قبل 50 عاما تم اختراع حبوب منع الحمل، التي أحدثت ثورة في حياة الكثير من النساء. اليوم، النساء يأخذن حبوب منع الحمل ليس فقط لمنع الحمل، وانما أيضا لتنظيم الدورة، الحد من نزيف الحيض وحتى للتقليل من الأعراض مثل حب الشباب والشعرانية (Hirsutism).

الدليل لأخذ حبوب منع الحمل

معظم حبوب منع الحمل اليوم تحتوي على هرمونات من نوعين: الاستروجين والبروجستيرون، والفروق بين الحبوب المختلفة هي في جرعة الاستروجين ونوع البروجستيرون الموجودة فيها، في حين ان نسب منع الحمل هي نفسها في كل الحبوب 99٪: كيفية أخذ حبوب منع الحمل تختلف من نوع لاخر: البعض منها يأخذ لمدة 21 يوم، مع استراحة لمدة 7 أيام لحدوث الحيض، ويتم أخذ بعضها لمدة 24 يوما ثم استراحة لمدة 4 أيام، هناك أربعة حبوب في العلبة التي تكون وهمية (placebo)، عندها تستمر المرأة بأخذ الحبوب بشكل مستمر دون الحاجة إلى أن تتذكر متى يجب عليها العودة لأخذ حبوب منع الحمل بعد الحيض. في الولايات المتحدة تسوق حبوب التي يمكن أن تأخذ بشكل مستمر دون انقطاع.

التوصية هي بعدم أخذ حبوب منع الحمل قبل سن الـ 16. ومع ذلك، هناك حالات التي تبدأ الفتيات فيها بأخذ الحبوب في وقت مبكر أكثر، بالأساس لغرض منع الحمل (ولكن هذه النسبة ضئيلة). من المهم التأكيد أنه في أي حالة التي تكون فيها فرصة لحدوث الحمل ينبغي التوجه الى الطبيب للحصول على وصفة طبية، بغض النظر عن العمر. يجب ملائمة حبوب منع الحمل للسبب الذي لأجله تقرر البدء في استخدام حبوب منع الحمل: منع الحمل، حب الشباب، الشعرانية أو الحد من النزيف. إذا كان استخدام حبوب منع الحمل يجلب معه آثار جانبية، فمن المستحسن تغيير الحبوب. إذا كانت الحبوب التي تستخدمها الفتاة لا تتسبب آثار جانبية، فلا يوجد سبب لتغييرها. التأثيرات الهرمونية يمكنها أن تؤثر على النمو، ولذلك فمن الأفضل البدء بأخذ حبوب منع الحمل ذات الجرعة الهرمونية الأدنى لدى الفتيات الصغيرات. قد تكون للجرعة الهرمونية المرتفعة جدا آثار جانبية مثل الغثيان، الصداع واحتقان الثديين.

خلال الأشهر الأولى من استخدام حبوب منع الحمل يمكن أن يحدث النزيف، هذه هي فترة تكيف الجسم وهي ظاهرة طبيعية. إذا استمر النزيف بعد هذه الفترة، يجب فحص ثلاثة أمور: أن حبوب منع الحمل تؤخذ بشكل مستمر دون انقطاع بسبب النسيان، أن حبوب منع الحمل يتم امتصاصها بشكل صحيح وأن الجرعة الهرمونية الموجودة في الحبة كافية. من المهم أن نعرف أن الإسهال أثناء فترة الاستخدام قد يقلل من امتصاص حبوب منع الحمل في الجسم، وهذا يعني أن المرأة تكون محمية بشكل أقل من الحمل غير المرغوب فيه، ولذا ينبغي أيضا استخدام الواقي الذكري للحماية الإضافية.

النساء المعرضات لخطر اضطراب فرط التخثر في العائلة لا يمكنهن أخذ حبوب منع الحمل لأن حبوب منع الحمل قد تزيد من خطر تكون جلطات الدم لدى هؤلاء النساء. تاريخ عائلي من المشاكل في القلب والأوعية الدموية، السكتة الدماغية، جلطات الدم في الأطراف أو الانسداد الرئوي كل هذه يمكن أن تشير إلى أن المرأة معرضة لخطر حدوث اضطراب فرط تخثر الدم في العائلة، لذا يجب فحص هذا الموضوع في فحوصات الدم الخاصة. إذا اتضح أن المرأة تعاني من هذه المتلازمة، يمنع اعطائها وصفة لحبوب منع الحمل. كذلك، النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي مع اورة (aura - أعراض التي تسبق الصداع النصفي، مثل رؤية الأضواء الساطعة أو البقع، الشعور بالخدر أو الضعف)، لأنه يوجد لديهن خطر أكبر لحدوث السكتات الدماغية. مجموعة الخطر هذه تشمل أيضا النساء اللاتي يعانين من ضغط الدم المرتفع والغير متوازن. النساء المدخنات فوق سن 35 عاما لا ينصحن بأخذ حبوب منع الحمل لأن العمر والتدخين كلاهما من عوامل الخطر، والتي بالدمج مع حبوب منع الحمل قد تزيد من خطر تكون جلطات الدم.

