاج الدوائي.