جاءت الشريعة الإسلاميّة بنظام مُحكَم يهدف إلى صيانة المجتمع من الفوضى والفساد، ويسعى إلى تحقيق الأمن المجتمعيّ لحياة طيّبة؛ حتّى يتمكّن العباد من عمارة الأرض على منهج الإسلام السويّ، ومن المنهج الحكيم أداء الحقوق والواجبات، ولمّا كان الوالدان سبب وجود كلٍّ منّا بإرادة المولى سبحانه وسبباً في تكوين الأسرة، فقد أولاهما الإسلام عناية خاصّة وأوجب لهما حقوقاً كثيرةً، وقد زخرت النصوص الشرعية بالدعوة إلى حفظ حقوق الوالدين، وطاعة أوامرهما بكلّ خير وفضيلة، وتكريمهما، والعناية بهما، وإجهاد النّفس في تحقيق سعادتهما، فما هو حقّ الوالدين على الأبناء، وكيف يحقّق الأبناء هذا البرّ، وما جزاء من عقَّ والديه ولم يرعَ حقوقهما؟
شنّعَ الإسلام على عاقّ الوالدين، وذمّ من ينسى فضلهما، وتوعّد من يتنكّر لحقّهما بالحرمان في الدنيا والآخرة، وبيان ذلك فيما يأتي
لعقوق الوالدين العديد من الصورِ المختلفةِ التي ينبغي الحذر من الوقوعِ بها، منها