النساء المصابات بمرض الكبد النشط يمنعن من أخذ حبوب منع الحمل لأن تحليل حبوب منع الحمل يتم في الكبد ولذلك لدى هؤلاء النساء لا يتم تحليل الحبوب بالشكل الصحيح الأمر الذي قد يسبب في أنها لا تكون فعالة، ولذلك هذه الحبوب قد تؤدي الى تفاقم الحالة الوظيفية للكبد.

من الآثار الجانبية الشائعة لحبوب منع الحمل هي زيادة حجم الثديين، مع الحساسية في الثديين. آثار جانبية أخرى التي قد تحدث بسبب استخدام حبوب منع الحمل هي الغثيان، الصداع وتفاقم الصداع النصفي القائم، جنبا إلى جنب مع التقلبات المزاجية. يوصى لهؤلاء النساء بحبوب منع الحمل ذات الجرعة الأقل من هرمون الاستروجين، مثل ميناس، التي تحتوي على 15 ميكروجرام من الاستروجين. بالنسبة لقسم صغير من النساء فان الحبوب تسبب لحب الشباب ولتساقط الشعر، في حين انه لدى البعض الآخر على وجه التحديد تتحسن حالة حب الشباب وفرط نمو الشعر. الآثار الجانبية الأخرى التي قد تحدث بسبب استخدام حبوب منع الحمل هي انخفاض الرغبة الجنسية وجفاف المهبل. وذلك لأن الاستروجين الموجود في الحبوب قد يسبب لانخفاض التستوستيرون الحر في الدم، المسؤول عن الرغبة الجنسية.

اليوم، العديد من النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل لأغراض أخرى، بسبب هرمونات الاستروجين والبروجسترون الموجودة فيها، والتي لها آثار على الدورة، حب الشباب، وغير ذلك. أطباء أمراض النساء يصفون حبوب منع الحمل للنساء اللاتي يعانين أيضا من عدم انتظام الدورة لأن حبوب منع الحمل تنظم الدورة الشهرية وتقلل من آلام الحيض وكمية النزيف أثناء فترة الحيض. وذلك لأن التأثير الهرموني لهذه الحبوب يؤدي الى التخفيف من هذه الآثار. البروجسترون هو الذي يساعد في علاج أعراض مختلفة مثل الشعرانية وحب الشباب، حيث أن هناك حبوب التي يلائم البروجستيرون الموجود فيها بشكل خاص لعلاج هذه الأعراض- مثل ياسمين، ديانا. عند استخدام الحبوب هناك زيادة طفيفة جدا في خطر الاصابة بسرطان الثدي، ومع ذلك حبوب منع الحمل تعطي تأثير واقي للنساء ضد الإصابة بسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم. ميزة أخرى لحبوب منع الحمل هي الحد من فقر الدم.

حبوب منع الحمل لا تسبب لزيادة الوزن. ومع ذلك، قد تحدث هذه الأعراض في المرحلة الأولية من أخذ حبوب منع الحمل وعادة ما تختفي مع مرور الوقت.

أخذ حبوب منع الحمل لسنوات لا يضر بالخصوبة، وليست هناك حاجة للتوقف عن أخذ حبوب منع الحمل قبل محاولة الحمل.

العديد من النساء يعتقدن انه يجب التوقف عن تناول حبوب منع الحمل كل 6 أشهر لتنظيف الجسم. في الواقع ليس هناك سبب طبي لهذا التوقف، باستثناء الرغبة في الحمل.

الحيض الذي يظهر عند أخذ حبوب منع الحمل ليس بسبب الحاجة لتنظيف الجسم، وليس له أي سبب طبي، باستثناء السبب التاريخي- مخترعي حبوب منع الحمل ارادوا محاكاة دورة أخذ حبوب منع الحمل للدورة الطبيعية لجسم المرأة. إذا لزم الأمر، يمكن أخذ 2 أو 3 علب متتالية من حبوب منع الحمل، على سبيل المثال في حالة السفر إلى الخارج أو التدريب المهني، عندما لا ترغبن بتلقي الدورة لمدة شهرين أو أكثر.