ما تحتاج معرفته فيما يخص التسرع الاشتدادي فوق البطيني

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ما تحتاج معرفته فيما يخص التسرع الاشتدادي فوق البطيني.

ما تحتاج معرفته فيما يخص التسرع الاشتدادي فوق البطيني.

يعدُّ أكثر أنواع التسرعات الاشتدادية انتشاراً، ويحدث عموماً في غياب مرض قلب بنيوي. تبدأ النوبة على نحو مفاجئ، وتستمر من دقائق إلى ساعات، وربما أطول من ذلك.

تبلغ سرعة القلب فيه عادة بين 160-220 ضربة/د، وهو منتظم بصفة عامة، وتختلف موجة P في شكلها عما هي في النظم الجيبي، وتكون مختبئة في المركّب QRS. وقد يبدو المريض لاعرضياً، كما قد يشكو خفقاناً أو ألم صدر خفيفاً أو ضيق نَفَس.

إن الآلية الأكثر شيوعاً في إحداثه هي عودة الدخول حيث تشمل دائرة عودة الدخول طريقين: أحدهما بطيء والآخر سريع، وذلك داخل العقدة الأذينية البطينية.

العلاج: يندر حدوث تأثيرات خطرة في حال غياب مرض قلب، وتتراجع معظم النوب على نحو تلقائي. ويُلجأ إلى إنهاء الهجمة سريعاً في حال وجود استرخاء قلب أو غشي أو ألم خناقي، أو عند وجود مرض قلبي ولاسيما داء إكليلي مستبطن.

الإجراءات الميكانيكية: استعملت طرق عديدة لإيقاف الهجمة، وبوسع المريض تعلمها، وهي تشمل مناورة  ڤالسالڤا، أو خفض الرأس بين الركبتين، أو دفق ماء بارد على وجه المريض. أما تمسيد الجيب السباتي فيجريه الطبيب، ويجب تجنبه في وجود حفيف سباتي أو هجمات نقص تروية دماغية عابرة. إن هذه المناورات تحرض العصب المبهم، وتؤخر النقل الأذيني البطيني، وتحصر آلية عودة الدخول، وتنهي اللاّنظمية.

العلاج الدوائي: إذا أخفقت المناورات السابقة فهناك علاجان وريديان قادران على إنهاء التسرع بنجاح تزيد نسبته على 90%. الأول هو الأدينوزين الوريدي إذ تعطى دفقة من 6ملغ في 1-2 ثانية. فإن لم تحدث استجابة في 1-2 دقيقة تعطى دفقة ثانية من 12ملغ. ويتم تحمل هذا الدواء على نحو جيد، ويعاني 20% من المرضى توهجاً نتيجة استعماله. أما الثاني فهو الفيرباميل الوريدي، وتعطى دفقة من 2.5 ملغ متبوعة بـ 2.5-5 ملغ كل 1-3 دقائق حتى الوصول إلى جرعة كلية لا تتجاوز 20ملغ.

قلب النظم كهربائياً:

ويتم بصدمة كهربائية تبدأ من 100جول في وجود عدم استقرار حركي دموي أو إن لم يستجب المريض للأدينوزين أو الفيرباميل.

الوقاية: إن الاجتثاث بالقثطرة هو العلاج المنتقى في الحالات المعاودة العرضية الناجمة عن عودة الدخول.

كما يمكن استخدام أدوية كالفيرباميل أو حاصرات بيتا. فإن لم يستجب المريض لها تعطى الأدوية المضادة للاّنظميات كأدوية المجموعة 1C، ومنها الفليكينايد والبروبافينون، في غياب مرض قلبي بنيوي. أما إن وجد هذا المرض فتفضل أدوية المجموعة الثالثة كالأميودارون أو السوتالول.

التسرعات فوق البطينية الناجمة عن وجود حزم أذينية بطينية إضافية (متلازمة التنبيه المبكر)

تشمل متلازمات عديدة، أهمها متلازمة وولف - باركنسون - وايت التي تتميز بقصر فترة PR مع موجة دلتا باكرة في مركّب QRS، ومتلازمة لاون - غانونغ - ليفين التي تتميز بقصر فترة PR فقط مع مركّب QRS سوي.

تشاهد الطرق الإضافية في نسبة ضئيلة من البشر، وهي تسهل اضطرابات النظم الناجمة عن عودة دخول بسبب التباين في أزمنة العصيان بين العقدة الأذينية البطينية والطريق الإضافي. وإن الذي يحدد كون المركّب ضيقاً أو عريضاً في أثناء التسرع هو النقل النازل عبر العقدة (في حالة المركّبات الضيقة) وعبر الطريق الإضافي (في حالة المركّبات العريضة).

ويحدث في نحو 30% من مرضى متلازمة وولف ـ باركنسون ـ وايت رجفان أذيني أو رفرفة مع نقل نازل عبر الطريق الإضافي مع استجابة بطينية سريعة، ويمكن أن تؤهب هذه اللاّنظمية لرجفان بطيني.

العلاج:

- الاجتثاث بالقثطرة: يجب أن تدرس حالات مرضى متلازمة التنبيه المبكر مع نوب رجفان أذيني أو رفرفة في مخبر فيزيولوجية كهربائية القلب. فإذا كانت فترة RR أقل من 220 ميلي/ثا فإن فترة عصيان قصيرة موجودة، وهؤلاء المرضى معرضون لخطورة عالية للموت المفاجئ. ولذلك يجب إجراء الاجتثاث، ويتم هذا بنسبة نجاح تفوق 90%.

- العلاج الدوائي للنوب: تعالج التسرعات مع مركّبات ضيقة كما تعالج التسرعات الأذينية البطينية مع مركّب R ضيق (AVNRT). أما الرجفان الأذيني والرفرفة فيجب معالجتهما على نحو مختلف؛ إذ إن الديجوكسين أو الفيرباميل حتى حاصرات بيتا قد تنقص العصيان في الطريق الإضافي أو تزيده في العقدة الأذينية البطينية؛ مؤدية إلى سرعات بطينية أعلى، ولذلك يجب تجنب هذه العلاجات. أما أدوية المجموعة 1A و 1C أو المجموعة الثالثة فهي تزيد الحصار في الطريق الإضافي، وبالتالي هي العلاجات المنتقاة في تسرعات القلب مع مركّب QRS عريض. وتستطب الصدمة الكهربائية حين وجود اضطراب حركي دموي.

- العلاج الطويل الأمد: يشمل مشاركة العوامل التي تزيد عصيان الطريق الإضافي والوصل الأذيني مثل الفيرباميل أو الديجوكسين أو حاصر بيتا شريطة عدم وجود رجفان أذيني أو رفرفة مع قصر RR.

إن أدوية المجموعة الثالثة كالأميودارون والسوتالول فعالة في الحالات المعندة؛ أما المرضى الذين يصعب تدبيرهم فيجرى لهم تقييم كهربائي فيزيولوجي.

شارك المقالة:
83 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook