ما تحتاج معرفته عن رضوض القلب النافذة

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ما تحتاج معرفته عن رضوض القلب النافذة.

ما تحتاج معرفته عن رضوض القلب النافذة.

تعدُّ رضوض القلب النافذة من الأسباب المهمة للوفيات في المدن، وتقدَّر نسبة الوفيات قبل الوصول إلى المستشفى بـ 70-80%. وهي تسبب طيفاً واسعاً من الإصابات التشريحية مثل: تمزق الشرايين الإكليلية، وتمزق العضلة القلبية، وفتحة بين البطينين أو الأذينتين، وقصور الصمامات، واضطرابات النقل، ونواسير بين الأبهر والشرايين الإكليلية، ونواسير بين البطينات والشرايين الأكليلية.

إن أكثر أجزاء القلب إصابة هو البطين الأيمن (35%) والبطين الأيسر (25%)، تليهما الأذينة اليمنى ثم اليسرى. وتشاهد إصابة عدة أجزاء في ثلث الحالات، وقلّما تحدث إصابة الأذينات وحدها. وقد ترافق الإصابات في 50% من الحالات تقريباً إصاباتٌ في البطن.

المظاهر السريرية:

يجب أن يوضع احتمال إصابة القلب لدى أي مصاب بجرح نافذ في الرقبة أو الصدر أو أعلى البطن. وتعتمد الأعراض على شدة النزف وفيما إذا سبب اندحاس القلب أو نزفاً داخل الصدر، وعلى نوعية الإصابات المرافقة في القلب أو مجاوراته.

ويجب أن تتبادر إلى الذهن إصابة القلب إذا كان لدى المريض هبوط ضغط لا يتحسن بإعطاء السوائل، وخاصة إذا رافقه انتباجُ أوردة الرقبة (اندحاس). وقد يصل المصاب إلى المستشفى فاقد الوعي وبنبض غير مجسوس، وضغط لا يقاس، أو يكون مصاباً بهياج مع زلة تنفسية. وإذا رافق الإصابةَ تمزق التأمور حدث لدى المصاب هبوط ضغط مع خفوت الأصوات التنفسية. وتظهر صورة الصدر انصباب جنب من دون انتباج أوردة الرقبة.

توقف القلب أو تدهور الحالة السريرية السريع:

إن المريض الذي يصل إلى قسم الإسعاف فاقد الوعي أو في حالة نصف فقد الوعي، وبضغط لا يمكن قياسه، أو في حالة صدمة شديدة؛ يجب أن يُعدَّ مريضاً لديه إصابة قلبية.

إذا لم يستجب المصاب للإنعاش بنقل السوائل والتنبيب وتفجير الصدر، يجب إجراء فتح الصدر بشق أمامي جانبي أيسر في غرفة الإسعاف لإزالة الاندحاس والسيطرة على مكان النزف. وإذا كان القلب متوقفاً فمن الواجب إجراء تمسيد القلب باليد. ومن الممكن تصحيح بعض الحالات في غرفة الإسعاف، وإلا وجب نقل المصاب إلى غرفة العمليات.

المصاب في حالة غير مستقرة:

إذا كانت الحالة السريرية غير مستقرة مع إصابة نافذة جانب القلب، يجب اللجوء إلى إنعاش المصاب بإعطاء السوائل ووضع أنبوب تفجير الصدر إذا كان هناك استرواح صدر أو انصباب جنب. أما في ازدياد تدهور الحالة السريرية - وخاصة في استمرار النزف من أنبوب تفجير الصدر- فيجب نقل المريض إلى غرفة العمليات. وإذا تم تشخيص الاندحاس وجب تفريغ التأمور بشق تحت العويكشة.

المصاب في حالة مستقرة:

يجب هنا إجراء صورة الصدر لتشخيص انصباب الجنب. وفي حال وجود هذا الانصباب يجب تفجير الصدر. وتعتمد الحاجة إلى فتح الصدر على كمية الدم الموجودة في الجنب وعلى استمراريته. أما إذا وجد توسع في المنصف فيتجه الشك إلى إصابة أحد الأوعية. وتبين صورة الصدر أيضاً الأجسام الأجنبية التي لا تزال موجودة ضمن الصدر.

وحين تشخيص انصباب التأمور يمكن الاستقصاء بشق تحت العويكشة ضمن غرفة العمليات.

الطلقات المستقرة:

قد تستقر الطلقة ضمن المنصف أو في أحد أجواف القلب حرة، أو تكون ضمن جدار القلب أو ضمن التأمور، ويمكنها أن تسبب التهاب شغاف أو لانظميات. ويحتمل في الطلقة المستقرة ضمن الأجواف اليمنى أن تنطلق إلى الرئة مسببة صِمَّة رئوية أو خُراج رئة. أما الطلقة التي تستقر في الأجواف اليسرى فقد تنطلق مسببة صِمَّات جهازية. وإضافة إلى ذلك، يعاني المصاب بطلقة مستقرة ضمن القلب قلقاً شديداً.يجب البحث عن الطلقة المستقرة في الصدر أو القلب حين فتح الصدر لتصحيح الإصابات. أما إذا لم يتم تصوير الصدر قبل الجراحة الإسعافية فمن المألوف أن تبقى الطلقة في مكانها. وينطبق هذا أيضاً على الطلقات الصغيرة التي لا يمكن مشاهدتها في أثناء الجراحة، وخاصة إذا كانت ضمن العضلة القلبية أو ضمن أحد الأجواف. ويتم التداخل الجراحي إذا سببت الطلقة أعراضاً عند المصاب، أو إذا كانت ضمن أحد أجواف القلب لمنع حدوث المضاعفات.

شارك المقالة:
81 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook