ما تحتاج معرفته فبما يخص فشل القلب الاحتقاني

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ما تحتاج معرفته فبما يخص فشل القلب الاحتقاني.

ما تحتاج معرفته فبما يخص فشل القلب الاحتقاني.

 فشل القلب الاحتقاني هو عدم قدرة القلب على ضخ ما يكفي من الدم إلى أنسجة الجسم. هذه مشكلة خطيرة في العالم الغربي، إذ تصيب في الغالب السكان البالغين. نحو 6 ٪  - 10 ٪ من السكان في سن 65 وما فوق  يعانون من  فشل القلب الاحتقاني.  وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في معدلات الاستشفاء (الرقود في المستشفى) والوفيات، على الرغم من الابتكارات والتجديدات في مجال العلاج.

من المتبع، اليوم، تصنيف  فشل القلب الاحتقاني وفقا لأربع درجات من الحدة والخطورة:

درجة أ - تشمل الأشخاص الذين لم يحصل لديهم ضرر في القلب، بعد، لكنهم معرضون بدرجة عالية لحصول الضرر في القلب. على سبيل المثال: المرضى الذين يعانون من فرط ضغط الدم (Hypertension), من داء قلبي تصلبي عصيدي (Atherosclerotic heart disease)  أو من مرض السكري (Diabetes).

درجة ب - تشمل المرضى الذين يعانون من ضرر في القلب، لكن بدون ظهور أعراض المرض، بعد. مثل: المرضى الذين أصيبوا بنوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب - Myocardial infarction), والمرضى الذين يعانون من خلل في الصمامات أو من توسع البطين الأيسر.

درجة ج - تشمل المرضى الذين يعانون من أعراض.

درجة د - تشمل المرضى الذين يعانون من مرض متقدم ونهائي لا شفاء منه.

خلل متقدم في عمل البطين الأيسر.  تبدأ الإصابة بضرر في عضلة القلب ويستمر في عملية متقدمة من التغير المستمر في شكل القلب (إعادة هيكلة - Remodeling). ومن ذلك، فإن عضلة القلب تتكثف خلال محاولة تخفيف توتر الجدار، ثم يتوسع البطين ويصبح شكل القلب مستديرا. هذا المسار يسبق ظهور الأعراض بعدة أشهر، وحتى بسنوات.

أعراض فشل القلب الاحتقاني

الاعراض الرئيسية لفشل القلب الاحتقاني

الاعراض الرئيسية لفشل القلب الاحتقاني هي: ضيق التنفس والإرهاق اللذين يحدان من قدرة الجسم على العمل، وخاصة عند بذل الجهد, وتؤثر في سير الحياة اليومية للمريض وجودتها.

ويحصل احتباس للسوائل يسبب تورما في أنحاء مختلفة من الجسم.  في حالة الفشل في البطين الأيمن من القلب هناك ميل لتجمع السوائل في الساقين، في الكبد، في المعدة وفي أوردة الرقبة. وفي المقابل، فإن المرض في البطين الأيسر يسبب تجمع السوائل في الرئتين، مما يؤدي إلى ضيق التنفس وصولا إلى الوذمة الرئوية (Pulmonary edema).

الشكاوى الشائعة هي: ضيق التنفس عند الاستلقاء والحاجة إلى إضافة الوسائد للنوم. أحيانا، يوصى المرضى بالنوم جلوساً لمنع ضيق التنفس الذي يوقظ من النوم, والقيام للتبول في الليل.

تصنيف رابطة  نيويورك للقلب -  (NYH - New York Heart Association) إلى درجات فشل القلب الاحتقاني، والذي يقاس حسب مستوى الجهد الذي يسبب الأعراض:

الدرجة  I– تظهر الأعراض عند بذل جهد شديد فقط، كما هو الحال لدى إنسان معافى.

الدرجة II -  تظهر الأعراض بعد بذل جهد عادي.

الدرجة III- تظهر الأعراض بعد جهد طفيف.

الدرجة IV- تظهر الأعراض في وقت الراحة.

أسباب وعوامل خطر فشل القلب الاحتقاني

 العوامل المسببة لفشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure)

قد تكون العوامل المسببة مرتبطة  بضرر بنيوي أو بخلل وظيفي، أي, خلل في قدرة البطين على الامتلاء وضخ الدم.  حوالي ثلثي الحالات تحدث نتيجة أمراض القلب التاجية.

 وثمة عوامل أخرى مسببة من بينها: فرط ضغط الدم, خلل في الصمامات، سموم تؤذي عضلة القلب، التهاب عضلة القلب (Myocarditis)، اضطراب في عمل الغدة الدرقية. كما أن هنالك حالات لا يوجد لها سبب واضح.

