يُكره للصائم استعمال معجون الأسنان في نهار رمضان؛ خوفاً من دخول شيءٍ منه إلى الجوف، وإن لم يقصد الصائم دخوله، ممّا يؤدّي بالتالي إلى فساد صومه، ومع ذلك فإن استطاع استعماله دون أن يبتلع شيئاً منه؛ فلا يفسد صيامه، وقد نصّت المذاهب الفقهيّة على ذلك؛ فبيّنت أنّ فساد الصيام مرتبطٌ بما يَصِل الحَلْق؛ وبناءً على ذلك فإنّ ما يدخل الفم فقط، ولا يصل الحلق؛ لا يُفسد الصيام، بالحكم على الفم ظاهراً عندهم.
اتّفق العلماء على جواز استعمال الصائم السواك في أوّل النّهار، أمّا في غيره من الأوقات؛ فوقع الخلاف بينهم، وبيان أقوالهم في ذلك على النحو الآتي:
وردت عدّة أحاديث نبويّةٍ تبيّن فضل السواك، وتحثّ عل استعماله، وذلك يشمل كلّ أداةٍ تُستخدم لتنظيف الأسنان؛ كالفرشاة، إذ يتحقّق باستعمالها تنظيف الأسنان، ودلكها، كما أنّ السواك لا يُحصر بعود الأراك فقط، فلفظ السواك يُطلق على أي عودٍ يُستعمل لتنظيف الأسنان، ومن الجدير بالذكر أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يقتصر تسوّكه على عود الأراك؛ بل كان يتسوّك بغيره أيضاً، إلّا أنّ غالب تسوّكه كان بالأراك، كما ثبت ذلك عن ابن مسعود -رضي الله عنهما-، في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده: (عنِ ابنِ مسعودٍ، أنَّهُ كانَ يجتَني سواكًا منَ الأراكِ)، وبناءً على ذلك فالفقهاء لم يقتصروا بأحكام السِّواك عليه؛ وإنّما بكلّ ما تتحقّق به نظافة الفم والأسنان.
موسوعة موضوع