تشخيص فشل القلب الاحتقاني

تشخيض  فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure)

يستند التشخيص على التاريخ الطبي والفحص البدني، بما في ذلك أسئلة حول أعراض مثل الضعف، ضيق التنفس أثناء الاستلقاء، ضيق التنفس في الليل، الاستيقاظ في الليل للتبول. من المهم تحديد السبب المباشر الذي أدى إلى نشوء فشل القلب الاحتقاني.

عندما يتفاقم المرض يجب محاولة تحديد سبب اختلال التوازن، مثل تناول الملح، حصول أزمة قلبية أو اضطراب في نظم القلب، ارتفاع ضغط الدم,  خلل في عمل الغدة الدرقية، الحمى أو التلوث (التهاب) الحاد، فقر الدم  وعدم الاستجابة للعلاج الدوائي.

يشمل الفحص البدني الاستماع إلى أصوات نفخات (Murmur) في القلب، قياس نظم (معدل ضربات) القلب ، قياس الوزن يوميا، إجراء فحص للكشف عن تجمع سوائل في الرئتين ، احتقان في أوردة الرقبة ووذمات في الساقين.

وثمة فحص آخر هام جدا للتشخيص هو تخطيط صدى القلب (Echocardiography)، الذي يوضح مبنى القلب وأداءه.

علاج فشل القلب الاحتقاني

علاج  فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure)

يهدف العلاج إلى منع الإصابة بالمرض لدى المرضى الذين لم تظهر الأعراض لديهم، بعد. أما بالنسبة للمرضى الذين قد ظهرت الأعراض لديهم، فإن العلاج يهدف إلى: منع تطور المرض، تخفيف الأعراض، تحسين جودة الحياة ومنع الوفاة.

وأما بالنسبة إلى المرضى المعرضين بدرجة عالية لخطر الإصابة  بفشل القلب الاحتقاني فإن معالجة عوامل الخطر يقلل من احتمالات نشوء المرض. هنالك ضرورة ملحة لمعالجة فرط ضغط الدم، المستويات المرتفعة من الدهون في الدم، وتجنب التدخين وتناول المشروبات الكحولية ومعالجة اضطرابات الغدة الدرقية.

يوصى بالحد من تناول الملح. المرضى الذين يعانون من داء قلبي تصلبي عصيدي، من السكري أو من فرط ضغط الدم - يوصى بمعالجتهم بواسطة الأدوية المثبطة للإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (Angiotensin Converting Enzyme Inhibitor -  ACEI).

المرضى الذين يعانون من ضرر في بنية القلب، مثل المرضى الذين أصيبوا باحتشاء عضل القلب، يوصى بمعالجتهم بواسطة مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACEI) وحاصرات بيتا. هنالك حاجة إلى مراقبة دورية لأعراض وعلامات المرض.

المرضى الذين تظهر لديهم أعراض يحتاجون إلى المراقبة والمتابعة الوثيقتين. من الضروري الحد من تناول الملح، قياس الوزن يوميا لتعقب احتباس السوائل، إعطاء لقاح مضاد للإنفلونزا ولجرثومة العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae).

المعالجة الدوائية: معظم المرضى يحتاجون إلى دمج عدة أدوية معا. يستند العلاج على الأدوية المدرة للبول (Diuretics) والأدوية التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية. الأدوية العلاجية الرئيسية هي: مدرات البول، مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، حاصرات بيتا، وفي بعض الأحيان الديجيتال (مجموعة من الأعشاب الطبية المقوية للقلب - Digitalis).

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين تخفف من حدة الأعراض، تمنع عملية تغيير شكل القلب وتخفض من معدل الوفيات. وقد ثبت أن مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات بيتا تحسن من توقعات سير المرض (Prognosis) على المدى الطويل. الديجوكسين  يقلل من الأعراض ويزيد من القدرة على تحمل الجهد.

وقد أظهرت الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة أن مثبطات الألدوستيرون (الهرمون الحافظ للملح – Aldosterone)، مثل الألدكتون (Aldactone)، تقلل بشكل كبير من معدل الوفيات من جراء فشل القلب الاحتقاني.

المرضى الذين يعانون من علة انتهائية لا شفاء منه (Terminal illness) مع ظهور الأعراض خلال وقت الراحة, أيضا، يحتاجون في بعض الأحيان إلى تناول أدوية لتوسيع الأوعية الدموية، مثل النترات (Nitrate) بالتسريب في الوريد (Intravenous Infusion)، أدوية مؤثرة في التقلص العضلي (Inotropic) تحسن انقباضات القلب ويتم إعطاؤها بالتسريب في الوريد، ناظمة لعمل البطينين, عملية جراحية لزرع القلب أو العلاج في إطار مأوى لرعاية المحتضرين (Hospice).

 

شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook